معرض حيفا للكتاب العربي.. مهرجان ثقافي وحلقات نقاش وندوات وأكثر
تستضيف مدينة حيفا للعام الرابع على التوالي فعاليات معرض "الكتاب العربي" بمشاركة العديد من دور النشر العربية البارزة، ويتضمن ندوات ثقافية وحلقات نقاش حول آخر إصدارات الكتب وسط حضور جماهيري.
وكان زوار المعرض من الجليل والمثلث والساحل والقدس والنقب، فيما أتت الكتب من لبنان ومصر والعراق وقطر والأردن، والتقوا في معرض الكتاب العربي.
ويضم المعرض أكثر من 5000 كتاب وألف عنوان، تنتقل من الفكر إلى الرواية، ومن الباحثين إلى الأطفال واليافعين.
وفي متن المعرض ندوات ثقافية حول آخر ما صدر من كتب، يتاح فيها لقاء الكتاب ونقاشهم، خصوصًا من الأجيال الشابة التي ملأت جنبات ساحة المركز الثقافي.
فكتاب "الحزب الشيوعي الإسرائيلي والنكبة"، والذي أثار منذ صدوره، موجة من المراجعات والنقد، كان على طاولة النقاش مع مؤلفه، ويوضح مؤرخ ومؤلف الكتاب محمود محارب أن هناك إقبالًا على كتاب الحزب الشيوعي الإسرائيلي والنكبة وأيضًا إقبالًا على المشاركة في مناقشته، لأنه يطرح موضوعًا كان من المفترض أن يُبحث منذ زمن.
والمعرض كما يقول القائمون عليه جزء من سلسلة فعاليات على مدار العام، تشكل حيزًا لكل ما تحاول إسرائيل دفعه إلى الهاوية.
وللمبنى الذي يستضيف المعرض حكايته أيضًا، فقد كان مهجورًا فيما مضى قبل أن تبدأ جمعية الثقافة تحويله إلى مركز ثقافي عربي، بعد سنوات من مقارعة السلطات الإسرائيلية، حسب مراسل "العربي".
"مهرجان ثقافي واسع"
وفي هذا الإطار، يوضح مدير جمعية الثقافة العربية مصطفى ريناوي أن العنوان الأبرز لهذه النسخة من العام هو تحويل المعرض إلى مهرجان ثقافي واسع، حيث تعددت فيه شرائح مجتمعية متنوعة.
ويشير في حديث لـ"العربي" من حيفا إلى أن فكرة المعرض في بدايتها كانت استقدام كتب مراكز الأبحاث الفلسطينية والعربية، حيث بدأت الشراكة مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات في الدوحة، ومراكز فلسطينية داخل الخط الأخضر والضفة الغربية.
ويضيف ريناوي أن المعرض يعتبر أكبر فعالية داخل الخط الأخضر، ويعد من أكبر المعارض في فلسطين رغم خبرته القليلة في 4 سنوات.
ويبين أن الفلسطيني يعاني خلال فترة المدرسة والتعليم الجامعي حتى وصوله إلى سوق العمل من حصار ثقافي، تفرض عليه السلطات الإسرائيلية بنية معنية من تكوين هوية الفلسطيني في الداخل، لسلخه عن محيطه العربي وقضيته الفلسطيني وجعله تابعًا للمشروع الصهيوني.
ويردف أن جمعية الثقافة العربية والحركة الوطنية من خلال مؤسساتها تحاول أن تكون بديلًا لتكوين الفلسطيني بالمفهوم الثقافي والسياسي والاقتصادي المعتز بنفسه وهويته.
ويلفت ريناوي إلى وجود تصاعد كبير في عدد زوار المعرض مقارنة بالسنوات الماضية، بسبب تكثيف نشاطات وفعاليات جمعية الثقافة العربية خارج إطار معرض الكتاب، لافتًا إلى أن ما ميز هذه النسخة من المعرض هذا العام وجود مدارس عربية تابعة للمنهاج الإسرائيلي، حيث قدم لها المعرض حيزًا بديلًا معرفيًا أكاديميًا.