الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

معاقبة "نيتساح يهودا".. فلسطينية لا تتوقّع قصاصًا عادلًا لقتلة زوجها

معاقبة "نيتساح يهودا".. فلسطينية لا تتوقّع قصاصًا عادلًا لقتلة زوجها

شارك القصة

لا تعوّل نظمية أسعد على أنّ تُحقّق العقوبات الأميركية العدالة لمقتل زوجها على يد جنود من "نيتساح يهودا"
لا تعوّل نظمية أسعد على أنّ تُحقّق العقوبات الأميركية العدالة لمقتل زوجها على يد جنود من "نيتساح يهودا"- رويترز
أظهر التشريح الفلسطيني لجثة عمر أسعد أنّه تُوفي بسبب نوبة قلبية ناجمة عن الإجهاد بسبب تعامل جنود من وحدة "نيتساح يهودا" معه بخشونة

ما زالت الأرملة الفلسطينية نظمية أسعد (81 عامًا)، تتشبّث بأمل أن تشهد اليوم الذي تحقّق فيه العدالة بمعقابة جنود إسرائيليين تتّهمهم بقتل زوجها عمر أسعد، قبل عامين في الضفة الغربية.

لكن هذا الأمل يضمحل تدريجيًا، مع تشكيكها في احتمال حدوث تحرّك أميركي ضد الكتيبة التي ينتمي إليها هؤلاء الجنود.

وتُوفي عمر أسعد الذي يحمل الجنسيتين الفلسطينية والأميركية بنوبة قلبية، بعد أن اعتقله أفراد من وحدة "نيتساح يهودا" التابعة للجيش الإسرائيلي عام 2022، بينما كان عائدًا إلى منزله.

وعُثر على أسعد الذي كان يبلغ من العمر 78 عامًا وقت وفاته، ميتًا عند موقع بناء في قريته جلجيليا على بعد نحو 20 كيلومترًا شمالي رام الله، وحول معصمه قيد بلاستيكي.

وأظهر التشريح الفلسطيني للجثة أنّه تُوفي بسبب نوبة قلبية ناجمة عن الإجهاد بسبب التعامل معه بخشونة.

وتشكّلت كتيبة "نيتساح يهودا" عام 1999 لاستيعاب المعتقدات الدينية لليهود المتشدّدين دينيًا (الحريديم) وغيرهم من المجنّدين القوميين المتديّنين في جيش الاحتلال.

وكانت الكتيبة تعمل أساسًا في الضفة الغربية، إلى أن تمّ إبعادها من المنطقة في أواخر عام 2022 بعد انتقادات أميركية.

ويزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّ الكتيبة هي "وحدة قتالية نشطة تعمل وفقًا لمبادئ القانون الدولي".

تشكيك في فرض عقوبات أميركية

وتُخطّط واشنطن لفرض عقوبات على وحدة "نيتساح يهودا" بسبب معاملتها للفلسطينيين في الضفة الغربية، في خطوة غير مسبوقة من أقرب حليف لإسرائيل.

وقالت نظمية في مقابلة مع وكالة رويترز بمنزلها في جلجيليا إنّه سيكون من الجيد فرض عقوبات وتقديم الجناة إلى العدالة ما قد يساعد في ردع مثل هذا العنف في المستقبل.

لكنّها شكّكت في الوقت نفسه باحتمال أن تتّخذ واشنطن إجراءات مؤثرة ضد إسرائيل.

وقالت: " لا أعتقد أنّ واشنطن ستفرض عقوبات على الوحدة، لأنّها تمنح جنودها الحرية للتصرّف كما يُريدون"، مضيفة أنّ جنود الوحدة يقتلون الكثير من الفلسطينيين دون رحمة، سواء كان رجلًا أو امرأة أو حتى أولاد".

وسألت: "أليس هؤلاء الذين يقتلوننا مذنبين؟ هل هم بلا إحساس أو شفقة؟".

ومع موافقة واشنطن على تقديم مزيد من المساعدات العسكرية لإسرائيل، فإن احتمال فرض عقوبات أميركية يزيد من التوتر في العلاقات المتأزمة بالفعل بسبب الخلافات حول طبيعة الحرب الإسرائيلية على غزة والعقوبات الأميركية على المستوطنين الإسرائيليين الذين يمارسون العنف ضد الفلسطينيين.

جريمة قتل أسعد

وعن استشهاد أسعد الذي كان يعاني منذ وقت طويل من مشكلات القلب، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنّ الجنود كمّموا فم أسعد بقطعة من القماش مؤقتًا، وكبّلوا يديه بإحكام بقيد بلاستيكي بسبب رفضه التعاون.

وتركه الجنود مستلقيًا على ظهره دون حراك، وقالوا إنّهم اعتقدوا أنّه استغرق في النوم.

ويومها خضع قائد كتيبة "نيتساح يهودا" لتوبيخ وفُصل ضابطان، لكنّ المدعين العسكريين الإسرائيليين قرّروا عدم توجيه اتهامات جنائية لأنّهم قالوا إنّه لا صلة بين الأخطاء التي ارتكبها الجنود ووفاة أسعد.

وقال المدعي العام العسكري إنّ مسؤولًا طبيًا عسكريًا وجد أنّه من المستحيل البتّ بأنّ وفاة أسعد ناتجة عن سوء سلوك الجنود تحديدًا، ولم يكن بوسع الجنود أن يكونوا على علم بحالته الطبية.

لكنّ نظمية أشارت إلى وجود مركز طبي على بعد بضع مئات الأمتار من مكان احتجازه.

وقالت: "رموه على الأرض في مكان مهجور ليموت، رغم أن المركز الطبي يبعد 300 متر عنهم".

وأضافت: "يجب معاقبة هؤلاء إضافة إلى رئيسهم. كان رجل ثمانيني، ولم يكن بحوزته أي سلاح أو سكين، ولم يقم بأي عمل خاطىء، فلماذا لم يتركوه بحاله؟".

وعاشت أسرة أسعد في الولايات المتحدة 45 عامًا، لكنّها عادت إلى جلجيليا قبل 10 سنوات من وفاته.

"بلا نبض"

من جهته، روى مروح عبد الرحمن (54 عامًا) أنّ المجموعة نفسها من الجنود احتجزته واقتادته إلى الموقع الذي كان أسعد محتجزًا فيه بالفعل. وأضاف أنّه بعد مغادرة الجنود ركض نحو جثة أسعد الهامدة، لكنّه كان بلا نبض.

وقال عبد الرحمن إنّ الجنود أوقفوا سيارته بينما كان يقودها في المنطقة مع صديق له وهما في طريقهما إلى السوق في الساعات الأولى من الصباح.

وقيّد الجنود أيديهما وأجبروهما على الجلوس على الأرض عند موقع البناء الذي كان أسعد محتجزًا فيه.

وقال عبد الرحمن إنّ أحد الجنود صوّب بندقية إلى رأسه وهدّد بإطلاق النار عليه، بينما ضربه جندي آخر في ساقه.

ولا يعتقد عبد الرحمن أن يكون للعقوبات الأميركية أي تأثير.

وقال: "مشكلتنا ليست في الوحدة أو الجندي، بل بالاحتلال بشكل عام. وعندما نتخلّص من الاحتلال، نتخلّص من كل المشاكل".

تابع القراءة
المصادر:
العربي، رويترز
تغطية خاصة
Close