بعد نحو أسبوعين على إعلان وكالة الأدوية الأوروبية أنها لم تجد صلة بين لقاح "أسترازينيكا" ضد فيروس كوفيد-19 والتقارير السابقة عن جلطات دموية نادرة، أثارت تقارير جديدة عن تسجيل وفاة 7 بريطانيين، وإصابة 30 آخرين قلقًا متزايدًا، تزامنًا مع فرض عدد متزايد من الدول قيودًا جديدة على استخدام اللقاح.
وتُدير وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية برنامج "البطاقة الصفراء"، لفحص الآثار السلبية المشتبه بها، ومخاوف أخرى تتعلق بالأدوية والأدوات الطبية.
ووفقًا لأحدث الأرقام الرسمية، فإن هناك 22 تقريرًا عن وجود حالات تجلّطات دموية في الدماغ، باسم "تجلّط الجيوب الأنفية الوريدي الدماغي"، المصحوب بانخفاض عدد الصفائح الدموية، بالإضافة إلى 8 تقارير عن مشاكل "تخثر الدم" مع انخفاض الصفائح الدموية، وذلك ضمن الأشخاص الذين تلقّوا لقاح "أسترازينيكا" حتى 24 مارس/ آذار الماضي.
وأضافت الوكالة أن معظم أعراض التخثر النادرة تحدث للنساء دون 65 عامًا، ولكن السبب الحقيقي وراء ذلك لا يزال مجهولًا.
ورغم هذه التقارير، نصحت الوكالة الحكومة البريطانية بالاستمرار في عملية التلقيح، من منطلق أن "هذه الحالات نادرة للغاية مقارنة بعدد الجرعات التي تمّ تقديمها حتى هذا التاريخ (18.1 مليون جرعة)".
تحديد العمر المسموح به لتلقي لقاح "أسترازينيكا"
وكانت العديد من الدول استأنفت استخدام اللقاح بعد فترة توقّف مؤقتة لم تستمر طويلًا، إلا أن دولًا أخرى لا تزال تعلّق استخدامه مثل النرويج والدنمارك، بينما أوصت دول أخرى مثل كندا وفرنسا والسويد وفنلندا ألمانيا فئة الشباب بعدم تلقّي هذا اللقاح.
وحظرت فرنسا وكندا اللقاح للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا. بينما أوصت به ألمانيا وهولندا لمن هم فوق الستين. وتستخدمه السويد وفنلندا فقط لمن هم فوق 65 عامًا، فيما تمنع إيطاليا اللقاح لمن هم تحت سن الثمانين عامًا.
وفي النرويج، أبلغ مسؤولو الصحة عن ستّ حالات تجلطات دموية في الدماغ على الأقل من بين 120 ألف متلقّي للقاح، تُوفي أربعة منهم. أما في ألمانيا، فتمّ الإبلاغ عن 31 حالة بعد 2.7 مليون لقاح، بما في ذلك 29 امرأة تتراوح أعمارهنّ بين 20 و63، ورجلان تتراوح أعمارهم بين 36 و57، وتوفي تسعة منهم.
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن إحدى الفرضيات التي طرحها فريق من الباحثين في ألمانيا، هي أن لقاح "أسترازينيكا" يُمكن أن يُثير استجابة مناعية مفرطة لدى بعض الأشخاص؛ ما يتسبّب في إنتاج أجسام مضادة تستهدف الصفائح الدموية.