"معجزة إلهية".. كيف صمد ناجون من الزلزال تحت الركام لأيام طويلة؟
نافس "ثقل" مشاهد إنقاذ ناجين من تحت الركام طوال الأيام الماضية، وزن أحجار المباني التي انهارت فوق رؤوس ساكنيها جراء الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا فجر 6 فبراير/ شباط، خاصة أن حصيلة الضحايا تجاوزت الـ 40 ألفًا.
وترتفع الهتافات كلما نجحت فرق الإغاثة في انتشال أحياء من تحت الأنقاض، خاصة بعد أن طال الوقت وتقطعت السبل بالمحاصرين تحت أطنان من الأسمنت المنهار.
وتشير دراسات متخصصة إلى أن قدرة الإنسان على العيش من دون مياه لا تتجاوز أسبوعًا واحدًا كحد أقصى، وهو ما يوازي 168 ساعة، وهو عكس ما حصل في الأيام الماضية، بعدما تم إخراج ناجين بعد أكثر من 240 ساعة.
معجزة
ووصف مدير مركز المدينة الصحي في اسطنبول، د. محمد أسمر، إنقاذ أشخاص على قيد الحياة من تحت الأنقاض حتى الآن بـ "المعجزة"، مؤكدًا أنه من الناحية الطبية، لا يُنتظر وجود أحياء في مثل هذه الكارثة بعد مرور سبعة أيام على وقوعها.
وقال أسمر في حديث إلى "العربي" من اسطنبول: إن فرص النجاة من تحت الأنقاض تقل بعد اليوم الثالث، لأن الضحية قد يصاب بالجفاف والقصور الكلوي، وهما من أهم العوامل التي تؤدي إلى الوفاة، كما أن المصابين بالنزيف قد لا يتمكنون من النجاة إذا استمروا بالنزيف لمدة 24 ساعة.
وتابع أن الماء والهواء والطقس هي من أبرز العوامل الحاسمة لاستمرار بقاء العالقين على قيد الحياة.
وأشار أسمر إلى أن الناجين بعد أكثر من 10 أيام يحتاجون إلى متابعة طبية مكثفة وطويلة في المستشفى، مؤكدًا أن نجاتهم لا تعني أنهم بصحة جيدة، منوهًا في السياق نفسه إلى حاجة كل الناجين لمتابعة نفسية ضرورية لتجاوز ما واجهوه.