الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

مفاوضات باريس.. هل ينجح الضغط على نتنياهو بوقف الحرب على غزة؟

مفاوضات باريس.. هل ينجح الضغط على نتنياهو بوقف الحرب على غزة؟

شارك القصة

"العربي" يبحث أفق الحرب في قطاع غزة بين مسار مفاوضات باريس ووثيقة نتنياهو - رويترز
"العربي" يبحث أفق الحرب في قطاع غزة بين مسار مفاوضات باريس ووثيقة نتنياهو - رويترز
ذكر تقرير أميركي أن استكمال مفاوضات باريس مرهون بموافقة الاحتلال على الإطار الجديد للصفقة، بعدما ساهمت عوامل عدة في "تليين" موقف نتنياهو.

تؤكد وسائل إعلام إسرائيلية نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين تحقيق تقدم وصف بـ"الكبير"، في المفاوضات الدائرة بالعاصمة الفرنسية باريس بشأن الحرب في غزة.

وينقل الإعلام العبري تسريبات بشأن اتفاق إطار جديد، وحديث عن تفاهمات بشأن أعداد الأسرى وأسمائهم، ومدة الهدنة الجديدة في مرحلتها الأولى.

في المقابل، تقول مصادر في "حماس" لـ"العربي"، إن الوقائع تشير إلى تراجع الاحتلال الإسرائيلي عن التزاماته في لقاء باريس السابق.

تسريبات مفاوضات باريس

في التفاصيل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين السبت قولهم، إن مفاوضات باريس بشأن غزة شهدت تقدّمًا كبيرًا، ووضعت خلالها أساسًا لبناء خطة ومفاوضات، كما أنها قلصت الفجوات بين إسرائيل و"حماس"، رغم رفض الوفد الإسرائيلي قضية وقف الحرب.

وأبرز عناصر التقدم، وفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، تمثلت في عدد أيام الهدنة وقضية تبادل الأسرى بين الطرفين من حيث الأعداد وقائمة الأسماء.

في سياق ذلك، أشار موقع "أكسيوس" الأميركي نقلًا عن مصادر إلى وجود اقتراح بإطلاق "حماس" سراح 40 محتجزًا إسرائيليًا مقابل وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.

كما ذكر "أكسيوس" كذلك أن مباحثات باريس بشأن مفاوضات التهدئة ستستكمل، إن وافق كابينت الحرب الإسرائيلي على الإطار الجديد للصفقة.

"تليين" موقف نتنياهو

ووفقًا لمصادر سياسية ودبلوماسية وتسريبات إعلامية، ثمة عوامل عدة ساهمت في "تليين" موقف بنيامين نتنياهو حيال المفاوضات، أبرزها الضغوط الأميركية الرامية للتوصل إلى صفقة قبل بداية شهر رمضان، وفق صحيفة "يديعوت أحرنوت".

كذلك، لعبت الضغوط الداخلية من قبل ذوي الأسرى الإسرائيليين في غزة دورًا، إلى جانب حزب "معسكر الدولة" بقيادة بيني غانتس الذي كان له تأثير كبير في دفع المحادثات قدمًا إلى الأمام، وفق مطلعين على الشأن الإسرائيلي.

كما أن هناك تقارير تشير إلى أن رغبة نتنياهو بالتهدئة مع "حزب الله" على الجبهة الشمالية، كانت عاملًا ضاغطًا آخر.

وعليه، تبرز أمام نتنياهو معضلة جديدة بشأن موقف وزرائه الأكثر تطرفًا حيال الصفقة المفترضة، إلا أن حلّها قد يكمن في الوثيقة التي قدمها للكابينيت بشأن ما يُعرف "باليوم التالي" للحرب على غزة.

فقد جاءت هذه الوثيقة مفصلة على مقاس المواقف السياسية لإيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، كنوع من الترضية لهما.

مقابل ذلك كله، قالت مصادر في حركة "حماس" لـ"العربي" إن الوقائع تشير إلى تراجع الاحتلال عن التزاماته في لقاء باريس السابق، وإنه لا توجد معلومات لديها بشأن وجود مؤشرات إيجابية في مواقف الاحتلال.

مرحلة أولية

وعن أسباب التفاؤل بشأن إحراز المباحثات تقدمًا وفرص نجاح إبرام صفقة جديدة، يرى رامي منصور رئيس تحرير موقع "عربي 48" أن ما نشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية هي تفاصيل تشمل المرحلة الأولى من اتفاق باريس الأساسي الذي تنكرّ له نتنياهو.

وبحسب منصور، فإنه في هذه المرحلة يتم الحديث عن إطلاق سراح 400 أسير فلسطيني مقابل الإفراج عن 40 محتجزًا في قطاع غزة، وقد تكون من بينهم مجندات في الجيش الإسرائيلي، وهذه كلها تفاصيل تشمل المرحلة الأولى من الاتفاق، ولا تأتي على ذكر التفاصيل اللاحقة والمهمة المتعلقة بوقف إطلاق نار دائم وشامل أو فقط هدنة مؤقتة لـ6 أسابيع.

ويوضح رئيس تحرير موقع "عربي 48" أن تسريبات اليوم ربما كانت متفائلة، لكن مسؤولًا سياسيًا إسرائيليًا قام بتخفيف حدة هذا التفاؤل بالقول إن هناك مسافة طويلة لتحقيق هذه الاتفاقية، وأن "هذا التفاؤل يجب أن يكون محفوفًا بالحذر".

ويردف منصور في حديث مع "العربي" من حيفا: "نتنياهو يريد من هذا الاتفاق ربما تخفيف غضب الولايات المتحدة تجاهه، لا سيما على ضوء ما نقل من تصريحات داخلية لجو بايدن وصفه فيها بعبارات قاسية وغير مسبوقة، فضلًا عن تخفيف غضب أهالي الأسرى، وتحريك العملية السياسية الداخلية". 

أهمية وحدة الموقف الفلسطيني

بدوره، يعتقد مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، أن الولايات المتحدة "تسير في نهجٍ خاطئ" عبر الحديث مع أطرافٍ عربية حول تفاصيل ما بعد الحرب؛ في الوقت الذي يجب أن يكون الحديث مع الفلسطينيين مباشرةً.

ويشير البرغوثي في حديث إلى "العربي" من رام الله، إلى أن واشنطن ونتنياهو يحاولان فرض رؤيتهما الخاصة على الفلسطينيين، وهو أمر غير مقبول فلسطينيًا.

ويردف: "نتنياهو يريد أن يأتي بحفنة من العملاء والمتعاونين ليتعاونوا معه لتكريس احتلاله لقطاع غزة، دون أن يتولى أي مسؤولية مدنية بحسب القوانين الدولية.. فيما تواصل أميركا الحديث عن مشاريع مختلفة".

وعليه، يرى الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية أن الجواب على كليهما يجب أن يكون عبر اتفاق الفلسطينيين على رؤية مشتركة محددة، أساسها تشكيل قيادة وطنية فلسطينية موحدة وحكومة وحدة وطنية مؤقتة تضمن إدارة الضفة والقطاع؛ لسد الطريق على كل محاولات الإملاء على الفلسطينيين.

ويشرح البرغوثي لـ"العربي" أنه بمثل هذا الموقف "يستطيع الفلسطينيون الحفاظ على استقلالية الموقف، وحق الشعب الفلسطيني في تمثيل نفسه، وخلق درجة من الوحدة الوطنية التي تتناسب مع مستوى التحديات التي يمثلها العدوان الإسرائيلي".

تأثير الضوء الأخضر الأميركي 

أما جورجيو كافييرو الباحث السياسي ومدير مركز دراسات الخليج في واشنطن، فيتطرق إلى أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تمتلك قدرة الضغط على إسرائيل لإنهاء هذه الحرب.

وبالتالي، باستطاعة إدارة بايدن الضغط على نتنياهو بعوامل سياسية مختلفة إلا أنها اختارت ألا تستعمل هذه القدرة وتكتفي بالاقتراحات والآراء والتعبير عن القلق، دون أن يحرك ذلك ساكنًا لتغيير مسلك إسرائيل، بحسب كافييرو.

ويردف الباحث السياسي في حديث مع "العربي" أن على واشنطن "رسم خطوط حمراء، وإرساء الظروف والشروط على إسرائيل التي لديها ضوء أخضر لتقوم بما تشاء، وهذا ما يفسر تمدد حرب الإبادة الجماعية على غزة إلى هذا الحد".

وعليه، يقول كافييرو إنه ليس متفائلًا بشأن تغيير إدارة بايدن مسارها في العام الانتخابي، معربًا عن قلقه من أن تشدد سياستها في دعمها غير المشروط لإسرائيل، لا سيما وأن قرار محكمة العدل الدولية بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية لم يكن له أثر على السياسة الخارجية لواشنطن.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close