على وقع التفشي المتجدّد لكوفيد-19 لا سيما في أوروبا، ومسعى عدد من الدول إلى تشديد قيودها الصحية، ظهر متحوّر جديد للفيروس يوصف بأنه "الأسوأ على الإطلاق".
وعلى أثره أعلنت دول عدة عبر العالم خصوصًا في أوروبا منع الرحلات الجوية الآتية من دول تقع في جنوب القارة الإفريقية، بعدما رصدت في جنوب إفريقيا للمرة الأولى متحورة جديدة لفيروس كورونا.
ومن المقرر أن تجتمع منظمة الصحة العالمية الجمعة لتحديد مدى خطورة هذه المتحورة. وسجلت البورصات الأوروبية تراجعًا عند الافتتاح الجمعة متأثرة برصد المتحورة الجديدة.
ولتبديد الاستفهامات بشأنه، نستعرض في هذا التقرير ما بات معروفًا إلى الآن بشأن المتحوّر الجديد لكوفيد 19، استنادًا إلى تقرير لصحيفة "الغارديان".
أين عُثر على المتحور؟
تشير الدلائل المبكرة من مختبرات التشخيص إلى أن المتحوّر قد زاد بسرعة في مقاطعة غوتنغ بجنوب إفريقيا، وقد يكون موجودًا في مقاطعات البلاد الأخرى.
كما تم العثور على المتحوّر في كل من بوتسوانا وهونغ كونغ، علمًا أن الحالة التي سُجلت في الأخيرة هي لمسافر من جنوب إفريقيا.
وكشف موقع "الغارديان" أنه تم تحديد حوالي 50 حالة مؤكدة في جنوب إفريقيا وهونغ كونغ وبوتسوانا.
لمَ يُعدّ مصدرًا للقلق؟
يلفت تقرير "الغارديان" إلى أن أي متحوّر جديد قادر على تجنّب اللقاحات أو الانتشار بشكل أسرع من متحوّر "دلتا" السائد الآن، قد يشكل تهديدًا كبيرًا مع خروج العالم من الوباء.
وينقل ما أشار إليه العلماء من أن لدى B.1.1.529 مجموعة غير عادية من الطفرات، تثير القلق لأنها يمكن أن تساعد في تجنب الاستجابة المناعية للجسم، وجعل الفيروس أكثر قابلية للانتقال.
أي اختلافات يحملها المتحور؟
حسب "الغارديان" فقد وصف كبار العلماء مساء أمس الخميس B.1.1.529 بأنه أسوأ متحوّر رأوه منذ بداية الوباء.
وتشرح أن المتحوّر الجديد يحتوي على 32 طفرة في بروتين سبايك (Spike)، وهو جزء من الفيروس تستخدمه معظم اللقاحات لتهيئة جهاز المناعة ضد كوفيد، لافتًا إلى أن هذا الرقم هو حوالي ضعف الرقم المرتبط بمتحور دلتا.
والطفرات في بروتين سبايك يمكن أن تؤثر على قدرة الفيروس على إصابة الخلايا وانتشارها، وتجعل من الصعب على الخلايا المناعية مهاجمة الفيروس.
وأوضحت "الغارديان" أن متغيّر دلتا اكتُشف لأول مرة في الهند أواخر عام 2020، وانتشر منذ ذلك الحين في جميع أنحاء العالم، متسببًا بزيادة في معدلات الإصابة والوفيات.
ولفتت إلى أن المتغيرات الأخرى لفيروس كورونا تشمل "ألفا" التي نشأت في كنت في المملكة المتحدة، و"بيتا" التي عُرفت سابقًا بالمتحور الجنوب إفريقي، و"غاما" التي ظهرت في البرازيل.
معطيات "نظرية" حتى إثبات العكس
من جهتها، تشير الباحثة في علم الأدوية في الكلية الملكية بلندن ميس عبسي إلى أنّ ما نعرفه عن المتحور الجديد "مقلق نوعًا ما"، لا سيما أنه يجمع بين المتحوّرات السابقة، ويضمّ جميع المتغيّرات.
وتلفت إلى أن هذا التغيّر يمكن أن يجعل دخول الفيروس إلى الخلية أكبر من دلتا، وأسرع انتشارًا، ومقاومًا لبقية اللقاحات والأجسام المضادة.
لكنّها تشدّد على أنّ كلّ هذه المعطيات لا تزال "نظرية"، وهي قابلة للصواب والخطأ، لافتة في الوقت نفسه إلى أنّ عدد الحالات ازدادت في جنوب إفريقيا، في غضون ثلاثة أسابيع، من 1 إلى 30%، وهذا مؤشر إلى سرعة انتشاره نوعًا ما.
يُذكر أن فيروس كورونا أودى بأكثر من 5,16 ملايين شخص في أنحاء العالم منذ نهاية العام 2019. وترى منظمة الصحة العالمية أن حصيلة الجائحة قد تكون أعلى بمرتين إلى ثلاث مرات.