الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

من "إل تشابو" إلى "خاليسكو".. "كارتيلات مكسيكية" تمتهن الإجرام والتجارة الممنوعة

من "إل تشابو" إلى "خاليسكو".. "كارتيلات مكسيكية" تمتهن الإجرام والتجارة الممنوعة

شارك القصة

تكيّفت هذه الجماعات مع التغييرات التي سببها انتشار
تكيّفت هذه الجماعات مع التغييرات التي سببها انتشار (غيتي)
عثرت الشرطة على 8 جثث مقطوعة الرؤوس في منطقة تنشط فيها عصابات المخدرات، فمن هي هذه الـ"كارتيلات" التي روّعت المكسيك وشغلت العالم؟

تصدّر العثور على جثث ثمانية أشخاص، قُطعت رؤوسهم ومُصابين بالرصاص على طريق ريفي في ولاية ميتشواكان، حيث تنشط العصابات المسلحة في غرب المكسيك، عناوين الأخبار المحلية في المكسيك.

وعُثر على الجثث في منطقة شهدت هجمات عدة لـ"كارتيل خاليسكو الجيل الجديد" في الأيام الأخيرة.

وتتجه أصابع الاتهام في الحادثة مجددًا، إلى "العصابات الإجرامية" التي لطالما عصفت بأمن البلاد، وقادت اقتصادًا عالميًا رديفًا تُغذّيه الجريمة بأشكالها المروّعة، لتتضمّن قطع الرؤوس والشنق العلني، وقتل عشرات الصحافيين والمسؤولين.

وتعاظم العنف الوحشي المرتبط بالاتجار بالمخدرات في المكسيك على مدى سنوات عديدة. وانتشر من الحدود مع الولايات المتحدة إلى داخل البلاد.

معارك السيطرة على الأسواق غير المشروعة

انخرطت جماعات الجريمة المنظّمة في معارك دامية للسيطرة على الأسواق غير المشروعة، لا سيما تهريب المخدرات والابتزاز. واستجابت السلطات إلى حد كبير بالاعتماد على القوات العسكرية، لكن المنطقة حافظت على مستويات مرتفعة من العنف خلال العام الماضي.

في السنوات الأخيرة، تطوّرت جماعات تهريب المخدرات في المكسيك بشكل مضطرد. وفي عهد الرئيس المكسيكي فيليب كالديرون، سيطرت أربع جماعات هي "التيهيوانا- آي أف أو"، و"هواريز- فيسينتي كارييو فوينتيس"، و"كارتيل الخليج"، و"كارتيل السينالوا".

عصابة "إل تشابو"

ترأس "كارتيل السينالوا" خواكين غوزمان لويرا، المعروف باسم "إل تشابو"، والذي صار أكبر تاجر مخدرات في المكسيك عام 2003، بعد اعتقال منافسه أصيل كارديناس من "كارتيل الخليج".

وكان "إل تشابو" ينقل المخدرات من كولوميا إلى الولايات المتحدة. وقد اعتُقل مرات عدة لكنه نجح في الهروب. وقدّمت كل من الحكومتين المكسيكية والأميركية مكافآت مادية ضخمة للقبض عليه.

في العام 2016، قبضت عليه الشرطة المكسيكية، وسُلّم إلى الولايات المتحدة في العام 2017، وهو يُواجه تهمًا جنائية تتعلق بنشاطه وقيادته للمجموعة "الإجرامية".

وبعد القبض على "إل تشابو"، انقسمت هذة "الكارتيلات" إلى مجموعات جديدة. ويقدّر عددها بعشرين منظمة كبرى، وأكثر من 200 مجموعة إجرامية، فيما تقول وسائل إعلامية مختلفة: إن عدد المنظمات الفاعلة تسعة فقط، وهي تخوض معارك فيما بينها.

وتتضمن المنظمات الفاعلة "عائلة ميتشواكانا" و"كاباييروس تبمبلاريو"، ويعد "كارتيل خالسكو الجديد" أكثرها نشاطًا.

"كارتيل خاليسكو الجيل الجديد"

عُرفت هذه الجماعة باسم" زيتا كيلرز"، وظهرت لأول مرة عام 2011. ويقع مقر المجموعة في ولاية خاليسكو، وتمارس عمليات في وسط المكسيك، بما في ذلك ولايات كوليما، وميتشواكان، وولاية المكسيك، وغيريرو. وتمتدّ جذور هذه الجماعة إلى "كارتيل ميلنيو".

وتلقّى كارتيل "خاليسكو الجيل الجديد" ضربة عام 2013، مع القبض على نائب زعيمه فيكتور هوغو "إل تورنادو" ديلغادو رينتيريا. وتمّ استبداله بالزعيم الحالي المعروف باسم "المينشو"، الذي ألقت الولايات المتحدة القبض على ابنه العام الماضي.

وكانت الحكومة المكسيكية قد أعلنت عام 2015، أن "خاليسكو الجيل الجديد" واحد من أخطر "الكارتيلات" في البلد.

وفي عام 2016، وصفت الولايات المتحدة نشاط المجموعة بأنه من "أكثر عمليات تهريب المخدرات انتشارًا وعنفًا في عالم المنظمات".

ويُزعَم أن المجموعة مسؤولة عن توزيع "الكوكايين" و"الميتامفيتامين" على طول "10 آلاف كيلومتر"، من ساحل المحيط الهادئ، في طريق يمتدّ إلى حدود الولايات المتحدة وكندا.

وتنتشر عمليات المجموعة في الأميركيتَين وآسيا وأوروبا، حيث تسيطر على موانئ رئيسية في المحيط الهادئ.

كما توسّعت المجموعة في الداخل المكسيكي، وتنتشر معلومات عن سيطرتها على منطقة تُعادل مساحتها نصف مساحة المكسيك، حيث استغلّت انقسام منظمة "سينالوا" لتفرض سيطرتها.

بيئة خصبة للعصابات الإجرامية

تكيّفت هذه الجماعات مع التغييرات التي سببها انتشار وباء كوفيد-19 بسرعة، ما عزز سيطرتها على الاقتصادات المحلية والسياسة والسكان.

ومن المرجّح أن يؤدي الدمار الاقتصادي الناجم عن الوباء والأعاصير التي وقعت في المنطقة، إلى تغذية البيئة التي تجعل تضاريس المنطقة خصبة للغاية لـ"كارتيلات" وعصابات المخدرات، من الفقر والبطالة والاستبعاد الاجتماعي، وصولًا إلى فساد الدولة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي/ صحف أجنبية
Close