مصرفي طالته وثائق باندورا.. من هو مروان خير الدين المرشح للانتخابات في لبنان؟
يتجه اللبنانيون يوم الأحد المقبل إلى مراكز الاقتراع لاختيار ممثليهم في البرلمان الجديد، في استحقاق يوصَف داخليًا ودوليًا بـ"المفصلي"، بالنظر إلى انعكاساته المتوقعة على البلاد التي تشهد انهيارًا ماليًا يُعد من بين الأسوأ في العالم، وفق تصنيف البنك الدولي.
أحد المرشحين إلى الندوة البرلمانية، هو مروان خير الدين، المصرفي الذي شغل مناصب سياسية وربطته صلات قرابة بعدد من العائلات السياسية.
وحلّ مروان خير الدين على لائحة الثنائي حزب الله وحركة أمل، في إحدى الدوائر الانتخابية لجنوب لبنان، عن المقعد الدرزي الذي شغله خاله أنور الخليل لعقود.
وهو إلى ذلك، شقيق زوجة النائب طلال أرسلان، وينتمي إلى حزب الأخير، ويشغل فيه دورًا قياديًا منذ أعوام.
"المرشح الأكثر جدلًا"
في السنوات الأخيرة، وتحديدًا تلك التي شهدت "الانهيار المالي العظيم"، برز اسم خير الدين - رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لبنك الموارد - باعتباره أحد رموز القطاع المصرفي، الذي تبخّرت في أروقته ودائع اللبنانيين.
وقد وصفه مقال منشور على موقع المفكرة القانونية، بأنه يتصدّر "قائمة المرشحين الأكثر جدلًا على مساحة البلد، ولا سيما في ظلّ الأزمة الاقتصادية التي تتحمل المصارف جزءًا كبيرًا من المسؤولية عنها، ووسط النقمة الشعبية على المصارف ورجالاتها".
ومروان خير الدين نفسه، الذي حمل حقيبتين وزاريتين، كانت قد طالته وثائق باندورا، التي سُربت من شركات تقدم خدمات ماليّة لمن يرغبون في تأسيس أعمال في ملاذات ضريبيّة.
وفي هذا الصدد، أشارت المفكرة إلى أن الوثائق المسربة أفادت عن تأسيسه شركات "أوف شور" لتهريب أمواله من لبنان إلى الخارج، فيما كانت المصارف قد بدأت تطبق رقابة على رأس المال بطريقة غير قانونية على أموال المودعين.
إن صحت المعلومات المسرّبة، فإن خير الدين ليس الوحيد الذي حوّل أمواله إلى الخارج، إذ أفادت تقارير أن النافذين والمحظيين في لبنان سارعوا إلى إجراء عمليات تحويل بالدولار لإنقاذ أنفسهم من المصير الكارثي، الذي علموا مسبقًا بدنوه، بسبب نقص في العملة الأجنبية.
ووفقًا لتحقيق حديث أنجزه مشروع تتبع الجريمة المنظمة والفساد العابر للحدود (OCCRP)، فإن أحد من قاموا بهذه التحويلات هو نادي سلامة، ابن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
والوثائق التي بنى عليها المشروع تحقيقه، مسربة من بنك الموارد الذي يديره مروان خير الدين. وبحسب التحقيق، أكد اثنان من كبار المصرفيين صحة الوثائق.
اعتداء وتهديد واستفزاز
في فبراير/ شباط من عام 2020، وبعدما شارك في ندوة حول السياسات المالية والإجراءات المصرفية، تعرّض الصحافي والخبير الاقتصادي محمد زبيب لاعتداء في شارع الحمرا البيروتي. لاحقًا، تبيّن أن المعتدين هم مرافقو مروان خير الدين، واعترفوا بأنهم اعتدوا على الإعلامي بسبب مهاجمته المدير العام لبنك الموارد.
ولم تنتهِ القصة هنا. فقد أعلن زبيب في بيان في شهر مارس/ آذار الماضي، أنه "تقدم بشكوى أمام النيابة العامة الاستئنافية في بيروت ضد شخص بـ"جرم التهديد بالقتل والتعدي على الحقوق المدنية".
وأوضح في البيان أن الشكوى جاءت عقب نشر تهديد علني بالاعتداء على زبيب، بهدف منعه من انتقاد المصرفي والمرشح إلى الانتخابات النيابية مروان خير الدين.
يُذكر أن خير الدين، الذي يحظى كغيره من المرشحين بأصوات مؤيدة بموازاة تلك الرافضة في المجالين السياسي والمالي، كان قد استفز ناشطين بيئيين، شجبوا تباهيه باصطياد الحيوانات على غرار الزرافة والفيل والأسد في رحلاته الخارجية.
وانتشرت صور قديمة لـ"الصياد" مروان خير الدين مستعرضًا ضحاياه من الحيوانات البرية خلال إحدى رحلات الصيد.
كما احتل اسم مروان خير الدين عناوين الصحف بسبب شراء شقة بنتهاوس فاخرة في نيويورك بقيمة 10 ملايين دولار من الممثلة الأميركية جنيفر لورانس، خلال ذروة أزمة لبنان عام 2020.
وفيما نفى خير الدين شراء الشقة لنفسه، ادعى أنه كان مجرد مدير في الشركة التي قامت بعملية الشراء.