أفادت مصادر إعلامية إسرائيلية بإلغاء حفل موسيقي سنوي كان من المقرر إقامته في شبه جزيرة سيناء المصرية، بعد أن نظمت لجنة "مقاطعة إسرائيل في مصر" حملة لإلغائه على خلفية التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس.
وقال منظمو الحفل إنهم حاولوا إلغاء قرار منع إقامة المهرجان إلا أن محاولاتهم باءت جميعها بالفشل، فيما طالبت حملة "مقاطعة إسرائيل في مصر" بدعم نشاطها في رفض المصريين لهذه المهرجانات.
مقاطعة إسرائيل في مصر
ويشير المهندس عبد العزيز الحسيني، مؤسس لجنة "مقاطعة إسرائيل في مصر"، إلى أنّ الحفل الإسرائيلي جاء في خضم التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين داخله، إضافة للعدوان على غزة وجنوب لبنان وسوريا.
ويضيف الحسيني في حديث إلى "العربي"، من القاهرة، أن الحفل ما كان ليمر خصوصًا في ظل تزامنه مع ذكرى مذبحتي مدرسة بحر البقر، ودير ياسين، وكذلك ذكرى الغزو الأميركي للعراق في عام 2003.
وكانت طائرات عسكرية إسرائيلية قد تسببت بمقتل أكثر من 30 طفل، وإصابة العشرات من الأطفال، في قصفها لمدرسة بحر البقر في محافظة الشرقية المصرية يوم الثامن من أبريل/ نيسان من عام 1970. كما نفذت عصابات صهيونية مجزرة مروعة في قرية دير ياسين الفلسطينية يوم 9 أبريل/ نيسان عام 1948، راح ضحيتها أكثر من 350 فلسطينيًا بين أطفال ونساء وشيوخ.
إسرائيل تحاول التسلل عبر الحفلات
ويلفت الحسيني إلى أنه وبالرغم من أن هذه الحفلات الإسرائيلية عادة ما تكون خالية من المصريين، لكنها وفي ظل التصعيد العسكري الأخير، وتزامن ذلك مع ذكرى تلك المجازر التاريخية، فإن الشارع بدا معبأ، ومجرد إقامة مثل تلك الحفلات يبدو مستفزًا كما أنه سيثير غضب سكان المنطقة في سيناء.
ويوضح أنه لطالما رفضت الشعوب التطبيع السياسي مع إسرائيل، لذلك فإن إسرائيل تحاول دائمًا التسلل عبر تلك الحفلات بحجة فصل الفن عن السياسة، لكنّ "وعيًا مجتمعيًا موجودًا يؤكد بأن إسرائيل هي كيان مغتصب وسرطاني موجود فوق أرضنا، وبالتالي فإن أي نوع من التعامل الرياضي أو الفني أو الثقافي هو تطبيع مع ذلك الكيان".
ويشدّد على أن "العداء ليس مع الديانة اليهودية، لكنه عداء للاستعمار والاحتلال، إذ لطالما كانت المنطقة تحتضن اليهود، ولم يسجل بحقهم مجازر كتلك التي واجهوها في أوروبا"، مشيرًا إلى أن فكرة الصهيونية هي التي تسببت بكل ما يحدث حاليًا.