تفاعلت قضية انفجار مرفأ بيروت المروّع الذي وقع في الرابع من أغسطس/آب الماضي، اليوم الجمعة، على وقع التقارير عن عزم المحقق العدلي القاضي طارق بيطار استجواب عدد من كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين والعسكريين في القضية.
ففي تطوّر لافت، أطلق القاضي طارق بيطار مسار الادعاء على عدد من الوزراء السابقين ومسؤولين أمنيين وعسكريين، فضلًا عن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسّان دياب، بعد إنهائه مرحلة الاستماع إلى الشهود.
وسرعان ما انعكست "شرارة" الخبر الذي أتى مفاجئًا في الشكل والمضمون، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نشط وسم "انفجار مرفأ بيروت" من جديد، إضافة إلى "القاضي بيطار".
وبرز "ثناء" اللبنانييّن من خلال هذه الوسوم على إجراءات القاضي بيطار، الذي وصفه البعض بـ"القاضي الشجاع"، متخوّفًا على "حياته" نتيجة القرارات التي اتخذها، فيما دعاه البعض الآخر إلى المضيّ بالقضية حتى النهاية، رافضين أيّ محاولة لـ"حماية" المتهمين.
لم اعتقد ان المحقق العدلي القاضي بيطار ستكون لديه الجرأة على تسمية المشتبه فيهم وطلب رفع الحصانة عنهم اعتذر عن الخطأ هذا القاضي شجاع يضع مستقبله وربما حياته بخطر لأنه تجرأ ان يسمي مشتبه فيهم يحظون بغطاء طائفي ومذهبي وسياسي وحزبي محلي اضافة الى غطاء دولي واقليمي هل سيقررون تنحيته؟
— Omar Nashabe عمر نشابة (@ONashabe) July 2, 2021
المحقق العدلي بقضية #انفجار_مرفأ_بيروت طارق بيطار فتح معركة محاسبة كبار المسؤولين الذين اصلا لا حصانة لهم في هذا الجرم. اي محاولة لحماية أي متهم تحت عنوان عدم رفع الحصانات أو ممارسة الضغوط على القاضي ستواجه بالشارع مع كل المنظومة. جريمة 4 اب لن تمر بدون معاقبة المسؤولين. pic.twitter.com/QEmvMAWODa
— واصف الحركة (@WasefHarake) July 2, 2021
وتوجّه بعض اللبنانيّين إلى السلطات المعنيّة التي طالبها القاضي بيطار بمنحه الإذن المطلوب لاستجواب عدد من الشخصيات، بمطالبته بالامتثال سريعًا لطلبه، إذا كانت تريد فعلًا الوصول إلى الحقيقة في الانفجار "المروّع" الذي ضرب مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس.
كما شدّد البعض على ضرورة الوصول إلى الحقيقة كاملة، عبر كشف كيفية وصول النيترات من الأساس إلى لبنان، وأين ذهب القسم الأكبر منها.
ضروري جداً... بس انتبهوا! أكيد ضروري دعم #القاضي_بيطار بتحقيق #انفجار_مرفأ_بيروت لكن ما لازم ملاحقة التقصير تنسّينا أو تلهي القاضي عن ملاحقة التفجير: مين جاب المتفجرات؟ بأي خدعة فاتوا على #لبنان وين راح القسم الأكبر منهن وكيف؟ الجريمة ما بكافحها إلا الحقيقة#بيكفي_ذل
— Jean Aziz (@JeanAziz1) July 2, 2021
مطلب كل الشعب اللبناني هو إنو نشوف وزراء، كبار الأمنيين، ومسؤولين عن مجزرة ٤ آب (يلي قتلت المئات ودمرت نص العاصمة) بالحبس. ويلي رح يعرقل العدالة تحت غطاء "الخطوط الحمراء" الطائفية هو #مجرم ويجب أيضاً محاسبته.#انفجار_مرفأ_بيروت #القاضي_بيطار #العدالة_لضحايا_٤_آب#بيكفي_ذل
— lucien bourjeily (@lucienbourjeily) July 2, 2021
لكنّ قضية انفجار المرفأ، على أهميتها، لم تُنسِ الكثير من اللبنانيين أزماتهم المعيشية والاقتصادية والاجتماعية، حيث نشط وسم "بيكفي ذل" بالتوازي مع الوسوم السابقة، وعبّر الناشطون من خلاله عن رفضهم لاستمرار مشاهد "الذلّ" اليومية نتيجة أداء السلطة التي أوصلت البلاد إلى "الانهيار التام".
نحنا مش شحادين، إنتو سرّاقين. ما بدنا بطاقتكن التمويلية الانتخابية من جيوبنا تا توزعوها على أنصاركن وتضلّوا متحكمين فينا.#بيكفي_ذل
— manuel dergham (@manueldergham) July 2, 2021
#بيكفي_ذل pic.twitter.com/CIaLKXt8Q7
— Johny Moukawam (@MoukawamJohny) July 2, 2021
وتسبّب انفجار مروّع في الرابع من أغسطس/آب، عزته السلطات إلى تخزين كميات هائلة من نيترات الأمونيوم بدون إجراءات وقائية، في سقوط أكثر من مئتي قتيل وإصابة أكثر من 6500 عدا عن تدمير أحياء عدة.
وتبيّن أن مسؤولين على مستويات سياسية وأمنية وقضائية كانوا على دراية بمخاطر تخزينها من دون أن يحركوا ساكنًا.
ولم تسفر التحقيقات في الانفجار عن أي نتيجة معلنة حتى الآن. وكان قد تم توقيف 25 شخصًا على الأقل، بينهم مسؤولون كبار عن إدارة المرفأ وأمنه، أخلى بيطار سبيل عدد منهم، آخرهم الجمعة الرائد في الأمن العام داوود فياض والمهندسة اللبنانية الفرنسية نايلة الحاج.