Skip to main content

معارك محتدمة وصراع للسيطرة على المناطق.. أي مستقبل لحرب السودان؟

الخميس 28 ديسمبر 2023
قلًل نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار من أهمية تقدم قوات الدعم السريع في ود مدني- غيتي/ أرشيفية

مرت أكثر من ثمانية أشهر على بدء الحرب في السودان التي يخوضها كل من الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

ويحافظ الجيش على تموضعه في مراكز مهمة وسط الخرطوم أهمها القيادة العامة للجيش ومعسكر سلاح المدرعات بالرغم من المعارك العنيفة الدائرة جنوب الخرطوم.

وتستعر المواجهات هناك للسيطرة على قاعدة النجومي الجوية، وسد جبل أولياء الإستراتيجي وجسر نهر النيل الأبيض الذي يربط أم درمان بالخرطوم. إلى جانب معارك أخرى شرق العاصمة وأم درمان ومنطقة القطينة في ولاية النيل الأبيض.

في غضون ذلك، تتسارع الأحداث وسط البلاد في ولاية الجزيرة، فبعد مواجهات عسكرية وانسحاب الجيش السوداني في ظروف غامضة، تمكنت قوات الدعم السريع قبل نحو أسبوع من السيطرة على مدينة ود مدني عاصمة الولاية.

إلا أن نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار قلل مما اعتبره حميدتي انتصارًا، قائلًا إن تقدم الدعم السريع في ود مدني لا يعني انتصارها.

قتال محتدم وصراع للسيطرة على المناطق السودانية

إلى ذلك، تستمر المعارك بين طرفي الصراع في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور بالرغم من إعلان قوات الدعم السريع السيطرة عليها منذ أواخر شهر أكتوبر الماضي. هذا إضافة لقتال محتدم في كل من منطقة الزرق ومدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

عدا ذلك تمكنت قوات الدعم السريع خلال الشهرين الماضيين من السيطرة على ثلاث عواصم أخرى في إقليم دارفور وهي الضعين مركز ولاية شرق الإقليم، وزالنجي مركز وسط ولاية دارفور، بالإضافة إلى الجنينة مركز ولاية غرب دارفور.

ويعتبر إقليم كردفان نقطة عبور مهمة بين الخرطوم وإقليم دارفور، حيث يسيطر الجيش على عاصمة ولاية شمال كردفان الأبيض وقاعدتها الجوية لقصف خطوط إمدادات "الدعم السريع" ونقاط تمركزها.

وبالرغم من سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق شاسعة غرب كردفان إلا أن الجيش السوداني لا يزال يبسط قبضته على المدن المركزية في كردفان.

وفي الولاية الشمالية، وبالرغم من محاولة قوات الدعم السريع السيطرة منذ اليوم الأول من الحرب على القاعدة الجوية مروي، إلا أن الجيش السوداني سرعان ما تمكن من استعادة نفوذه فيها.

ويبسط الجيش السوداني نفوذه أيضًا على المنطقة الشرقية وخصوصًا بورتسودان التي تحولت إلى مقر قيادة مؤقت ونقطة الإمدادات الإستراتيجية اللوجستية والعسكرية إلى مطارها الدولي.

انقسامات أشعلت الحرب

هذا المشهد الميداني يوضح أن الجيش السوداني يحافظ على تمركزات قوية على الأرض في كل من الولايات الشرقية والشمالية وإقليم كردفان، كما يهمين على المعركة جوًا بالكامل. إلا أن الوضع في إقليم دارفور يشهد تقدمًا ملحوظًا لصالح قوات حميدتي في عدة مدن رئيسية بالإقليم.

وفي هذا السياق، يقول رئيس صحيفة التيار السوداني عثمان ميرغني: إن الحرب لم تنشأ حول خلافات عميقة، مشيرًا إلى وجود خلاف سياسي بين قوى سياسية في الأصل. 

ويشرح ميرغني في حديث إلى "العربي" من القاهرة أن ما حدث بعدها يتمثل في "أن القوى السياسية استقطبت حولها القوى العسكرية التي انقسمت بين الطرفين السياسيين. وبعد ذلك اشتعلت الحرب على أثر تلك الخلفيات السياسية".

ويشير ميرغني إلى أنه من الممكن التعامل مع هذه الحرب التي نشأت بخلفيات سياسية بنفس الطريقة التي ولدت بها بمبدأ "داوني بالتي كانت هي الداء".

المصادر:
العربي
شارك القصة