مع صعود اليمين المتطرف.. قلق بين الناخبين المسلمين في فرنسا
يسود القلق بين الناخبين المسلمين في فرنسا من احتمال فوز اليمين المتطرف، مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المبكرة في البلاد.
فبينما تعد فرنسا من الدول الأوروبية التي تضم أكبر عدد من المسلمين مع نحو 6 ملايين شخص، يخشى المسلمون أن يكونوا أولى ضحايا وصول اليمين المتطرف إلى سدة الحكم في البلاد.
ومن المقرر أن تشهد فرنسا انتخابات تشريعية بدورتين في 30 يونيو/ حزيران، و7 يوليو/ تموز.
"خطر فعلي"
وعن هذا الموضوع، تقول سارة العضو في تجمع للنساء المسلمات يحمل اسم "كفى صورًا نمطية" إن ثمة "خطرًا فعليًا" برؤية التجمع الوطني اليميني المتطرف "يفوز في الانتخابات التشريعية".
وتوضح الشابة البالغة من العمر 23 عامًا، أن هذا الفوز قد يحمل معه "قوانين معادية للإسلام" تدعو إلى "تقييد حرياتنا الفردية" على صعيد المعتقد واللباس، بين أمور أخرى.
فلم يُخفِ التجمع الوطني في السابق معارضته للذبح الحلال في 2021 ومنع وضع الحجاب في كل الأماكن العامة.
وتمنع التشريعات الفرنسية راهنًا ارتداء الحجاب في المدارس الرسمية، وتمنع البرقع في الأماكن العامة.
"المسلمون كبش فداء"
وفي ليون جنوب شرق فرنسا، سار نحو 40 شخصًا من اليمين المتطرف في الشوارع يوم السبت الفائت وهم يصرخون "نحن نازيون"، و"المسلمون خارج أوروبا"، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وندد عميد مسجد باريس الكبير شمس الدين حفيظ بهذا التحرك، داعيًا السلطات إلى "التحرك فورًا" حيال "هذا التعبير المتطرف".
وسبق لحفيظ أن ندد في 11 يونيو/ حزيران بـ"صعود اليمين المتطرف المقلق جدًا"، معربًا عن خشيته من تحول "المغاربي" و"المسلم" إلى "كبش فداء، وتجسيدًا لكل ما ينظر إليه على أنه مصدر تهديد وغير منسجم مع الهوية الوطنية التي يفترض أنها متجانسة".
بدوره، يشرح إمام مدينة بوردو في جنوب غرب البلاد طارق أوبرو أنه "في ذهن الناس اختلط كل شيء، فالهجرة باتت تعني الإسلام" كما تعني "غزوا من مجموعة من السكان ومن ديانة" معينة.
صورة مشوهة
بالتوازي مع كل ذلك، يأسف كثير من المسلمين للصورة التي تنقلها عنهم وسائل الأعلام في فرنسا منذ موجة الهجمات العنيفة التي ترتكب باسم الإسلام منذ 2015.
ومن بين هؤلاء مريم البالغة 46 عامًا التي تقول: "ما إن أدير التلفاز حتى أرى كم هو الأمر مأسوي، فالحديث يدور دائمًا حول الإسلام الذي يُخلط مع التطرف الإسلامي.. يوضع الجميع في السلة نفسها".
وتعتبر مريم أن "الوضع اليوم أصعب مما كان عليه قبل 15 عامًا"، كاشفة أنها نصحت ابنيها البالغين "بمتابعة الدراسة ليتمكنا من المغادرة إلى مكان آخر".
في المقابل، يرى كريم تريكوتو الفرنسي الجزائري البالغ 32 عامًا بعض الأمل الذي يستمده من الشعور في أن "أحزاب اليسار تتحالف وباتت أكثر قوة" مؤكدًا أنه سيصوت بالتأكيد.
مشاركة المسلمين في الانتخابات
وتأتي هذه المخاوف، مع صعود اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية التي أقيمت في 9 يونيو/ حزيران الجاري.
وصوت الناخبون المسلمون الذين توجهوا إلى مراكز الاقتراع بنسبة 62% لحزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي، بحسب ما أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "إيفوب" لحساب صحيفة "لا كروا".
في المقابل، بلغت نسبة الامتناع عن التصويت 59% في صفوف المسلمين الناخبين.