حض وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الخميس، الرئيس الأميركي جو بايدن على رفع العقوبات الاقتصادية عن بلاده، والتخلي عن سياسات "الضغوط القصوى" لسلفه دونالد ترامب من أجل إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
وبعد شهرين من جمود مفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي، رغم أن مسودة العودة إلى إحيائه جاهزة، اعتبر روب مالي مبعوث الولايات المتحدة الخاص بشأن إيران، أمس الأربعاء، أن فرص إحياء الاتفاق ضعيفة في أحسن الأحوال.
وخلال مشاركة عبد اللهيان في منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس بسويسرا، قال إن "الأهم هو ضرورة رفع العقوبات الاقتصادية بطريقة فعالة. الأهم أن سياسات الضغوط القصوى من عهد ترامب يجب إزالتها".
ومضى وزير الخارجية الإيراني قائلًا: "إذا كنتم تتحدثون عن مباحثات مباشرة، عليكم أن تثبتوا لنا أنكم مختلفون عن الرئيس ترامب".
وأضاف عبد اللهيان بأن بلاده، طرحت مبادرة جديدة على طاولة المفاوضات في فيينا، وأردف: "لم نصل بعد إلى نقطة الثقة حول الضمانات الاقتصادية وإن لم يتم التوصل لاتفاق فإن لايران خيارات مختلفة على الطاولة"، من دون أن يذكرها، حسبما نقلت وكالة "فارس".
ومنتصف الشهر الجاري، أعلنت إيران أنها تنتظر رد الولايات المتحدة على "الحلول" التي تمت مناقشتها مع مفاوض الاتحاد الأوروبي المكلف بتنسيق المباحثات بشأن النووي، الهادفة لإعادة واشنطن إلى الاتفاق ورفع عقوبات عنها.
وفرضت عقوبات على طهران بعد انسحاب الولايات المتحدة عام 2018 على زمن الرئيس السابق دونالد ترمب، مقابل امتثال إيران مجددًا لالتزاماتها التي تراجعت عنها بعد الخطوة الأميركية.
لكنّ ذلك الانسحاب دفع إيران للبدء بانتهاك القيود النووية بعد عام، كما ظهرت مشاكل جديدة بشأن اليورانيوم وزيادة تخصيبه.
وعد الاتفاق النووي المبرم عام 2015 خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما برعاية الدول العظمى، بتخفيف العقوبات الاقتصادية عن إيران، التي بحسب مفتشين كانت تلتزم بالقيود الشديدة المفروضة على برنامجها النووي.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية الأربعاء فرض عقوبات جديدة على شبكة مدعومة من الحرس الثوري الإيراني ومسؤولين روس، مشيرة الى أنها ساهمت في توفير مئات ملايين الدولارات من عائدات النفط الخاضع للعقوبات.
ضغط أميركي على إيران
بدوره، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، اليوم الخميس أن "الإجراء الأخير بفرض حظر جديد على إيران دليل آخر على سوء نوايا الإدارة الأميركية تجاه الشعب الإيراني"، واستمرار لسياسة الضغوط القصوى "الفاشلة" التي سبق أن تبنتها إدارة ترامب.
وشدّد على "حق إيران في الرد بالشكل المناسب في إطار القوانين الدولية".
والأربعاء قال مالي، الذي قاد محادثات غير مباشرة مع إيران في فيينا على مدى أكثر من عام، إن نهج ترامب فشل بشكل واضح مع تكثيف طهران أنشطتها النووية منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق.
وقال أمام أعضاء مجلس الشيوخ إن إدارة بايدن ما زالت تدعم اتفاق 2015 النووي وهي على استعداد لرفع العقوبات إذا نجحت في التوصل إلى اتفاق لإحيائه. غير أنه أضاف أن "مطالب إيرانية مبالغا فيها" تقلل من احتمالات النجاح.
وانتقد أعضاء ديمقراطيون وجمهوريون في مجلس الشيوخ جهود إدارة بايدن لإحياء الاتفاق، وقالوا إن عليها عمل المزيد لتشديد العقوبات على صادرات النفط الإيرانية، ولا سيما إلى الصين.
وتتقاذف طهران وواشنطن الاتهامات حول عرقلة إبرام الاتفاق النووي من جديد، في وقت تطالب إيران الولايات المتحدة برفع الحرس الثوري عن قائمة العقوبات.