Skip to main content

مليونية 25 ديسمبر.. تظاهرات جديدة في السودان والغاز المسيل للدموع حاضر

السبت 25 ديسمبر 2021
مظاهرة حاشدة للمطالبة بحكم مدني في حي الصحافة جنوبي العاصمة الخرطوم

في إطار إصرار الشارع السوداني على مطالبه بـ"تأسيس سلطة مدنية كاملة"، انطلقت اليوم السبت، مظاهرات بالعاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى، تحت شعار "مليونية 25 ديسمبر".

وعلى جري العادة، واجهت قوات الأمن السودانية بإطلاق كثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين بمجرّد وصولهم إلى شاعر القصر في الخرطوم، بحسب ما أفاد مراسل "العربي".

ومنذ ظهر اليوم، يتحدّى آلاف السودانيين قطع الإنترنت والهاتف بالإضافة إلى الطرق الرئيسة في العاصمة التي لم تشهد مثل هذه التدابير منذ أسابيع. وتأتي التطورات الأخيرة بعد شهرين من الانقلاب وأعمال قمع خلفت 48 قتيلًا.

وطالب المتظاهرون بالحكم المدني الديمقراطي في البلاد، وجدّدوا رفضهم الاتفاق السياسي بين رئيسي مجلسي السيادة عبد الفتاح البرهان والوزراء عبد الله حمدوك، الذي اعتبره المحتجون تقويضًا لمبادئ الثورة السودانية.

وخرجت مظاهرات بمنطقة الشجرة والديم جنوبي الخرطوم، متوجهة نحو القصر الرئاسي بالعاصمة.

وردد المشاركون هتافات منها "مدنية أنتِ أساس"، كما حملوا الأعلام الوطنية ولافتات كتب على بعضها "الثورة ثورة شعب.. السلطة سلطة شعب".

كما خرجت مظاهرة بمدينة عطبرة بولاية نهر النيل شمالي البلاد، وحمل المشاركون لافتات مكتوب عليها "يا إما سلطة مدنية.. يا وإما ثورة أبدية"، و" الثورة مستمرة.. والردة مستحيلة".

وفي مدينة مدني مركز ولاية الجزيرة وسط البلاد، تظاهر محتجون يحملون الأعلام الوطنية.

قطع أوصال العاصمة

وأفاد مراسل "العربي"، وائل الحسن، بأن السلطات السودانية عمدت إلى قطع خدمة الإنترنت منذ صباح اليوم، وكذلك قطع جميع الاتصالات من على خدمة الهواتف النقالة، لمنع رصد ما يجري من أحداث.

وأضاف المراسل أن الاحترازات الأمنية بدأت منذ البارحة عبر إغلاق شارع المطار، وكذلك إخلاء وسط الخرطوم من جميع المواطنين.

 كما جرى اليوم السبت، إغلاق الجسور الرابطة بين الخرطوم وأم درمان وبحري، عبر حاويات جرى رصها أمام هذه الجسور لمنع عمليات التوافد للمحتجين إلى القصر الجمهوري من قبل الأجهزة الأمنية.

وأقدمت قوات الأمن السودانية، على إطلاق كثيف للغاز المسيل للدموع في العاصمة الخرطوم، وذلك لتفريق المتظاهرين.

وكثفت قوات الأمن والدعم السريع من تواجدها لإغلاق الطرق المؤدية إلى الجسور النيلية التي تربط العاصمة الخرطوم بضواحيها، وذلك عدا جسري سوبا والحلفايا.

"تأسيس سلطة مدنية كاملة"

والخميس، دعا "تجمع المهنيين السودانيين" (قائد الحراك الاحتجاجي)، إلى المشاركة في مظاهرات السبت، للمطالبة بـ"تأسيس سلطة مدنية كاملة"، فيما أعلنت تنسيقيات "لجان المقاومة"، الجمعة، أن مواكب السبت "ستحاصر" القصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم.

في المقابل اعتبرت لجنة تنسيق شؤون أمن ولاية الخرطوم، في بيان، أن الخروج عن السلمية والاقتراب أو المساس بالمواقع السيادية والإستراتيجية مخالف للقوانين مع التأكيد على حق التظاهر السلمي.

والأحد الماضي، تظاهر الآلاف أمام القصر الرئاسي بالخرطوم، تعبيرًا عن رفضهم لاتفاق سياسي وقعه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وللمطالبة "بحكم مدني كامل".

وأعلنت لجنة أطباء السودان، في بيان السبت، مقتل متظاهر متأثرًا بجراحه خلال مواكب محلية بالخرطوم، ما يرفع عدد ضحايا الاحتجاجات في البلاد منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 48 قتيلًا.

ومنذ 25 أكتوبر الماضي، يشهد السودان احتجاجات ردًا على اتخاذ إجراءات استثنائية أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، عقب اعتقال قيادات حزبية ومسؤولين، وهو ما اعتبرته قوى سياسية ومدنية "انقلابا عسكريا" مقابل نفي من الجيش.

وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وقع البرهان وحمدوك اتّفاقًا سياسيًا يتضمن عودة الأخير لمنصبه، وتشكيل حكومة كفاءات، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتعهد الطرفين بالعمل سويًا لاستكمال المسار الديمقراطي.

ورفضت قوى سياسية ومدنية سودانية، ذاك الاتفاق معتبرة إياه "محاولة لشرعنة الانقلاب"، على الرغم من ترحيب دول ومنظمات إقليمية ودولية به.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة