Skip to main content

مع غياب الكهرباء.. الأنهر والمسابح ملاذ العراقيين من الحرّ الشديد

الخميس 20 يونيو 2024
تلجأ الكثير من الأسر العراقية إلى المولدات الكهربائية فيما يصبح التكييف في المنازل ترفًا في بلد غنيّ بالنفط- غيتي

يسبح عامل البناء العراقي موسى عبدالله (21 عامًا) يوميًا في نهر دجلة، إذ "لا خيار آخر" لديه في ظلّ ارتفاع درجات الحرارة في العراق والانقطاع المزمن للتيار الكهربائي.

ويقول العامل لوكالة "فرانس برس": "نحن شباب ونريد أن نستمتع بوقتنا. إلى أين نذهب؟ في البيت لا كهرباء وحرارة المياه حارقة".

ويضيف فيما الحرارة 47 درجة مئوية عند الساعة الرابعة عصرًا: "يتسرّب مني العرق وأشعر أنني انتهيت بحلول نهاية اليوم بسبب الشمس".

ويتابع: "لا خيار آخر" سوى نهر دجلة حيث "المياه ملوثة".

وفي العراق الذي يضمّ 43 مليون نسمة، لا يميّز الحرّ الشديد بين الطبقات الاجتماعية في الليل كما في النهار. غير أن سبل مواجهة ارتفاع درجات الحرارة تختلف، فيلجأ البعض إلى الخيارات المجانية مثل الأنهر فيما يقصد آخرون صالات ترفيهية فيها مياه وتكييف.

خوف من غرق الأطفال

ومع انقطاع التيار الكهربائي ساعات طويلة في اليوم، تلجأ الكثير من الأسر إلى المولدات الكهربائية فيما يصبح التكييف في المنازل ترفًا في بلد غنيّ بالنفط، لكنه يعاني من تهالك البنى التحتية نزاعات واستمرت لعقود وسياسات عامة غير فعالة.

وفي منطقة أخرى على ضفاف دجلة، يختلف المشهد إذ لم يكن أحدًا في النهر سوى دورية لشرطة النجدة النهرية أبعدت نحو عشرة فتيان عن المياه.

ويقول أحد عنصرَي الدورية طالبًا عدم الكشف عن هويته: "كلّما أبعدناهم عن المكان يعودون، إلى أن يغرق أحدهم".

ويضيف مشيرًا إلى مقطع فيديو على هاتفه: "هذا طفل عمره 11 سنة انتشلناه ميتًا من المياه بعدما ظلّ غارقًا مدة يوم ونصف اليوم".

يُتوقّع أن تتخطى درجات الحرارة 50 مئوية هذا الأسبوع في أكثر من نصف محافظات العراق- غيتي

وفي محافظة بغداد وحدها، قضى ستة أشخاص معظمهم دون سن العشرين غرقًا في نهر دجلة بين الأول من مايو/ أيار و19 يونيو/ حزيران، حسبما أفاد مصدر في شرطة بغداد.

مدن ألعاب مائية

وفيما تبقى السباحة في النهر الخيار الوحيد لمَن يريد الهرب من الحر الشديد مجانًا، يلجأ آخرون إلى مدن الألعاب المائية.

وفي ظلّ تراجع نسبة المتساقطات وارتفاع درجات الحرارة وتفاقم الجفاف، يعدّ العراق من بين الدول الخمس الأكثر تأثرًا ببعض أوجه التغير المناخي وفق الأمم المتحدة.

وشهد هذا البلد في السنوات الأربع الأخيرة موجات جفاف متتالية اتّسمت بنقص في المياه وانخفاض ملحوظ في مستوى الأنهار. لكن هذا الشتاء كان أكثر اعتدالًا ورحب المسؤولون بالأمطار الغزيرة التي يأملون أن تحسن الوضع خلال الصيف.

لكن في بلد يتميز "بمناخ شبه صحراوي"، يتوقع أن تكون "السنوات القادمة أكثر حرارة" و يشهد "موجات حارة غير مسبوقة" نتيجة التغيرات المناخية بحسب المتحدث باسم الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي عامر الجابري.

ويُتوقّع أن تتخطى درجات الحرارة 50 مئوية هذا الأسبوع في أكثر من نصف محافظات البلاد، بينها بغداد وأخرى جنوبية، وفقًا لتقرير لهيئة الأنواء الجوية العراقية.

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة