كشفت دراسة جديدة أنّ تغيّر المناخ يجعل موجات الحرارة العملاقة تزحف بشكل أبطأ في جميع أنحاء العالم، أي أنّها تميل أكثر فأكثر إلى البقاء فوق المنطقة نفسها ما يفاقم خطورتها.
ووجدت الدراسة التي نشرتها مجلة "ساينس أدفانس" (science advance) أنّه منذ عام 1979، تتحرّك موجات الحرارة العالمية بشكل أبطأ بنسبة 20%، مما يعني أنّ المزيد من الناس يشعرون بالحر لفترة أطول، وأنّ هذه الموجات تحدث في كثير من الأحيان بنسبة 67%.
وركّزت الأبحاث السابقة على تواتر موجات الحرارة وشدّتها، إلا أنّ قلة منها قبل اليوم تناولت انتشارها المكاني والزماني.
وأوضح وي تشانغ، أحد معدّي الدراسة، أنّ موجات الحر تتحرّك كغيرها من ظواهر الطقس ومنها العواصف، غير أنّها باتت في العقود الأخيرة تميل إلى "التحرّك بسرعة أقلّ فأقلّ"، أي أنّها "يمكن أن تبقى في منطقة ما لمدة أطول"، ما يُسبّب "عواقب وخيمة للسكان".
وأجرى الباحثون تحليلًا لموجات الحرارة على مستوى العالم بين عامي 1979 و2020، باستخدام نماذج تعتمد خصوصًا على الرصد بواسطة رادارات الطقس والأقمار الصناعية.
انخفاض سرعة موجات الحر
وأظهرت تحليلاتهم أنّ سرعة موجات الحر انخفضت كل عقد بنحو ثمانية كيلومترات يوميًا، بينما استمرّت موجات الحرارة العالمية ثمانية أيام في المتوسط في مطلع ثمانينيات القرن العشرين، وارتفعت إلى 12 يومًا خلال الفترة الممتدة من عام 2016 إلى عام 2020.
كما وجدت الدراسة أنّ موجات الحر أصبحت تنتقل إلى مسافة أبعد من ذي قبل، وأكدت الزيادة في وتيرة مثل هذه الأحداث.
ودرس الباحثون دور تغيّر المناخ في هذه التحوّلات، واستخدموا نماذج مناخية لمحاكاة سيناريوهين، أحدهما بوجود انبعاثات الغازات الدفيئة والآخر من دونها، وقارنوها بالسلوك الفعلي لموجات الحرارة.
وقال وي تشانغ من جامعة ولاية يوتا: "من الواضح لنا أن العامل المهيمن هنا في تفسير هذا الاتجاه" هو"غازات الدفيئة" الناتجة عن الأنشطة البشرية.
وأعرب عن قلقه خصوصًا في ما يتعلّق بالمدن التي تحدث فيها موجات الحر هذه، والتي تفتقر أحيانًا إلى المساحات الخضراء أو الأماكن الأكثر برودة للسكان المعوزين، كعدم توافُر التكييف فيها.
وخلصت الدراسة إلى أنّ "موجات الحرارة التي تنتقل لمسافة أبعد وتتحرّك بشكل أبطأ، ستكوّن لها عواقب أكثر تدميرًا على الطبيعة والمجتمع في المستقبل إذا استمرّت الغازات الدفيئة في الزيادة".