الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

دراسة تقدم فرضية عن تشكل قارات الأرض.. ما علاقة النيازك؟ 

دراسة تقدم فرضية عن تشكل قارات الأرض.. ما علاقة النيازك؟ 

شارك القصة

تقرير (أرشيفي) حول متحف النيازك في المغرب (الصورة: غيتي)
درس علماء أستراليون قطعة من قشرة كوكب الأرض ووجدوا أن قاراتها تشكلت بسبب اصطدامها بنيازك عملاقة قبل 3.5 مليارات سنة.

توصلت دراسة جديدة إلى أن قارات الأرض تشكلت عندما ضرب كوكبنا بالنيازك العملاقة منذ حوالي 3.5 مليارات سنة.

فقد قام باحثون من جامعة كيرتن في بيرث بأستراليا بتحليل بلورات معدن الزركون من قطعة من قشرة الأرض، وتدعى بيلبارا كراتون، للتحقيق في أصوله، بحسب صحيفة "ديلي ميل". 

وبيلبارا كراتون هي قطعة من قشرة الكوكب بقيت سليمة لمليارات السنين وتوجد في منطقة بيلبارا بأستراليا، في حين انقطعت قطع أخرى وتحركت لتشكل القارات. وكشف تكوين الزركون عن معلومات حول كيفية تشكيل الكراتون.

ويقترح العلماء أن الصخور ذابت لأول مرة بالقرب من سطح الأرض قبل أن تتقدم بشكل أعمق بما يتفق مع الآثار الجيولوجية لتأثيرات النيازك.

تأثيرات نيازك عملاقة

وقال الدكتور تيم جونسون، من مدرسة كيرتن لعلوم الأرض والكواكب: "يقدم بحثنا أول دليل قوي على أن العمليات التي شكلت القارات في نهاية المطاف بدأت بتأثيرات نيازك عملاقة، مماثلة لتلك المسؤولة عن انقراض الديناصورات ولكن حدثت قبل مليارات السنين". 

وعلى مدار تاريخ الأرض الذي يبلغ 4.5 مليارات سنة، تكسرت كتل الأرض، وانجرفت عن بعضها ودُفعت معًا مرة أخرى.

وحدث ذلك نتيجة الحرارة الناتجة عن العمليات الإشعاعية داخل الكوكب مما تسبب في تحرك هذه الصفائح.

ومع ذلك، ظلت الأجزاء الكبيرة والقوية بشكل خاص من القشرة مستقرة طوال الوقت على الرغم من هذه العمليات.

تحليل بلورات الزركون 

وفي الدراسة التي نُشرت في مجلة "نايتشر"، حلل الجيولوجيون بلورات الزركون داخل الصخور النارية من الكراتون، والتي تم تأريخها على أنها تشكلت منذ ما بين 3.6 و 2.9 مليار سنة.

وقال جونسون: "كشفت دراسة تكوين نظائر الأكسجين في بلورات الزركون هذه أن عملية ذوبان الصخور تبدأ بالقرب من السطح وتتقدم بشكل أعمق، بما يتوافق مع التأثير الجيولوجي لتأثيرات النيزك العملاقة".

الكراتون هي قطعة من قشرة الكوكب بقيت سليمة لمليارات السنين وتوجد في منطقة بيلبارا في أستراليا- غيتي
الكراتون هي قطعة من قشرة الكوكب بقيت سليمة لمليارات السنين وتوجد في منطقة بيلبارا في أستراليا- غيتي

وتشير الأنواع الثلاثة لنظائر الأكسجين - الأشكال المختلفة للعنصر - الموجودة داخل الزركون إلى أن الكراتون تشكلت على ثلاث مراحل.

كانت المرحلة الأولى عبارة عن اصطدام عملاق منذ حوالي 3.6 مليارات سنة أدى إلى تدمير جزء من قشرة الكوكب، وخفض الضغط على الوشاح السفلي نتيجة لذلك. ثم بدأ هذا الوشاح بالذوبان عبر القشرة لتشكيل ما يعرف باسم "الهضبة المحيطية". وفي المرحلة الثانية، تؤدي درجات الحرارة المرتفعة عند قاعدة الهضبة إلى تكوين الغرانيت الذي يكون مستقرًا وذا كثافة منخفضة.

في المرحلة النهائية، يتحرك الغرانيت مع الصهارة وتضيف قوة إلى الكراتون المتكون.

النيازك وتشكل الصخور

ويرجع تاريخ أقدم الصخور إلى ما بين 3.9 و 3.5 مليارات سنة، والتي تزامنت مع اصطدام النيازك. وحدث ذلك عندما اصطدم عدد كبير من الكويكبات الأصغر، التي يصل عرضها إلى 40 كلم، بالكواكب حديثة التكوين في النظام الشمسي الداخلي.

ويزعم الباحثون أن هذا هو أقوى دليل حتى الآن على النظرية التي مضى عليها عقود، وتزعم أن قارات الأرض تشكلت نتيجة اصطدام نيزك عملاق. ويقوض نظرية منافسة تقول إن الكراتون تشكلت نتيجة للنشاط البركاني القديم.

وقد شدد جونسون على أهمية فهم تكوين القارات وتطورها المستمر حيث تستضيف غالبية الكتلة الحيوية للأرض، وجميع البشر ورواسب معدنية مهمة.

متحف النيازك في المغرب

وتجذب النيازك المهتمين بعالم الفضاء الغامض الذي يسعى العلماء لكشف أسراره. وتوضع عينات النيازك في متاحف متخصصة توجد في الولايات المتحدة واليابان ودول أخرى.

ففي متحف بأكادير المغربية يحتفظ المغرب بأكثر من 150 عينة نيزكية من العديد من الكواكب والنجوم. وتتنوع النيازك المعروضة في ذلك المتحف، وهي موجودة لهدف تعليمي أكاديمي ولحمايتها من التهريب. 

وأوضح مدير المتحف الجامعي للنيازك في أكادير إبهي عبد الرحمن أن المتحف يستقبل الطلاب والسياح. وجاءت واحدة من آخر قطع للمتحف لنيزك سقط قبل ست سنوات في روسيا، ويحتفظ به إلى جانب نيازك من مناطق متباعدة من العالم.

ويعطي مجموع هذه النيازك العلماء لمحة عن طبيعة الحياة في الفضاء وتركيبة الكواكب والأجرام السماوية هناك، فيما تجميعها في نقطة قريبة يجنب الباحثين مشقة السفر ومصاريف اقتناء العينات الباهظة. 

ويشتهر المغرب بتساقط النيازك على أراضيه بين الحين والآخر خاصة في المناطق الجنوبية، التي تحظى باهتمام كثير من الباحثين والخبراء في علم النيازك داخل المغرب وخارجه.

كما أصبحت محط أنظار العديد من الهواة والسماسرة المهتمين بجمع هذه الأحجار الثمينة المتساقطة من السماء على المناطق الجنوبية لبيعها للمتاحف العالمية.   

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close