أعلن الجيش الإسرائيلي عن أول اعتراض لصواريخ غزة بمنظومة "مقلاع داوود" فوق منطقة تل أبيب الكبرى، وتقدر تقارير بأن تكلفة الصاروخ الواحد تتجاوز مليون دولار.
وأظهرت الرشقات الصاروخية التي أمطرت المستوطنات المحاذية للقطاع المحاصر فشل القبة الحديدية في اعتراض بعض صواريخ المقاومة. ودفع هذا الفشل بالجيش الإسرائيلي إلى استخدام نظام "مقلاع داوود" لأول مرة لمواجهة الصواريخ الفلسطينية.
ما هو "مقلاع داوود"؟
و"مقلاع داوود" هو نظام للدفاع الجوي والصاروخي متوسط المدى من تطوير وتصنيع شركة "رافئيل" لأنظمة الدفاع المتقدمة المملوكة لإسرائيل بالشراكة مع شركة "رايثيون" الأميركية.
ويعتبر "مقلاع داوود" آخر جيل للنظام الجوي والصاروخي جرى تصميمه خصيصًا للتصدي للصواريخ المتطورة جدًا غير تلك التي تتصدى لها القبة الحديدية بما فيها صواريخ كروز.
وصمم هذا النظام لإسقاط واعتراض كل أنواع الصواريخ التي تطلق من مسافات بعيدة تقدر ما بين 100 إلى 200 كيلومتر، ما يميز هذه المنظومة تغطيتها لزاوية 360 درجة وتبلغ أعلى نقطة ارتفاع لها 75 كم.
وتتجاوز سرعة صواريخ هذه المنظومة سرعة الصوت بـ7 أضعاف. كما يمكن تركيبها على مجموعة من المنصات الأرضية والبحرية والجوية.
فشل إسرائيلي جديد
ويرى مدير المنتدى الإقليمي للاستشارات والدراسات العميد خالد حمادة أن لجوء إسرائيل إلى استخدام هذه المنظومة يدل على فشلها في عملية التصدي للصواريخ التقليدية التي تطلق من مسافات قريبة نحو مناطق غلاف غزة.
ويوضح في حديث إلى "العربي" من بيروت، أن اللجوء إلى إدخال منظومة "مقلاع داوود" في التصدي لصواريخ المقاومة الفلسطينية يأتي "لإدراك إسرائيل الأثر المعنوي لسقوط تلك الصواريخ على المناطق المدنية" وفشل مقولتها بأنها "قادرة على حماية الإسرائيليين وتفوقها العسكري".
ويشير إلى أنّ غزارة الرشقات الصاروخية التي أطلقتها حركة الجهاد الإسلامي نحو مناطق غلاف غزة تظهر ضعف منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية باعتبار أن القبة الحديدية مصممة لاعتراض صواريخ "واضحة المسارات".
صاروخ يقض مضاجع الإسرائيليين
من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي أحمد عبد الرحمن أن المقاومة الفلسطينية تمتلك خيارات واسعة ومهمة تم استخدام جزء منها خلال معركة "سيف القدس".
ويكشف في حديثه إلى "العربي" من غزة أنه جرى إطلاق صاروخ متطور للمقاومة الفلسطينية في العاشرة مساء بالتوقيت المحلي نحو شاطئ مدينة يافا حيث نجح هذا الصاروخ في تجاوز جميع منظومات القبة الحديدية.
ويوضح أن هذا الصاروخ لم تستطع منظومة القبة الحديدية اعتراضه، "كما لم تنطلق منظومة الإنذار المبكر أو يتم إطلاق صواريخ نحوه من قبل منظومة مقلاع داوود وغيرها"، معتبرًا أن المقاومة لم تستخدم سوى "الجزء اليسير" من قوتها في هذه المعركة.
ويقول إنه جرى إطلاق صواريخ يوم أمس الأربعاء نحو منطقة عسقلان وكانت بمثابة "الرد على ادعاءات التهدئة التي تم الترويج لها من قبل أطراف إقليمية وعربية".
جهود للتهدئة
ودوت صفارات الإنذار في المستوطنات المتاخمة لقطاع غزة منذ إطلاق أولى الصواريخ بعيد ظهر الأربعاء وصولًا إلى بئر السبع شرقًا وتل أبيب شمالًا.
وقبل إطلاق الدفعة الأخيرة من الصواريخ، تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت عن "أكثر من 400" صاروخ أطلِقَت من غزة على إسرائيل، اعتُرض عدد كبير منها.
وقال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إنه "لم يُصَب أي مدني إسرائيلي حتى الآن"، داعيًا سكان المناطق المتاخمة لغزة إلى ملازمة الملاجئ، علمًا بأن بعض الصواريخ أحدث أضرارًا مادية.
وتجددت الغارات الإسرائيلية على أهداف عدة خصوصا لحركة الجهاد الإسلامي في غزة، رغم تصريحات مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين عن جهود تبذلها القاهرة توصلًا إلى اتفاق لوقف النار بين الجانبين.
وأكدت بيانات متلاحقة لوزارة الصحة في غزة استشهاد 25 فلسطينيًا في قصف جوي إسرائيلي على القطاع بينهم خمسة أطفال، إضافة إلى ما لا يقل عن 70 إصابة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر.