اتهم ناشطون بلجان مقاومة سودانية أمس الخميس، قوات "الدعم السريع" بمهاجمة 53 قرية في ولاية الجزيرة وسط البلاد وارتكابها انتهاكات بحق مدنيين.
ويأتي ذلك، فيما أكّدت تقارير لمؤسسات حقوقية مستقلة أن "الدعم السريع" هاجم عددًا كبيرًا من البلدات والقرى خلال فترة انقطاع الاتصالات والإنترنت بالولاية منذ 3 أسابيع.
وتسيطر هذه القوات على عدة مدن بولاية الجزيرة منذ ديسمبر/ كانون الأول 2023، بينها "ود مدني" مركز الولاية.
"أبشع أنواع الانتهاكات"
في التفاصيل، أصدرت لجان مقاومة مدينتَي "ود مدني" و"الحصاحيصا" بولاية الجزيرة بيانين منفصلين، أكدت فيه أنه "مع استمرار انقطاع شبكات الاتصالات والإنترنت لمدة تتجاوز 3 أسابيع، مارست مليشيا الدعم السريع أبشع أنواع الانتهاكات من إرهاب وسلب ونهب بحق مواطني ولاية الجزيرة".
وذكر البيانان، أن 53 قرية تعرضت لانتهاكات "الدعم السريع" خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
سبق ذلك تقرير للمرصد المركزي لحقوق الإنسان بالسودان المستقل صدر يوم الثلاثاء المنصرم، وبيّن أن قوات "الدعم السريع" هاجمت 39 قرية خلال فترة انقطاع الاتصالات والإنترنت بالولاية منذ 3 أسابيع.
وبحسب تقرير مركز حقوق الإنسان، أسفرت هذه الهجمات عن مقتل ما لا يقل عن 46 مدنيًا وإصابة 90 آخرين.
في المقابل، حذّرت لجان مقاومة مدني في بيان نشرته عبر منصة "إكس" أمس، من هجوم متوقع على مدينة المناقل بولاية الجزيرة.
وجاء في المنشور: "شهدنا ورصدنا خلال الأيام القليلة الماضية تحركات مكثفة وحشود كبيرة من قبل مليشيا الدعم السريع تتجه نحو مدينة المناقل بولاية الجزيرة".
وتابعت: "هذا مؤشر واضح بنية وتخطيط مليشيا الدعم السريع الهجوم على مدينة المناقل، وارتكاب المزيد من المجازر والانتهاكات وجرائم الحرب ضد المدنيين التي لم يسلم منها كل مواطني القرى التي مروا بها حتى الآن".
أكثر من 8 ملايين نازح
وفي سياق آخر، أعلنت منظمة الهجرة الدولية أمس الخميس، أن حوالي 8.1 مليون شخص نزحوا من ديارهم داخليًا وخارجيًا في السودان منذ اندلاع القتال بين "الدعم السريع" والجيش السوداني في منتصف أبريل/ نيسان الماضي.
وأوضحت المنظمة الدولية في بيان، أن "6 ملايين و326 ألفًا و416 شخصًا نزحوا داخليًا، ونحو مليون و884 ألفًا و909 عبروا الحدود إلى البلدان المجاورة".
كما ذكر البيان أن نحو 46% من النازحين داخليًا لجأوا إلى إقليمي دارفور غربًا وكردفان جنوبًا، فيما نزح 53% إلى الولايات الشمالية والشرقية والوسطى.
ووفقًا للأمم المتحدة، تشير التقديرات إلى أن 1500 لاجئ تقريبًا نصفهم أطفال يصلون كل يوم إلى جنوب السودان، فيما يمضي كثر منهم أشهرًا في الانتظار في المخيمات آملين في أن يتمكنوا في وقت قريب من العودة إلى ديارهم.
وأودت الحرب بحياة آلاف المدنيين بحسب أرقام الأمم المتحدة، التي تقول إن نحو 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، في حين يعاني نحو 3,8 ملايين طفل دون سن الخامسة سوء تغذية.