الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

ملف حقوق الإنسان حضر بشكل بارز.. كيف تلقت القاهرة تصريحات بلينكن؟

ملف حقوق الإنسان حضر بشكل بارز.. كيف تلقت القاهرة تصريحات بلينكن؟

شارك القصة

فقرة من برنامج "بتوقيت مصر" تسلط الضوء على زيارة بلينكن إلى القاهرة والملفات التي ناقشها مع المسؤولين المصريين (الصورة: غيتي)
أكد بلينكن من القاهرة، أن واشنطن ستواصل تشجيع مصر على اتخاذ خطوات في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك إطلاق سراح المزيد من السجناء.

أشاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال لقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالدور المهم الذي تقوم به القاهرة في تعزيز الاستقرار في المنطقة.

وناقش الطرفان خلال لقاء بينهما في قصر الاتحادية شرقي العاصمة القاهرة، الجهود الجارية لتهدئة التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وعلى صعيد العلاقات بين البلدين، أكد بلينكن دعم واشنطن لأجندة الإصلاح الاقتصادي في مصر ولبرنامج صندوق النقد الدولي، والعمل على زيادة التجارة بين البلدين، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة قدمت نحو 30 مليار دولار على شكل مساعدات اقتصادية لمصر.

وكان لملف حقوق الإنسان حضور بارز أيضًا، حيث قال وزير الخارجية الأميركي إن الولايات المتحدة ستواصل تشجيع مصر على اتخاذ خطوات في هذا المجال، بما في ذلك إطلاق سراح المزيد من السجناء السياسيين وضمان حرية الرأي والتعبير.

وعقب محادثات أجراها في القاهرة مع الرئيس السيسي ووزير الخارجية سامح شكري، قال بلينكن إن مصر اتخذت خطوات مهمة لحماية الحريات الدينية وتمكين المرأة وإطلاق سراح بعض السجناء السياسيين، فضلًا عن الدعوة لحوار وطني وتفعيل لجنة العفو الرئاسي، إلا أنه أشار إلى أن المخاوف لا تزال قائمة.

كيف تلقت القاهرة تصريحات بلينكن؟

وتعليقًا على مواقف بلينكن، يرى عضو مجلس النواب المصري النائب عمرو درويش أن القاهرة تستطيع أن تدير شؤونها كيفما شاءت، مشدّدًا على أن هناك تقدمًا كبيرًا في ملف حقوق الإنسان وتمكين المرأة والشباب للحصول على حياة كريمة من خلال المبادرات الخاصة بالصحة والإسكان ومشاريع البنية التحتية.

وفي حديث إلى "العربي" من العاصمة القاهرة، يلفت درويش إلى أن مصر تستثمر مليارات الجنيهات في هذا الإطار لتصل إلى مستوى مرضٍ في إطار الاهتمام بملف حقوق الإنسان.

ويوضح النائب المصري أن التدخل الخارجي في شؤون مصر مسألة تاريخية وليست جديدة، وأن ملف حقوق الإنسان من ضمن الملفات التي يمكن للدول أن تستعملها للتدخل في الشؤون الداخلية ليس فقط لمصر ولكن لدول أخرى أيضًا، مشيرًا إلى أن الاستقواء بالخارج في محاولة للتأثير على البلاد سيلقى رفضًا شعبيًا.

تأثير التدخل الخارجي

من جهته، يرى مدير المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان شريف هلالي أن العمل الداخلي ومطالب حركة حقوق الإنسان المستقلة ومطالب عموم المصريين تجاه تحقيق وتعزيز حالة حقوق الإنسان في مصر أمر مهم، لكن ذلك لا ينفي تأثير العامل الخارجي، خصوصًا في العلاقة المصرية الأميركية، مشيرًا إلى أن هذا العامل أساسي، لكنه يأتي ضمن عوامل ثانوية تتعلق بالوضع الإقليمي أو بالصراع العربي الإسرائيلي.

وفي حديث إلى "العربي"، يلفت هلالي إلى أن التغيرات التي حدثت خلال الفترة الأخيرة عام 2021، من خلال الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان ووقف حالة الطوارئ وتفعيل لجنة العفو الرئاسي، كانت مرتبطة بتصاعد الضغوط الخارجية، ليس فقط الضغط الأميركي بل الأوروبي أيضًا وقرارات البرلمان الأوروبي بخصوص حقوق الإنسان.

ويرى أن تصريحات بلينكن هي أكثر من موقف دبلوماسي، مشيرًا إلى وجود جزء من الإدارة الديمقراطية في واشنطن تطالب الإدارة الأميركية بإجراء العديد من الخطوات للضغط على الإدارة المصرية في هذا الملف.

من ناحيته، يوضح الرئيس السابق لحزب الدستور والمتحدث الرسمي باسم الحركة المدنية الديمقراطية خالد داوود أن النقاش مع بلينكن كان أكثر انفتاحًا وتعبيرًا عن الاهتمام الأميركي بملف حقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن التصريحات التي أدلى وزير الخارجية الأميركي يمكن فهمها في إطار الرغبة في الحفاظ على العلاقة الإستراتيجية بين البلدين وأنها نوع من التشجيع من الإدارة الأميركية للمضي في المزيد من الخطوات.

وفي حديث لـ"العربي" من القاهرة، يعرب داوود عن اعتقاده أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تختلف عن الإدارة السابقة التي تعامل فيها الرئيس السيسي مع دونالد ترمب من حيث إصرارها أن يكون ملف حقوق الإنسان من ضمن القضايا المطروحة دائمًا في اللقاءات الثنائية بين البلدين، مع الوضع في الاعتبار القضايا الإقليمية المهمة كالقضية الفلسطينية وليبيا والسودان ومكافحة الإرهاب.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close