فيما شرعت أكثر من دولة حول العالم في إعطاء جرعة معززة من لقاح كورونا، حذرت منظمة الصحة العالمية اليوم الأربعاء، من "وهم شائع" مفاده أن إعطاء تلك الجرعات المعزّزة سيكون كافيًا لتجاوز الوباء.
ويستهدف تحذير منظمة الصحة العالمية "التنبية" إلى وجود عدد كبير من الأناس في دول فقيرة لم تتلق بعد اللقاح الأول المضاد لكوفيد-19، وسط المخاوف المتزايدة من الانتشار السريع للمتحور "أوميكرون" الذي بات مهيمنًا في الولايات المتحدة وأوروبا.
وبينما اعتبر مدير منظمة الصحة تيدروس أدانوم غبرييسوس أنه "لا يمكن لأي بلد أنّ يتجاوز الوباء بفضل جرعات معززة"، أجازت الولايات المتحدة الاستخدام الطارئ للأقراص المضادة لكوفيد-19 من مختبرات فايزر، وهي خطوة مهمة على صعيد مكافحة الوباء.
الدول الغنية تطيل أمد الوباء
وأوضح غبرييسوس في مؤتمر صحافي في جنيف قبل بضعة أيام من حلول عيد الميلاد، أنّ "الجرعات المعززة ليست ضوءًا أخضر للاحتفال (بالانتصار على الوباء) كما سبق أن توقعنا".
وأضاف مدير منظمة الصحة أن "برامج تعزيز من دون تمييز قد تؤدي إلى إطالة أمد الوباء بدل وضع حد له، وذلك عبر تحويل اللقاحات المتوافرة إلى بلدان ذات نسبة تلقيح عالية، ما يمنح الفيروس إمكان التفشي والتحول في شكل أكبر".
وتابع: "من المهم أن نتذكر أن الغالبية الكبرى من حالات الاستشفاء والوفيات تعود الى أناس لم يتلقوا اللقاح وليس الى أناس لم يتلقوا الجرعة المعزّزة، ويجب أن نكون واضحين جدًا لجهة أن اللقاحات تبقى فاعلة ضد المتحورة دلتا وكذلك أوميكرون".
من جهتها، أفادت لجنة الخبراء في منظمة الصحة المعنية بسياسة التلقيح بأن ما لا يقل عن 126 دولة أعطت تعليماتها بوجوب إعطاء جرعة معزّزة أو لقاح إضافي (للأطفال مثلًا)، وقد باشرت 120 من هذه الدول حملات في هذا الصدد.
وأضافت اللجنة في تقرير أصدرته الأربعاء أنّ غالبية هذه الدول إما غنية وإما متوسطة الدخل في حين أن "أي بلد فقير لم يعتمد حتى الآن برنامج الجرعات المعزّزة".
إجازة الأقراص المضادة لكوفيد في الولايات المتحدة
وفي سياق متصل، أجازت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الأربعاء الاستخدام الطارئ للأقراص المضادة لكوفيد-19 من مختبرات فايزر.
وقالت المسؤولة في إدارة (إف دي إيه) باتريسيا كافازوني في بيان: "توفر هذه الموافقة أداة جديدة لمحاربة كوفيد-19 في مرحلة حرجة من الوباء مع ظهور متحوّرات جديدة".
ويمكن إعطاء الحبوب للمرضى المعرضين لخطر عال والذين يبلغون 12 عامًا وما فوق، وفق إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
وهذا العلاج التي تسوقه فايزر باسم "باكسلوفيد"، هو عبارة عن حبتين تؤخذان مرتين يوميًا لمدة خمسة أيام من تاريخ تشخيص المرض، ولخمسة أيام بعد ظهور الأعراض، بحسب "إف دي إيه".
وتساهم هذه الحبوب في خفض حالات الاستشفاء والوفيات لدى المعرضين للخطر بنسبة تناهز 90% إذا تناولوها خلال الأيام الأولى بعد ظهور الأعراض وفقًا للتجارب السريرية التي شارك فيها أكثر من 2200 شخص.
ولم تسجل وفيات خلال هذه التجارب. وكان المشاركون غير ملقّحين كما كانوا عرضة لخطر الإصابة بشكل حاد من كوفيد-19.
حبوب فعالة ضد "أوميكرون"
وأعلنت شركة فايزر أيضًا أن علاجها المضاد للفيروسات هذا سيكون فعالًا ضد المتحورة "أوميكرون".
وتعمل مضادات الفيروسات عبر الحد من قدرة الفيروس على التكاثر، وبالتالي إبطاء المرض. وتمثل هذه العلاجات مكملًا رئيسًا للقاحات للوقاية من كوفيد-19، خصوصًا لأنها سهلة الاستخدام ويمكن تناولها ببساطة في المنزل.
وكانت الولايات المتحدة قد طلبت من شركة فايزر في نوفمبر/ تشرين الثاني عشرة ملايين من هذه الحبوب مقابل 5,29 مليارات دولار مع تأكيد الرئيس جو بايدن أنها ستوزع مجانًا على المواطنين.