الثلاثاء 5 نوفمبر / November 2024

مكانه سيبقى ممتلئًا به.. رحيل الزميل محمد أبو الغيط بعد صراع مع المرض

مكانه سيبقى ممتلئًا به.. رحيل الزميل محمد أبو الغيط بعد صراع مع المرض

شارك القصة

نافذة ضمن "العربي" تسلط الضوء على وفاة الزميل الصحفي محمد أبو الغيط (الصورة: فيسبوك)
عمل الزميل محمد أبو الغيط في "التلفزيون العربي" منتجًا للأخبار ولبرنامج "بتوقيت مصر"، وهو أيضًا طبيب وكاتب وشاعر وله أعمال عديدة آخرها "أنا قادم أيها الضوء".

مضى الزميل محمد أبو الغيط نحو الضوء. رحل، وإن لم يكن يستعجل الرحيل، إلى نور بعد ظلمات ليالي الإعياء الطويلة، وراحة بعدما أنهكه "الخبيث" حتى أذاب الجسد.

عن 34 عامًا، يرحل الزميل في التلفزيون العربي تاركًا مكانه ممتلئًا به. فلا يحل الشغور حيثما أعدّ وكتب، وساهم واجتهد، ولا يُستعاد البريق والصديق في أحد. 

لكن الفراق مؤلم، ووقع نبأ الرحيل على كل من عرف محمد أبو الغيط بشخصه أو من خلال عمله، صادم ولا يتبدّد.

محمد أبو الغيط.. الصحافي والطبيب والشاعر

قدّم الزميل أبو الغيط، الشاب المصري الطبيب والكاتب والشاعر، عملًا مميزًا في "العربي"، حيث كان منتجًا للأخبار ولبرنامج "بتوقيت مصر".

مسيرته الصحافية كانت قد شهدت أيضًا محطات مختلفة منها العمل في تلفزيون "أون"، وجريدة "الشروق" وقناة "الحرة" الأميركية، وشبكة "أريج" للصحافة الاستقصائية. كما كتب لسنوات مقالات أسبوعية في صحيفة "العربي الجديد".

وفي ضوء جهوده الدؤوبة وعمله المتقن، نال جوائز وتكريمات عدة منها جائزة "فستوف" عن فئة الإسهام البارز في السلام، وجائزة رابطة مراسلي الأمم المتحدة، وجائزة سمير قصير المقدمة من الاتحاد الأوروبي.

محمد أبو الغيط

"أنا قادم أيها الضوء"

صيف العام 2021، كشف الزميل محمد أبو الغيط في منشور على فيسبوك عن إصابته بسرطان المعدة. 

كتب حينها عن كوابيس سبقت التشخيص؛ أشواك في فمه تصل إلى أعماقه كان ينتزعها ويفاجأ بها. كما تحدث عن مخطط لرحلة العلاج يشمل الكيماوي.

وكانت تلك بداية لرحلة أخرى من التحدي، وثّق الكثير من أوجاعها في منشورات تركها مثقلة بالألم، هي أشبه بالمكاشفة؛ شفافة بلغة شاعر، ومؤلمة كمطالعة طبيب، ومكتنزة بتفاصيل يحرص ألا يسقطها الصحافي.   

وعن رحلته تلك كتب أيضًا كتابًا بعنوان "أنا قادم أيها الضوء" لم يصدر بعد، حيث لا يروي تجربته مع المرض فحسب، ولكن مع الحياة بصورة عامة. وقد كتب عن الكتاب: "وجدتني لا أكتب يوميات مريض، بل أكتب أحداثًا ومشاعر، ما جربته وما تعلمته، سيرة ذاتية لي ولجيلي أيضًا".

وأضاف: "لو تحققت نجاتي بمعجزة ما، فسأسعى نحو ذلك الضوء الذي زادت خبرتي به وتقديري له في أيام مرضي، وسأمنح ما أستطيع عرفانًا لكوني محظوظًا بزوجة مضيئة، وبأبٍ وأمٍّ مضيئيْن، وبالكثير من الأصدقاء الذين يطمئنني نورهم لحقيقة الخير في الدنيا".

أنا قادم أيها الضوء

لكن، قبل أن يبصر كتابه النور، بعدما أعلنت دار الشروق عن قرب صدوره، جاء خبر وفاته الذي أعلنته إسراء زوجته صباح اليوم الإثنين من العاصمة البريطانية لندن.

وفي منشور عبر حسابها على فيسبوك، قالت إسراء: "إنا لله وإنا إليه راجعون، إنتقل إلى رحمة الله تعالى زوجي حبيبي محمد أبو الغيط بعد مقاومة باسلة ضد مرض السرطان. الرجاء الدعاء له بالرحمة والمغفرة ولنا بالصبر الجميل".

محمد أبو الغيط وزوجته

رسائل تعزية ومواساة

ومع انتشار خبر رحيله، نعاه الكثير من محبّيه وأصدقائه، ممّن عرفوه أو عملوا معه، إضافة إلى العديد من المدوّنين العرب.

وإزاء وفاة الزميل محمد أبو الغيط، تعزّي أسرة "العربي" عائلته وكل محبّيه، وتتمنى لهم الصبر والسلوان.

كما تعزّي أسرة "العربي" نفسها، أصدقاء محمد أبو الغيط وزملاءه، برحيله فجر هذا اليوم.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close