أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، اليوم الأربعاء، أنّ محاولة الاحتلال التغطية على الهزيمة التي ألحقت به في عملية "طوفان الأقصى" من خلال ارتكاب المجازر الوحشية لن تنفع.
وأثنى هنية في كلمته في اليوم السادس والعشرين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، على بسالة المقاومة الفلسطينية وصمود الغزيين الذين "يتحملون ما لا تتحمله الجبال من تضحية وطول نفس وصبر على الجراح والآلام".
"إفشال مخططات العدو بنكبة جديدة"
وخاطب هنية أهل غزة قائلًا: "أيها الأبطال العمالقة يا من تخوضون هذه المعركة المصيرية بين محورين محور الشعوب المحبة للحرية والعدالة ومحور العنصرية والفاشية".
واعتبر أن القطاع "يخوض معركة مصيرية بين من يؤمن بالتسامح والسلم الإنساني والتعايش الحضاري وبين النازيين الجدد ويدعمهم قوى استعمارية تدوس كل القيم من أجل مصالحها وعقليتها الدموية".
وأكّد هنية: "نقف إجلالًا وإكبارًا لهذا الصمود الأسطوري لشعبنا رغم الدمار الهائل وسقوط الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى والتي كان آخرها المجزرة الوحشية في مخيم جباليا والنصيرات ومخيم الشاطئ والفلوجة بل المجزرة الممتدة على كل مساحة القطاع".
وقال: إنّ "شعبنا بهذا الصمود والثبات والتشبث بوطنه أفشل مخططات العدو بنكبة جديدة من التهجير والشتات".
المقاومة تلقّن العدو درسًا جديدًا كل يوم
كما عبّر رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" "عن الاعتزاز بالمقاومة المشرفة التي تلقّن العدو كل يوم درسًا جديدًا في العسكرية المبنية على أكتاف رجال مؤمنين ذوي بأس شديد وكتائب القسّام وفصائل المقاومة تقاتلهم في كافة المحاور وتتصدى بكل بطولة وبسالة غير آبهة بدبابتهم أو قصفهم المتواصل".
واعتبر أن العدو يبدأ بحربه البرية "في ظل قرار مرتجف وقيادة منقسمة، ويذيقونهم المقاومون الأبطال الموت الزؤام كما وعدوهم ويوقعونهم بين قتيل وجريح".
وتابع هنية: "نؤكد للعدو ومن يقف من وراءه أن محاولاتكم البائسة للتغطية على فشلكم بارتكاب المجازر الوحشية بحق المدنيين العزل بكل خسة ونذاله، لن تنقذكم من الهزيمة المدوية في طوفان الأقصى. لقد هزمتم في 7 أكتوبر وها أنتم تتعثرون في دخولكم البري".
وأشار إلى أن الاحتلال يعلن عن بعض الخسائر وبالتدريج. وقال: "لكن ما تعلمه كتائبنا وستنشره أكبر بكثير سيصدمكم وسيصدم شعبكم ومن يقفون ورائكم".
نتنياهو أحد أهم أسباب الحرب
كما اعتبر هنية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "هو أحد أهم أسباب هذه الحرب حيث يقود مجموعة يمينية عنصرية فاشية ولا يفكر إلّا في كيف ينقذ نفسه وأسرته من السجن والمحاسبة حتى ولو كان على حساب تدمير المنطقة برمتها".
ولفت إلى أن حماس حذّرت قبيل الحرب كل الأطراف التي التقتها أن استمرار نتنياهو في سياساته القائمة على البلطجة والاعتداء على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية وبناء المستوطنات، لن يمر مرور الكرام وأن الانفجار قادم. وقال: "لم يستمع لندائنا أحد بل استمر حلفاءه في دعمه وتشجيعه على المضي قدمًا في سياسته العنصرية".
حماس قدّمت تصورًا شاملًا
وقال هنية: "أبلغنا الوسطاء بضرورة وضع حد لهذه المجزرة والإبادة الجماعية فورًا"، مشيرًا إلى أن حركة حماس قدّمت تصورًا شاملًا يبدأ بوقف العدوان وفتح المعابر مرورًا بصفقة لتبادل الأسرى وانتهاء بفتح المسار السياسي لقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وحق تقرير المصير وهم أدرى بنتائج لجان التحقيق عندهم والفشل الذريع الذي حصدوه بعد كل معركة".
واعتبر أنه "عندما سيدرك الاحتلال أنه غرق في رمال غزة سيكون ذلك قد كلفهم كثيرًا وعلى كل الأصعدة بما فيه حياة أسراه والذين يتعرضون للقتل والدمار الذي يتعرض له شعب غزة وآخرهم الذين قتلوا في مجزرة جباليا أمس".
الدول الداعمة للاحتلال تختار الجانب الخاطئ
كما ذكّر هنية الدول التي تدعم الاحتلال وتشكل له الغطاء لارتكاب هذه المذبحة بحق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها الولايات المتحدة بضرورة التراجع عن السياسات الاستعمارية البائدة، وطالبها بالتوقف عن تقديم الدعم العسكري لما وصفه بـ"الحكومة الفاشية".
كما طالب هذه الدول أيضًا بالتوقف عن تعطيل الإرادة الدولية المطالبة بوقف العدوان فورًا وفتح المعابر. وتوجه لهذه الدول قائلًا: "إنكم تختارون الجانب الخاطئ من التاريخ والحاضر والمستقبل".
وأضاف هنية: "لن ينعم الإقليم أو خارجه بالأمن والاستقرار طالما لم يتحقق لشعبنا حقوقه المشروعة بالحرية والاستقلال والعودة".
وتابع: "كفى عنجهية واستعلاء ونفاق، والتاريخ لا يرحم أحد".
تحية للشعوب العربية ولجبهات المقاومة المساندة
كما حيا هنية الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم على وقفتهم التاريخية في دعم الشعب الفلسطيني وغزة الصامدة. وحيا كل جبهات المقاومة المساندة وخاصة في لبنان والعراق وسوريا واليمن على موقفها المتقدم والمعلن.
وجدد "التأكيد على مطالبة الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم في الاستمرار في تحركاتهم حول العالم والتي أبهرت المراقبين ومكانة فلسطين وقضيتها العادلة في قلوب الملايين".
وشدّد أنه يجب الاستمرار في الضغط على صناع القرار خاصة في الغرب للتراجع عن مواقفهم المساندة للعدوان على غزة.
وأشار إلى ضرورة استمرار عمل معبر رفح الذي فتح جزئيًا اليوم دون توقف وفي الاتجاهين باعتباره معبرًا مصريًا فلسطينيًا خالصًا.
كما أكّد هنية لشعب غزة "أن مقاومتكم ثابتة صامدة وتحصد من العدو أثمانًا باهظة مقابل جرائمه، مشيرًا إلى "أن شعوب الأمة تغلي وتتحفز للمشاركة في هذه المعركة التي لن تكون إلّا نصرًا عزيزًا مؤزرًا بتحرير أرضنا ومقدساتنا وعودتنا المظفرة".