السبت 16 نوفمبر / November 2024

ملف الهجرة غير النظامية.. الاتحاد الأوروبي يُصارع لإيجاد حل لأزمته

الهجرة غير النظامية
ملف الهجرة غير النظامية.. الاتحاد الأوروبي يُصارع لإيجاد حل لأزمته
الجمعة 29 سبتمبر 2023

شارك القصة

أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 2500 مهاجر قضَوا أو فُقدوا أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط إلى أوروبا - غيتي
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 2500 مهاجر قضَوا أو فُقدوا أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط إلى أوروبا - غيتي

في ما ظهر أنه توحيد للصف الأوروبي بشأن ملف الهجرة غير النظامية، خاصة ما بين روما من جانب وباريس وبرلين من جانب آخر، ركّزت تصريحات قادة الدول المتوسطية التسع الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على ضرورة التضامن في ما بينها لمكافحة الأزمة.

ومن أبرز تلك التصريحات التي صدرت عقب القمة، تأكيد رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني على ضرورة مساعدة دول شمال إفريقيا في السيطرة على حدودها البحرية لوقف الهجرة غير النظامية.

كما شدّدت ميلوني على أهمية الضرب بيد من حديد على عصابات تهريب البشر لمكافحة الظاهرة.

من جانبه، ركّز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الوضع في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، داعيًا إلى ردّ أوروبي مُوحّد.

أزمة الهجرة غير النظامية في أوروبا

وجاء الاجتماع الأوروبي غداة إعلان مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 2500 مهاجر قضَوا أو فُقدوا أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط إلى أوروبا، منذ مطلع العام الحالي. وهو ما يمثّل زيادة بمقدار الثلثين خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

وأصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" رقمًا آخر صادمًا، واصفة البحر الأبيض المتوسط بأنّه مقبرة للأطفال ومستقبلهم.

وذكرت المنظمة الأممية في تقرير لها أنّها سجّلت غرق ما لا يقلّ عن 990 شخصًا، بينهم أطفال عند محاولتهم عبور المتوسط بين يونيو/ حزيران وأغسطس/ آب هذا العام.

وتأتي التطورات في ظل استمرار تدفّق المهاجرين غير النظاميين إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، التي تحوّلت إلى بوابة رئيسية للمهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء نحو أوروبا، حتى تجاوزت أعداد المهاجرين غير النظاميين فيها أعداد سكانها.

أما على الضفة الأخرى من المتوسط، تشكّل تونس وليبيا أهمّ نقطتين لانطلاق هؤلاء المهاجرين، حيث حاول أكثر من 2100 عبور البحر المتوسط من تونس، و45 ألفًا من ليبيا خلال الأشهر الأولى من العام الحالي، وفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

"خلافات بين الدول الأوروبية"

في هذا السياق، أوضح الصحافي الإيطالي ماسيمليانو بوكوليني أنّ الإشكالية تكمن في أن اتفاق اليوم لم يجر بين كل البلدان الأوروبية بل البلدان التسعة المطلّة على البحر المتوسط فقط.

وأشار بوكوليني في حديث إلى "العربي" من روما، إلى خلافات بين إيطاليا وألمانيا على سبيل المثال، لأنّ برلين تموّل المنظمات غير الحكومية التي تعمل على إنقاذ المهاجرين في المتوسط، ونقلهم من ليبيا إلى إيطاليا مباشرة، بينما تطلب روما نقل المهاجرين مباشرة إلى البلاد التي تملك السفينة.

وأضاف أنّ لقاءً جمع بين ميلوني وماكرون ورئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لمناقشة كيفية تطبيق المشروع الذي قدّمته الأخيرة خلال زيارتها إلى لامبيدوزا.

"الخلاف الأوروبي متجذّر ويتفاقم"

بدوره، أكد الباحث المتخصّص في الشأن الأوروبي زاهي علاوي أنّ الخلاف على توزيع عادل للاجئين داخل الاتحاد الأوروبي يتفاقم ويتراكم ويتجدّد سنويًا مع كل موجة من موجات الهجرة، ولم يُحلّ في مختلف الحكومات.

وقال علاوي في حديث إلى "العربي" من برلين: إنّ ميلوني وصلت إلى الحكم على حساب ملف اللاجئين بعد مطالبتها بوقف الهجرة غير النظامية، لكنّ الأمر انعكس عليها سلبًا مع ازدياد أعداد المهاجرين.

وأكد أنّ محاولة إيجاد الحلول بهذه الطريقة لن تكون مجدية خاصة وأنّ محاولات دعم دول انطلاق المهاجرين لم تُجد نفعًا في تقليل أعدادهم، ناهيك عن أنّ سياسات الكثير من هذه الدول ازدادت تطرفًا تجاههم.

"الاتحاد الأوروبي يفتقر إلى خطة موحّدة"

من جهتها، أشارت الصحافية المتخصّصة في شؤون اللاجئين مارتا ماروتو إلى أنّ الاتحاد الأوروبي يفتقر إلى خطة هجرة موحّدة بسبب الخلافات بين دوله.

وقالت ماروتو في حديث إلى "العربي" من بيروت: إنّ سياسات الهجرة المعتمدة في الدول الأوروبية تتشكّل اعتمادًا على حالات الطوارئ، وهو ما ظهر جليًا في جزيرة لامبيدوزا.

ورأت أنّ الخطط الأوروبية قائمة على الهلع الانتخابي في هذه البلدان.


تبحث الحلقة المرفقة من "للخبر بقية" مدى نجاعة مخرجات اجتماع قادة دول المتوسط التسع الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في إيجاد حلول جذرية لملف الهجرة غير النظامية، وتتناول نقاط الاتفاق والاختلاف بين الدول الأوروبية حيال التعامل مع هذه الأزمة. كما تناقش الأرقام الصادمة في التقارير الأممية عن القتلى والمفقودين في البحر المتوسط ودور المنظمات الدولية في التعاطي مع هذا الملف. 

المصادر:
العربي
Close