الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

سدّ فجوة 300 مليون سنة.. ما الفرق بين "هابل" و"جيمس ويب"؟

سدّ فجوة 300 مليون سنة.. ما الفرق بين "هابل" و"جيمس ويب"؟

شارك القصة

سيتحدّى تلسكوب "جيمس ويب" تفوّق سلفه "هابل" (غيتي)
سيتحدّى تلسكوب "جيمس ويب" تفوّق سلفه "هابل" (غيتي)
كشف "هابل" عن ألغاز 13.4 مليار سنة، لكنّ علماء الفلك يتوقون إلى سدّ فجوة 300 مليون سنة مع تلسكوب جيمس ويب، والاقتراب أكثر في الوقت نحو الانفجار العظيم.

على مدى 31 عامًا، فكّك تلسكوب "هابل" ألغاز الكون، من عمر الكون، إلى اكتشاف أقمار بلوتو، والثقوب السوداء، ورسم خريطة ثلاثية الأبعاد للمادّة المظلمة في الكون.

لكنّ الكثير من الأسئلة لا تزال غامضة بالنسبة إلى علماء الفلك لم يستطع "هابل" الإجابة عنها. هذه الأجوبة تحتاج إلى قدرات جديدة. ولهذا سيتحدّى تلسكوب جيمس ويب تفوّق "هابل"، ويسمح لعلماء الفلك بتصوير النجوم والمجرات الأولى التي ظهرت إلى الوجود.

وقالت سوزان مولالي، نائبة مدير مشروع "جيمس ويب" في معهد علوم تلسكوب الفضاء في بالتيمور: "إن مقارنة هابل وويب يشبه السؤال عما إذا كنت ستحب طفلك الثاني بقدر حبّك لطفلك الأول".

وأضافت أن "هابل سيظلّ محبوبًا، بسبب الصور المذهلة التي قدّمها عن كوننا، وسيُواصل جمع البيانات المهمة لعلماء الفلك. بينما سيمنحنا ويب نظرة جديدة وفريدة من الأماكن التي لم نتمكن من الوصول إليها مطلقًا".

وتلسكوب "جيمس ويب" (JWST) هو أداة من الجيل التالي مصمّمة للغوص في الكون، مع قدرات تفوق قدرات "هابل" وتكمّلها.

كشف "هابل" عن ألغاز 13.4 مليار سنة، والتي تمثّلت في سلسلة متكتلة من مجرة تعد حاليًا أقدم وأبعد جسم تمّ رصده على الإطلاق. "لكنّ علماء الفلك يتوقون إلى سدّ فجوة 300 مليون سنة مع "جيمس ويب"، والاقتراب أكثر في الوقت نحو الانفجار العظيم، اللحظة التي تشكّل فيها الكون قبل 13.8 مليار سنة" وفقًا للمدير المساعد لمديرية المهام العلمية في وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" توماس زوربوشن.

فما هو الفرق بين "هابل" وتلسكوب جيمس ويب؟

بشكل أساسي، من المتوقع أن يتمتع تلسكوب "جيمس ويب" بقدرة عرض أكبر بكثير من "هابل". بالإضافة إلى ذلك، سيكون قادرًا على رؤية الضوء المنبعث من النجوم والمجرات الأولى في الكون، خارج نطاق عمل "هابل". وسيكشف هذا الضوء كيف بدت النجوم الأصلية قبل 13.7 مليار سنة.

الأشعة الحمراء

"هابل" حسّاس تجاه الأشعة فوق البنفسجية والمرئية والأشعة تحت الحمراء القريبة (200-2400 نانومتر). في المقابل، يركز "جيمس ويب" على الأشعة تحت الحمراء (600-28000 نانومتر)، ما يسمح له باختراق سحب الغبار الكونية.

ومع بعض القدرة المحدودة على رؤية بعض الضوء الأحمر/ البرتقالي الصادر عن أشعة الشمس، يجب أن تعمل كاشفات "جيمس ويب" عند 400 درجة فهرنهايت تحت الصفر (ناقص 240 درجة مئوية). وللحفاظ على البرودة، يحمل "ويب" مظلّة بحجم ملعب تنس. وبين كل طبقة من طبقات حاجب الشمس الخمس، توجد فجوة بحيث يمكن للحرارة أن تتسرّب من الجوانب. وتوفّر الطبقات المتعددة أيضًا حماية أفضل ضد ارتطام النيازك.

البعد عن الأرض

يتمركز "هابل" على بعد حوالي 600 كيلومتر من الغلاف الجوي للأرض، على عكس خليفته الذي سيكون موجودًا في نقطة تسمّى "L2"، على بعد أكثر من 1.6 مليون كيلومتر عن الأرض. وتمثّل هذه المسافة البعيدة تحديًا كبيرًا للعلماء إذ يصعب عليهم الوصول إلى هذه الكثافة في حال طرأ أي عطل على التلسكوب الجديد.

حجم المرآة

تطلب "هابل" مرآة أساسية يبلغ قطرها تقريبًا مترين (2.4)، على عكس "جيمس ويب" الذي يحتوي على مرآة بحجم 6.5 أمتار، ويتكوّن من 18 قطعة من البريليوم ومطلية بطبقة رقيقة جدًا من الذهب عاكسة للأشعة فوق الحمراء، بهدف زيادة قدرته على الرؤية والحماية.

الطول

ويختلف طول التلسكوبين، حيث كان طول تلسكوب "هابل" 13 مترًا، بينما تجاوز طول "جيمس ويب" 20 مترًا. لكنه مع ذلك يزن نصف وزن سلفه.

التكلفة

بلغت تكلفة تلسكوب "هابل" منذ صنعه في سبعينيات القرن الماضي حتى الآن 16 مليار دولار، معدلة لمراعاة التضخم. ولا يشمل ذلك جميع رحلات النقل المكوكية للإطلاق والإصلاحات. بينما تُقدّر تكلفة "جيمس ويب" بـ 10 مليارات دولار، تشمل السنوات الخمس الأولى من التشغيل.

 

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close