في نهاية مايو/أيار الماضي، احتفت مكتبة قطر الرقمية بنشر الصفحة الرقمية رقم مليونين، في إنجاز كبير يعزّز جهودها الحثيثة لحفظ ونشر تاريخ وتراث المنطقة.
وينطلق هذا الإنجاز من إيمان القيمين على المكتبة بأن المعرفة هي أساس التطوّر، وأن لكل إنسان الحقّ في الوصول إلى المواد التعليمية والمعلوماتية.
انطلقت مكتبة قطر الرقمية في عام 2014، أي قبل تشييد المبنى المخصّص لإقامتها عام 2018؛ بمبادرة من الشيخة موزه بنت ناصر، في إطار شراكة لمدة 10 سنوات بين مكتبة قطر الوطنية والمكتبة البريطانية التي تضمّ واحدًا من أكبر أرشيفات العالم من حيث المحتوى الرقمي، من وثائق وسجلّات ومخطوطات تاريخية في العالم العربي والإسلامي.
أكبر أرشيف رقمي في تاريخ الشرق الأوسط
وشرحت مديرة التخطيط الاستراتيجي والمشروعات في مكتبة قطر الرقمية لولوة النعيمي؛ أن المكتبة هي أكبر أرشيف رقمي مُتخصّص في تاريخ الشرق الأوسط على مستوى العالم.
وتحتوي المكتبة على أرشيف واسع وغني وفريد من نوعه، متاح مجانًا لأي شخص حول العالم عبر الإنترنت، من دون أي قيود للتصفّح. وتخدم كل شخص مهتم بالتاريخ والتراث المعاصر لمنطقة الخليج ومحيطها الإقليمي.
وأشارت النعيمي، في حديث لـ"العربي"، إلى أن المكتبة عملت، منذ عام 2018، على توسيع جهودها في رقمنة الوثائق عبر شراكات أخرى مع مكاتب مختلفة حول العالم.
1.9 مليون مستخدم
وتحتوي مكتبة قطر على 500 خريطة ورسم بياني ومخطّطات لدول الخليج العربي والمنطقة المحيطة، وأكبر مجموعة رقمية من السجلات والخرائط وأوراق مكتب حكومة الهند، ومجموعة المؤرخ الشهير جوردون لوريمر "دليل الخليج"، ومجموعة مختارة من التسجيلات الصوتية الرقمية يتراوح تاريخها بين عامي 1920 و1940، ومجموعة كبيرة من الصور والبطاقات البريدية، واللوحات المائية، والنقوش والرسوم التصويرية.
وشرحت أن زوّار المكتبة الرقمية هم من مختلف الاهتمامات والفئات، حيث حظيت باهتمام مليون و900 مستخدم، فيما بلغ عدد المشاهدات 15 مليون مشاهدة، وتمّ تنزيل أكثر من 300 ألف مادة من المواد المتاحة باللغتين الأساسيتين: العربية والإنكليزية.
وأوضحت أن الولايات المتحدة تحتلّ صدارة البلدان الأكثر ولوجًا إلى المكتبة، تليها قطر فبريطانيا، وسلطنة عُمان، والسعودية، والهند.
واعتبرت النعيمي أن وجود مكتبة رقمية مثل مكتبة قطر الرقمية أحدث تغييرًا جوهريًا، ووفرة في عدد الدراسات التاريخية حول المنطقة، حيث ساهمت المكتبة في تخفيض تكاليف الوصول إلى هذه المواد.
ووصفت النعيمي هذا الإنجاز بأنه "فخر لكل مواطن قطري وعربي".
وحملت العاصمة القطرية الدوحة شعلة الثقافة، بعدما اختارتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" لتكون عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2021.