مقاومة الاحتلال بـ"الأمعاء الخاوية".. عام 2021 يسجّل انتصارات للأسرى
لا ينتقص الوهن الذي يرتسم على ملامح الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام هشام أبو هواش من صلابة عزيمته.
فالرجل الذي كابد مشقات معركة الأمعاء الخاوية لـ132 يومًا، وإن بدا خائر القوى، إلا أنه قاوم ظلم الاحتلال الإسرائيلي بكل شجاعة، ثابتًا على مطلبه بإنهاء اعتقاله الإداري.
وفي سرير المستشفى حيث يرقد لتلقي العلاج إثر تدهور حالته الصحية، يواصل أبو هواش إضرابه عن الطعام، وسط مناشدات لإنقاذ حياته.
وكان عام 2021 الذي يوشك على الانتهاء قد شهد انخراط عدد من الأسرى الفلسطينيين في معركة الأمعاء الخاوية، التي سجلت الانتصار تلو الآخر على الاعتقالات الإدارية.
تلك الاعتقالات هي قرارات حبس بأمر عسكري إسرائيلي، لمدة تصل إلى 6 أشهر قابلة للتمديد، بزعم وجود تهديد أمني، دون محاكمة أو توجيه اتهام.
وفي هذا الصدد، يكشف نادي الأسير أن في سجون الاحتلال 520 أسيرًا إداريًا.
بلوط والأشقر
سجّلت نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تعليق الأسير الفلسطيني نضال بلوط إضرابه عن الطعام الذي استمر 32 يومًا.
جاء ذلك بعد تدخّل من الحركة الأسيرة التي ستقوم بالحوار والتفاوض حول قضية الشاب المعتقل في سجن "عوفر"، وفق ما نقل نادي الأسير الفلسطيني عن عائلته.
وكان لؤي الأشقر قد سبق بلوط إلى تعليق إضرابه عن الطعام، الذي تواصل لمدة 49 يومًا، مقابل عدم تجديد اعتقاله الإداري.
كايد الفسفوس
بدوره، كايد الفسفوس الذي حدّدت سلطات الاحتلال في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني موعد إطلاق سراحه، وعلّق على الأثر إضرابه الذي استمر 131 يومًا، فقد خرج إلى الحرية في الخامس من ديسمبر/ كانون الأوّل الجاري.
وقال الفسفوس حينها: "دخلت السجن بعزيمة وخرجت بالعزيمة ذاتها، لم يستطع الاحتلال كسري، وقد كسرت جبروته بأمعائي الخاوية وحققت انتصارًا عليه".
عماد الهريمي
من ناحيته، علّق عماد الهريمي إضرابه عن الطعام بعد 61 يومًا من بدئه، وذلك مقابل الإفراج عنه في مارس/ آذار من العام المقبل، بعد أن كان قد اعتقل إداريًا في أبريل/ نيسان الماضي.
وأوضح نادي الأسير أن الهريمي وهو من مدينة بيت لحم خاض "إضرابًا استمر لنحو شهرين، احتجاجًا على اعتقاله الإداري، ووصل أخيرًا إلى وضع صحي صعب، وعانى من آلام في جميع أنحاء جسمه".
وكانت للهريمي تجربة احتجاجية سابقة عام 2016، فالرجل الذي أمضى نحو 9 سنوات في سجون الاحتلال، أضرب في ذلك العام عن الطعام 45 يومًا ضد اعتقاله الإداري أيضًا.
علاء الأعرج
أما الأسير علاء الأعرج فقد واصل إضرابه عن الطعام حتى 18 نوفمبر/ تشرين الثاني. وببلوغ مقاومته لقرار حبسه يومها الـ 103، علّق معركته، بعد أن ألغت سلطات الاحتلال أمر اعتقاله الإداريّ.
وبحسب نادي الأسير، فإن الأعرج (34 عامًا) من بلدة عنبتا شرق طولكرم، وهو مهندس مدني، اعتقله الاحتلال في شهر يونيو/ حزيران الماضي، وتم إصدار أمر اعتقال إداريّ بحقه، وخلال إضرابه حوّلته مخابرات الاحتلال للتحقيق مجددًا.
مقداد القواسمة
وسط مناشدات لإنقاذ حياته بمرور 113 يومًا على بدئه معركة الإمعاء الخاوية، قرّر الأسير مقداد القواسمة تعليق إضرابه المفتوح عن الطعام في الحادي عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني، مقابل الإفراج عنه في فبراير/ شباط من العام المقبل.
والأسير القواسمة (24 عامًا) من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، وهو طالب جامعي، ومعتقل منذ يناير/ كانون الثاني 2021.
شادي أبو عكر
مطلع نوفمبر، كان قد شهد تعليق الأسير شادي أبو عكر من مخيم عايدة في محافظة بيت لحم، إضرابه عن الطعام، بعد أن استمر 69 يومًا.
وأفاد المستشار الإعلامي لهيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه في تصريح لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية في ذلك الحين، بأن أبو عكر قد علّق إضرابه عن الطعام بعد أن تم تحديد موعد إنهاء اعتقاله الإداري في شهر نيسان المقبل.
الغضنفر أبو عطوان
وفي يوليو/ تموز الماضي، أعلنت عائلة الأسير الفلسطيني الغضنفر أبو عطوان "انتصاره" في معركة الإضراب عن الطعام، وإبطال الاعتقال الإداري بحقه.
وكان رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، أشار في وقت سابق، إلى وجود "تخوّف طبي" من توقف عمل قلب أبو عطوان بشكل مفاجئ نتيجة الإضراب المستمر لـ65 يومًا وعدم تناول المدعمات.