للشهر العاشر على التوالي، تسجل الحرارة مستويات قياسية حيث زادت خلال العام الأخير 1,58 درجة مئوية عما كان عليه المناخ في القرن 19، أي قبل تداعيات تغير المناخ.
فقد كشفت خدمة "كوبرنيكوس" لمراقبة تغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء، أن شهر مارس/ آذار الماضي كان أكثر شهور مارس سخونة على الإطلاق، ليتصدر سلسلة من 10 أشهر سجل فيها كل شهر رقمًا قياسيًا جديدًا في درجات الحرارة.
ويشكل ذلك مؤشرًا جديدًا بعد سنة أدى فيها الاحترار المناخي الذي تفاقمت انعكاساته بسبب ظاهرة "النينو"، إلى كوارث طبيعية، فيما البشرية لم تخفض بعد انبعاثاتها لغازات الدفيئة.
زيادة 1.58 درجة مئوية
في التفاصيل، فقد أصدرت خدمة "كوبرنيكوس" نشرتها الشهرية والتي حذّرت فيها من أن كل شهر من الأشهر العشرة الماضية كان الأكثر سخونة في العالم على الإطلاق مقارنة بالشهر المقابل في السنوات السابقة.
وأوضحت أن الشهور الـ 12 المنتهية في مارس/ آذار، صنفت أيضًا على أنها الفترة الأكثر سخونة التي تم تسجيلها على كوكب الأرض على الإطلاق.
فقد كان متوسط درجات الحرارة العالمية في الفترة من أبريل/ نيسان 2023 إلى مارس/ آذار 2024 أعلى بمقدار 1.58 درجة مئوية مقارنة مع المتوسط في فترة ما قبل الثورة الصناعية بين عامي 1850 و1900.
بهذا الصدد، تنبّه سامانتا بيرجيس نائبة رئيس خدمة "كوبرنيكوس" لوكالة "رويترز" أن "الاتجاه نحو تسجيل مستويات قياسية على المدى الطويل هو ما يثير قلقنا الشديد".
مستوى قياسي للمحيطات
أما حرارة المحيطات، فسجلت بدورها أيضًا أعلى أرقام منذ أكثر من عام، في حين تغطي المحيطات 70% من مساحة الأرض، وتلعب دورًا كبيرًا في ضبط المناخ.
فقد سُجل في مارس 2024 مستوى قياسي مطلق بين كل الأشهر، مع معدل حرارة بلغ 21,07 درجة مئوية على سطح المحيطات باستثناء المناطق القريبة من القطبين، وفق مرصد "كوبرنيكوس".
وقد كان عام 2023 الأكثر سخونة على كوكب الأرض في السجلات العالمية، والتي يعود تاريخها إلى عام 1850.
أسباب سخونة كوكب الأرض
والسبب الرئيسي لتغير المناخ والارتفاعات المجنونة في درجات الحرارة، فهو غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان.
ومن العوامل الأخرى التي تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة ظاهرة "النينيو"، وهو نمط في الطقس يؤدي لسخونة المياه السطحية في شرق المحيط الهادي.
إذ بلغت ظاهرة النينيو ذروتها في الفترة من ديسمبر/ كانون الأول إلى يناير/ كانون الثاني بينما تراجعت الآن، وهو ما قد يساعد في انكسار درجات الحرارة المرتفعة قرب نهاية العام.
هذا وتبين كذلك أن تركز ثاني أكسيد الكربون في الجو زاد في 2023، فضلًا عن الميثان وأحادي أكسيد النيتروجين، وهي غازات الدفيئة الرئيسية الناجمة عن النشاط البشري، بحسب تقديرات نشرتها الجمعة الوكالة الأميركية للمراقبة المحيطات والغلاف الجوي "نوا".