أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون أن إنجاز اتفاق ترسيم الحدود البحرية بات قريبًا، مؤكدًا أنّ بلاده لن تكون شريكًا لإسرائيل في الثروات.
جاء ذلك عقب سلسلة من الاجتماعات التي عقدت أمس، لمناقشة تطورات الملف، حيث أكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من جهته، أنّ الأمور تسير في الاتجاه الصحيح.
في غضون ذلك، كشفت مصادر عن وصول مدير وزارة الطاقة الإسرائيلية إلى العاصمة الفرنسية باريس لإجراء مباحثات مع شركة توتال الفرنسية التي ستتولى إخراج الغاز من حقلي كاريش وقانا.
وأشارت هذه المصادر إلى أنّ العرض الأميركي يشمل أن يُمنَح حقل كاريش بالكامل لإسرائيل إضافة لحصولها على عوائد مالية معينة من بيع الغاز في حقل قانا، في حال اكتشاف مخزونات من الغاز فيه.
"اللمسات الأخيرة قبل إبرام اتفاق الترسيم"
بحسب مراسلة "العربي" في بيروت، فإنّ ما يجري اليوم هو بمثابة "اللمسات الأخيرة قبل إبرام اتفاق الترسيم"، فقد انكبّ لبنان منذ تسلمه ورقة الوسيط الأميركي آموس هوكستين حول ترسيم الحدود البحرية، على دراستها ووضع الملاحظات عليها.
وتنقل مراسلتنا عن مصادر القصر الرئاسي في لبنان أنّ بعض البنود في ورقة هوكستين نُقّحت في اجتماع القصر الرئاسي، فيما أعيدت صياغة أخرى بشكل يقطع الطريق على أي التباس في النص ويحفظ حقوق لبنان.
وتلفت مراسلة "العربي" إلى أنّ ورقة هوكستين لن تُرسل إلى البرلمان لمناقشتها، ولن يطّلع عليها أعضاء الحكومة كما يؤكد أكثر من مسؤول، وإنّما ستنحصر مناقشتها بين رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة وفريق رئيس الجمهورية التقني والعسكري.
ولن يُكشَف كامل مضمون هذه الورقة ما يطرح الأسئلة بشأن البنود المنصوص عليها في 10 صفحات، علمًا أنّ الملاحظات اللبنانية ومدى الاستجابة لها ستحدّد مسار الاتفاق ومصيره، في حين أن المكاسب التي يقول المسؤولون في لبنان إنها تحققت ستظلّ معلّقة إلى حين موافقة الأطراف الأخرى عليها.
أبرز البنود الرئيسية للمقترح الأميركي بشأن ترسيم الحدود البحرية بين #لبنان وإسرائيل👇 pic.twitter.com/AeKdbIY7Mn
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 3, 2022
صيغة "تحفظ حقوق لبنان"
يؤكد النائب السابق في البرلمان اللبناني علي درويش أنّ الورقة التي أرسلت إلى لبنان رغم أن الجزء الأكبر منها غير معلن، تضمن حقوق لبنان إلى حدّ بعيد.
ويوضح في حديث إلى "العربي"، من طرابلس شمالي لبنان، أنّ الصيغة التي نوقشت خلال اجتماع الرؤساء الثلاثة وقبلهم الفريق التقني، تشير إلى أن لبنان استحصل على حقوقه كاملة وهو ما أضفى الصيغة التوافقية بين الرؤساء.
ويلفت إلى أنّ الخلفية التي وصل إليها لبنان هي أنّ هناك نفطًا وغازًا في الآبار التي هي من حق لبنان بالإضافة إلى أن لبنان وصل إلى الحقوق التي طالب بها.
ويشدّد على أنّ لبنان ليس معنيًا بالسجال الحاصل في إسرائيل وما يريده لبنان هو الحصول على حقوقه، موضحًا أنّ الوسيط الأميركي هو المعني الأساسي بإنجاح مبادرته.
"صراع شديد بأبعاد انتخابية" في إسرائيل
من جهته، يعتبر الكاتب المتخصص في الشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش أنّ توافق الأطراف الرئيسية في لبنان مع الجيش والمقاومة ممثلة بحزب الله يخلق جوًا إيجابيًا في لبنان يعزّز وفاق اللبنانيين على أنّ الأمور تسير في الاتجاه الصحيح طالما أنّ هناك تفاهمًا على البنود الأساسية في الاتفاق.
ويشير في حديث إلى "العربي"، من رام الله، إلى أنه "على عكس ذلك بات الموضوع محور صراع شديد في إسرائيل على أعتاب الانتخابات المنتظرة في غضون أربعة أسابيع فقط، حيث تشنّ المعارضة بزعامة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو هجومًا عنيفًا على الحكومة".
ويلفت إلى أن نتنياهو اعتاد على استخدام كل الأسلحة في سبيل العودة إلى السلطة وإسقاط خصومه، وهو يقول إن لابيد وغانتس استسلما لإملاءات حزب الله، وإنّ هذا الاتفاق هو "مكسب صافٍ لكيان إرهابي"، وفق وصفه، في إشارة إلى حزب الله.
ويخلص إلى أنّ هذه مبالغات مفهومة من قبل المختصين"، إلا أنّه يعرب عن اعتقاده بأنّ الخريطة السياسية في إسرائيل ليست مؤاتية كثيرة للحكومة الحالية لكي تمرر هذا الاتفاق.