يفتقر قطاع غزة إلى مراكز للتأهيل الجسدي والدعم النفسي الضروري لمئات السكان، ممن أصيبوا بإصابات بالغة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.
ويحاول الطفل الفلسطيني صالح قدر الإمكان تجاوز إصابته، فهو واحد من بين مئات الأطفال الذين أصيبوا بشكل بالغ خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، حيث أنهى الجزء الأكبر من علاجه الجسدي، لكن ثمة تحد أكبر أمامه يتمثل بالتأهيل والدمج المجتمعي.
ويقول والد الطفل إنه اصطحب صالح وإخوته للبحر قبل 3 أو 4 أسابيع تقريبًا، مشيرًا إلى تقبل صالح الأمر في البداية، لكن بعد ذلك بدأ بالصراخ بسبب عدم قدرته على النزول إلى المياه.
ويحاول هشام تقديم الدعم النفسي لأحد المصابين، فعدد كبير من الجرحى يفتقد اليوم برامج طويلة الأمد تسهم من التخفيف من الأضرار النفسية التي أحدثتها حرب الاحتلال.
ويوضح المختص في العلاج النفسي هشام أبو ربيع أن المصاب يحتاج وقتًا طويلًا ليتقبل ويبدأ التعامل مع إصابته، مما يتطلب وجود برامج طويلة الأمد.
وأصيب خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، أكثر من 1900 شخص، بينهم 560 طفلًا، وتعرض عدد كبير منهم لإصابات جسدية بالغة.
إمكانيات غير كافية
وفي هذا السياق يوضح أستاذ علم النفس فضل أبو هين من غزة، أن الإمكانيات الموجود في غزة قليلة نسبة للإصابات، مشيرًا إلى أنه على الرغم من الخدمات التي تقدم فهي تُعد غير كافية ولا تلبي المصابين.
ويقول في حديث لـ "العربي": إنه في حال توفرت الخدمات الصحية لأي جريح يمكن أن يشفى بسرعة، لكن بالنسبة للخدمات النفسية فهي تحتاج لفترات طويلة وإلى إمكانيات طويلة الأمد وهذا ما لا يتوفر في قطاع غزة.
ويشير أبو الهين إلى أن بعض المصابين استفادوا، فيما البعض الآخر يحتاج لجلسات معمقة تشمل الأسرة والمدرسة والقطاعات الاجتماعية التي يتعامل معها المصاب، مشددًا على حاجة القطاع لإمكانيات أكبر وكوادر وبرامج أكثر عمقًا وديمومة.
وحول انعكاس نقص الخدمات على المصابين، يقول أبو هين إن الأزمة ستطول وتنتشر بشكل أكبر، لأن ما تركته الحروب في شخصية الأطفال لم تمسحه برامج بسيطة إنما ستبقى محفورة داخل ذهنية الطفل.
ويضيف أنهم في قطاع غزة يعتمدون في العلاج على تقوية جبهة الأسرة بالنسبة للأطفال لأنهم السند الأساسي، وتقديم الخدمات التوعوية للأماكن الذي يذهب إليها الأطفال حتى تصبح شريكة في الخطة العلاجية.