يسعى منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا للدفع قدمًا بملف إيران النووي، خلال زيارته الحالية إلى طهران، بعد توقف عملية المباحثات في العاصمة النمساوية فيينا منذ شهر مارس/ آذار الماضي.
وفيما يبدو مورا متفائلًا بإحراز تقدّم، تلاقيه في ذلك الولايات المتحدة التي عبّرت على لسان نيد برايس عن أملها في تحقيق تقدّم إيجابي والوصول إلى ما وصفه بالخاتمة الناجحة.
بيد أنّ هذا التفاؤل قابلته تصريحات يشوبها القلق والتشاؤم لدى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الذي أشار إلى أن اللحظة المناسبة لإبرام الاتفاق قد تكون ضاعت.
ولفت غروسي إلى أنّ إيران لم تلتزم بتعهداتها النووية، مؤكدًا وجود آثار لليورانيوم المخصّب في أماكن لم تفصح عنها إيران.
خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح
في غضون ذلك، تعتبر إيران زيارة المفاوض الأوروبي خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح، وفرصة جديدة تطرح عبرها مطالبها، وعلى رأسها رفع العقوبات الأميركية وإزالة الحرس الثوري من قائمة الإرهاب.
ويبدو الوقت مناسبًا بالنسبة إلى الإيرانيين لفرض شروطهم أكثر من ايّ وقت مضى، فيما تواجه الإدارة الأميركية المزيد من الضغوط من كلّ حدب وصوب، لا سيما بعد تصويت الكونغرس لصالح إزالة الحرس من لائحة الإرهاب.
وقبل أكثر من عام، بدأت إيران والقوى المنضوية في اتفاق 2015 (فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين)، مباحثات في فيينا شاركت فيها بشكل غير مباشر الولايات المتحدة التي انسحبت أحاديًا من الاتفاق عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترمب.
"عقدة الحرس الثوري"
وفي هذا الإطار، يؤكد الأكاديمي والباحث الإيراني حسين رويوران أنّ مهمة مورا تقتصر على حل المشكلة المتبقية بين واشنطن وطهران وهي إزالة اسم الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب.
ويشير في حديث إلى "العربي"، من طهران، إلى أنّ إيران تعتبر أن وجود هذا الفصيل في القائمة يشكّل حالة عداء بين واشنطن والحرس، الأمر الذي يمكن أن يبرر للولايات المتحدة القيام بعمليات اغتيال جديدة بحق قياداته، على غرار اغتيال اللواء قاسم سليماني.
واغتيل قائد "فيلق القدس" الإيراني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس. مع 10 من مرافقيهم بغارة أميركية قرب بغداد في 3 يناير/ كانون الثاني 2020.
ويقول رويوران: إنّ "إيران لا يمكن أن تتقبل استثناء الحرس الثوري من الاتفاق"، موضحًا أنّ "هذه هي النقطة الأهم حاليًا لفتح صفحة جديدة في المفاوضات".
ويشير الباحث الإيراني إلى أنّ "واشنطن تتعرض لضغوطات تمنعها من رفع الحرس الثوري عن قائمة الإرهاب، لا سيما من اللوبي الصهيوني"، لكنه يكشف أن الولايات المتحدة "قد تتجه لأخذ ضمانات من طهران بعدم اتخاذ الأخيرة أي خطوة انتقامية لعملية اغتيال سليماني".
ويرى رويوران أن ثمة بروباغندا واسعة جدًا فيما يعني ممارسات الحرس الثوري الإيراني إقليميًا، فطهران لا يمكن أن تنوب في الالتزام أمام الولايات المتحدة عن حزب الله اللبناني، أو جماعة "أنصار الله" في اليمن. ويضيف أنه مكن لإيران المساعدة في حل أزمات المنطقة التي تعني هذين الفصيلين لكنها لن تتقمص دورهما، على حدّ وصفه.