أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم الثلاثاء أنه "يشعر بالذعر" من تدمير مستشفيي ناصر والشفاء في قطاع غزة، ومن تقارير عن وجود مقابر جماعية فيهما.
وشدد تورك في بيان على الحاجة إلى "تحقيقات مستقلة وفعالة وشفافة" في هذه الوفيات وفي "المناخ السائد من الإفلات من العقاب".
وعُثر هذا الأسبوع على عشرات الجثث في مقابر جماعية في ساحة مستشفى ناصر بخانيونس هذا الأسبوع بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منه. كما وردت أنباء عن العثور على جثث في مستشفى الشفاء بعد عملية للقوات الخاصة الإسرائيلية.
من جهته، زعم الجيش الإسرائيلي أنه تم فحص الجثث المدفونة في مستشفى ناصر في "إطار البحث عن رهائن".
مقابر جماعية وجثث مقيدة اليدين
وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان: "نستشعر ضرورة دق ناقوس الخطر لأن من الجلي أنه تم العثور على العديد من الجثث".
وأضافت: "بعضها مقيد اليدين، وهو ما يشير بالطبع إلى انتهاكات جسيمة لقانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، ويتعين إجراء المزيد من التحقيقات بخصوص تلك (الانتهاكات)".
وتابعت أن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يعمل على التحقق من صحة تقارير المسؤولين الفلسطينيين التي تفيد بالعثور على 283 جثة في مستشفى ناصر و30 جثة في الشفاء.
وبحسب تلك التقارير، فإن الجثث دُفنت تحت أكوام من النفايات وكان من بينها نساء ومسنون.
كما ندد تورك، في كلمة أمام الأمم المتحدة ألقتها شامداساني نيابة عنه، بالضربات الإسرائيلية على غزة في الأيام القليلة الماضية، والتي قال إن "معظم قتلاها من النساء والأطفال".
وكرر أيضًا تحذيره من اجتياح واسع النطاق لرفح، قائلًا: إنه قد يؤدي إلى "المزيد من الجرائم البشعة".
انتشال جثامين 310 شهداء من 3 مقابر جماعية بخانيونس
واليوم الثلاثاء، انتشلت طواقم الإنقاذ والإسعاف، جثامين 35 شهيدًا من مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي، بعد انسحاب الاحتلال من مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مصادر صحافية، أن طواقم الإنقاذ والإسعاف انتشلت اليوم 35 جثمانًا، و210 جثامين أمس الأول، و73 جثمانًا أمس الإثنين، من مقبرة جماعية بمستشفى ناصر الطبي، وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للشهداء الذين عُثر على جثامينهم حتى الآن إلى 310 شهداء.
ولفتت إلى أن الجثامين تعود غالبيتها لمواطنين من مختلف الفئات والأعمار، قتلتهم قوات الاحتلال أثناء اقتحامها للمجمع، ودفنتهم بشكل جماعي داخله.
وأكدت أن العدد الأكبر من الشهداء من ضحايا المقابر الجماعية، من النساء والأطفال، إذ تتعمد قوات الاحتلال جرف عشرات الجثامين ودفنها قبل انسحابها من أي منطقة في القطاع.
وأشارت المصادر إلى وجود مئات المفقودين في مجزرة خانيونس، واختفاء نحو 2000 مواطن بعد انسحاب قوات الاحتلال من مناطق عدة في القطاع.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول عدوانًا على غزة، أسفر عن عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "إبادة جماعية".