الأحد 17 نوفمبر / November 2024

منظمة يابانية مناهضة للأسلحة النووية تفوز بنوبل للسلام.. ماذا قالت عن غزة؟

منظمة يابانية مناهضة للأسلحة النووية تفوز بنوبل للسلام.. ماذا قالت عن غزة؟

شارك القصة

قال توشيوكي ميماكي، الرئيس المشارك للمنظمة "لم أحلم أبدًا بأن هذا يمكن أن يحدث" - غيتي
قال توشيوكي ميماكي، الرئيس المشارك للمنظمة: "لم أحلم أبدًا بأن هذا يمكن أن يحدث" - غيتي
تجمع منظمة "نيهون هيدانكيو" التي أسِّست عام 1956، الناجين من القنبلتين الذين تعرضوا للإشعاع ويتضاءل عددهم مع مرور الوقت.

منحت جائزة نوبل للسلام، اليوم الجمعة، لمنظمة "نيهون هيدانكيو" اليابانية المناهضة للأسلحة النووية والتي تجمع ناجين من القصف الذري على هيروشيما وناغازاكي عام 1945، في وقت تهدّد دول بكسر هذا المحظور الذي خلّف مئات آلاف القتلى.

ولدى إعلان رئيس لجنة نوبل النرويجية يورغن واتني فريدنيس اسم الفائز، حرص على القول إن اللجنة اختارت تكريم المنظمة "لجهودها المبذولة من أجل عالم خالٍ من الأسلحة النووية ولإثباتها، عبر شهادات، أن الأسلحة النووية يجب ألا تستخدم مجددًا بتاتًا".

رسالة من الجائزة

وشدّد فريدنيس خلال كلمته على أن جائزة هذا العام تركز على ضرورة الحفاظ على هذه المحظورات النووية"، وقال: "علينا جميعنا مسؤولية، خصوصًا الدول المسلّحة نوويًا".

ويأتي هذا الاختيار فيما أثارت موسكو التهديد النووي مرارًا في مسعاها لدفع الدول الغربية إلى وقف تسليم مساعدات عسكرية لأوكرانيا التي تواجه الهجوم الروسي المستمر منذ فبراير/ شباط 2022.

والشهر الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا قد تستخدم الأسلحة النووية في حال "إطلاق كثيف" لطائرات أو صواريخ أو طائرات مسيّرة على أراضيها.

وحذّر فريدنيس من أن "حربًا نووية يمكن أن تدمر حضارتنا".

ويحيي العالم العام المقبل الذكرى السنوية الثمانين لأول هجومين نوويين في التاريخ، أسفرا عن مقتل حوالي 214 ألف قتيل وأديا إلى استسلام اليابان وانتهاء الحرب العالمية الثانية.

وتجمع منظمة "نيهون هيدانكيو" التي أسِّست عام 1956، الناجين من القنبلتين الذين تعرضوا للإشعاع ويتضاءل عددهم مع مرور الوقت.

"في غزة أهل يحملون أطفالهم المضرجين بالدماء"

وبكى توشيوكي ميماكي، الرئيس المشارك للمنظمة، خلال مؤتمر صحافي بعد إعلان الجائزة وقال: "لم أحلم أبدًا بأن هذا يمكن أن يحدث".

وأضاف: "يقال إنه بفضل الأسلحة النووية يحافظ العالم على السلام. لكن الأسلحة النووية يمكن أن يستخدمها الإرهابيون".

وشبّهت المنظمة الوضع في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية من قبل إسرائيل للعام الثاني على التوالي، بالوضع في اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية.

وقال ميماكي: "في غزة أهل يحملون أطفالهم المضرجين بالدماء. الأمر يشبه اليابان قبل 80 عامًا".

وأضاف: "الأطفال في اليابان (هيروشيما وناغازاكي) فقدوا آباءهم في الحرب وأمهاتهم في القنبلة الذرية. أصبحوا أيتامًا".

وستقدّم جائزة نوبل التي تشمل شهادة وميدالية ذهبية وشيكًا بقيمة 11 مليون كرونة سويدية (حوالي 970 ألف يورو)، رسميًا في 10 ديسمبر/ كانون الأول في أوسلو.

بدوره، وصف رئيس بلدية هيروشيما كازومي ماتسوي الأسلحة النووية بأنها "شر مطلق".

وقال: "يجب على الأجيال القادمة أن تعلم أن ما حدث ليس مجرد مأساة لهيروشيما وناغازاكي، بل هي مأساة تهم البشرية جمعاء ولا ينبغي أن تتكرر".

ترحيب أوروبي

من جهتها، رحّبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، اليوم الجمعة بمنح جائزة نوبل للسلام للمنظمة اليابانية قائلة إن ذلك يبعث "برسالة قوية"، فيما أشاد رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا أيضًا بمنح الجائزة إلى "نيهون هيدانكيو" قائلًا: إن القرار "يحمل معنى بالغ الأهمية".

وقالت العضو في المنظمة سيتسوكو ثورلو التي كانت تبلغ 13 عامًا وتتواجد على مسافة أقل من كيلومترين من نقطة ارتطام القنبلة في هيروشيما، إنها شاهدت "ومضًا من الضوء" عندما أسقطت الولايات المتحدة قنبلة "ليتل بوي" في 6 أغسطس/آب 1945.

تحديث الترسانات

وتملك حاليًا تسع دول السلاح النووي، هي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين والهند وباكستان وكوريا الشمالية وإسرائيل، وهي قائمة يرجح أن تتوسع بدل أن تتقلص.

ومع تزايد التوترات الجيوسياسية في العالم، تعمل الدول المسلّحة نوويًا على تحديث ترساناتها، وفق ما قال معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) في يونيو/ حزيران الفائت.

وفي فبراير 2023، أعلنت روسيا تعليق مشاركتها في معاهدة "نيو ستارت"، وهي أحدث معاهدة للحد من القدرات النووية الإستراتيجية لروسيا والولايات المتحدة.

واعتبارًا من يناير/ كانون الثاني الفائت، كان هناك نحو 9585 رأسًا نوويًا متاحًا للاستخدام المحتمل، من بين 12121 رأسًا نوويًا في كل أنحاء العالم، وفق الباحثين.

وقال مدير "سيبري" دان سميث إنه رغم أن "العدد الإجمالي للرؤوس الحربية النووية آخذ في الانخفاض مع التفكيك التدريجي لأسلحة حقبة الحرب الباردة"، تتم ملاحظة زيادة في "عدد الرؤوس الحربية النووية العاملة" من سنة إلى أخرى.

في الماضي، كافأت جائزة نوبل للسلام مرارًا جهودًا مبذولة لحظر أسلحة الدمار الشامل هذه.

وقد منحت عام 1975 للمنشق السوفياتي عالم الفيزياء النووية أندري ساخاروف، وعام 1985 للرابطة الدولية للأطباء لمنع الحرب النووية، وعام 1995 للفيزيائي جوزيف روتبلات وحركة الباغواش، وعام 2005 للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها محمد البرادعي، وعام 2017 للحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية (ايكان).

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close