أكّد كبير المفاوضين اللبنانيين إلياس بو صعب اليوم الخميس أن لبنان على اتصال بمسؤول أميركي يتوسط في اتفاق للحدود البحرية مع إسرائيل لحل القضايا المتبقية مع وصول المفاوضات إلى نقطة "حاسمة".
وقلل بو صعب من شأن التقارير الإعلامية التي أفادت بأن مسؤولين إسرائيليين رفضوا تعديلات على الاتفاق اقترحها لبنان، قائلًا:" إنه لن يرد إلا على التصريحات الرسمية".
وصرّح لوكالة رويترز:" إن الاتفاق أبرم بنسبة 90% لكن 10% المتبقية هي الحاسمة".
ملاحظات تضمن حقوق لبنان
كما أعلنت الرئاسة اللبنانية، الخميس، أن "ملاحظات" بيروت على مسودة اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل تضمن حقوق لبنان في التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي، وذلك بحسب بيان للرئاسة عقب اجتماع الرئيس اللبناني ميشال عون، في قصر بعبدا بالعاصمة بيروت، مع وزير الدفاع موريس سليم.
وذكرت الرئاسة أن الاجتماع تناول "آخر المعطيات المتصلة بالمفاوضات الجارية لترسيم الحدود البحرية الجنوبية في ضوء الملاحظات التي وضعها الجانب اللبناني على العرض الذي قدمه الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين".
وأكدت أن "هذه الملاحظات تضمن حقوق لبنان في التنقيب عن النفط والغاز في الحقول المحددة في المنطقة الاقتصادية الخالصة"، لافتة إلى أن "الملاحظات تمنع أي تفسيرات لا تنطبق على الإطار الذي حدده لبنان لعملية الترسيم خلال المفاوضات التي استمرت أشهرًا".
أبرز البنود الرئيسية للمقترح الأميركي بشأن ترسيم الحدود البحرية بين #لبنان وإسرائيل👇 pic.twitter.com/AeKdbIY7Mn
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 3, 2022
ويتنازع لبنان مع تل أبيب على منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومترًا مربعًا، وتتوسط واشنطن في مفاوضات غير مباشرة بينهما لتسوية النزاع وترسيم الحدود.
وقد تلقى لبنان وإسرائيل الأسبوع الماضي مسودة اتفاق نهائي من الوسيط الأميركي، وسلم لبنان رده على المسودة إلى سفيرة واشنطن لدى بيروت.
موقف إسرائيل من ملاحظات لبنان
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر سياسي لم تسمه في وقت سابق الخميس، أن "رئيس الوزراء (يائير) لابيد يرفض ملاحظات لبنان على نص الاتفاق". وقالت: "إن إسرائيل تلقت ملاحظات لبنان على مسودة الاتفاق. ورئيس الوزراء أوعز للفريق المفاوض الإسرائيلي برفضها".
وبحسب المصدر، فقد أوضح لابيد أن إسرائيل لن تساوم على مصالحها الأمنية والاقتصادية بأي شكل من الأشكال، حتى لو كان معنى ذلك عدم التوصل إلى اتفاق قريبًا".
ووفق هيئة البث، فعلى الرغم من موقف لابيد، سيجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" الخميس لبحث التعديلات اللبنانية المطلوبة.
وتواصل إسرائيل استعدادها لتشغيل منصة غاز كاريش، التي تقول إنها تقع خارج منطقة قانا المتنازع عليها. وكان حزب الله اللبناني قد هدد باستهداف كاريش ما سرّع مسار المحادثات.
وطالبت المعارضة السياسية بمصادقة الكنيست على الاتفاق في ظل تولي لابيد المنصب بصورة مؤقتة قبل انتخابات من المقرر أن تجري في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني.
من جهته، يرى رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، المنافس الرئيسي للابيد، أن الاتفاق قد ينطوي على تنازل عن الحقوق البحرية الإسرائيلية ويصب في مصلحة حزب الله.
وكان الكاتب المتخصص في الشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش قد أشار في حديث سابق إلى "العربي"، من رام الله، إلى أن ملف الترسيم بات "محور صراع شديد في إسرائيل على أعتاب الانتخابات المنتظرة في غضون أربعة أسابيع فقط، حيث تشنّ المعارضة بزعامة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو هجومًا عنيفًا على الحكومة".
ولفت أبو غوش إلى أن "نتنياهو اعتاد استخدام كل الأسلحة في سبيل العودة إلى السلطة وإسقاط خصومه، وهو يقول إن لابيد وغانتس استسلما لإملاءات حزب الله، وإنّ الاتفاق هو مكسب صافٍ للحزب، وفق وصف رئيس الوزراء الأسبق".
كما أعرب عن اعتقاده بأنّ الخريطة السياسية في إسرائيل ليست مؤاتية للحكومة الحالية لتمرر هذا الاتفاق.