الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

من الجعة إلى المولوتوف.. مصنع أوكراني يواجه الهجوم الروسي بزجاجات حارقة

من الجعة إلى المولوتوف.. مصنع أوكراني يواجه الهجوم الروسي بزجاجات حارقة

شارك القصة

مسؤول في البنتاغون يتحدث عن المقاومة الأوكرانية بوجه الهجوم الروسي (الصورة: غيتي)
بدأ موظفو مصنع "برافدا" في مدينة لفيف الأوكرانية بصناعة زجاجات المولوتوف عوضًا عن الجعة وذلك لمواجهة الهجوم الروسي المستمر منذ الخميس الماضي.

أوقف الموظفون في مصنع "برافدا" الواقع في منطقة صناعية في مدينة لفيف الرئيسية غرب أوكرانيا، صناعة الجعة، وبدؤوا بإنتاج زجاجات المولوتوف في مواجهة الهجوم الروسي على بلادهم.

ويقول شاب مبتسم، يرتدي معطفًا أحمر سميكًا، ويعتمر قبعة، بينما يغرز قماشة في زجاجة جعة مليئة بمزيج من الزيت والبنزين، لوكالة "فرانس برس": "يجب الانتظار حتى تصبح القماشة مبللة جيدًا. عندما تصبح كذلك، تكون زجاجة المولوتوف جاهزة". 

وإلى جانبه، يكرر موظفان آخران في المصنع نفس الحركات بشكل منهجي، وبنفس المزاج الجيد.

ووضعت عشرات زجاجات المولوتوف الجاهزة للاستعمال على رفوف، بمأمن من الثلوج المتساقطة.

المقاومة بالزجاجات الحارقة

وقد تبدو الزجاجات الحارقة سخيفة، في مواجهة الدبابات الروسية التي يخشى سكان لفيف وصولها إلى مدينتهم معقل الهوية الأوكرانية، لكن مالك مصنع "برافدا"، يوري زاستافني، يتعامل مع صناعتها بجدية كبيرة، متحدثًا عن مبادرته للصحافيين.

ويقول: "نقوم بذلك لأنه على أحد ما القيام به. لدينا المهارات، لقد مررنا بانتفاضة شوارع في 2014 (التحرّك في ساحة "ميدان" الموالي لأوروبا...)، وكان علينا صنع زجاجات المولوتوف واستخدامها"، مضيفًا أنّ الفكرة جاءت من موظفي المصنع الذين شارك عدد كبير منهم في التحرك.

وتأسست "برافدا" في عام 2014، وأصبحت مؤسسة في لفيف. وذاع صيتها عندما سمّت أحد أنواع الجعة لديها، تسميةً مهينةً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وبدأ موظفو المصنع السبت بإنتاج زجاجات حارقة للدفاع عن الأراضي الأوكرانية، بينما استجاب جنود الاحتياط لدعوة رئيس البلاد فولوديمير زيلينسكي إلى حمل السلاح.

وأقيمت نقاط تفتيش عند مداخل مدينة لفيف التي تضم 720 ألف نسمة، حيث يراقب شرطيون وعسكريون ومتطوعون بشكل صارم مرور كل سيارة، وهم مجهزون بشكل كبير.

وأعلنت شركة الجعة الأحد على مواقع التواصل الاجتماعي أنها فتحت نقاط بيع مجهزة بطابق تحت الأرض للاحتماء في حالة حدوث إنذار من هجوم جوي، معربة عن نيتها بعدم التوقف عن إنتاج زجاجات المولوتوف.

ويقول يوري زاستافني: "يجب أن نفعل كل ما في وسعنا، للمساعدة على كسب هذه الحرب".

الاستعانة بالإنترنت

وتوافد الأوكرانيون على الإنترنت، يوم الجمعة، للبحث عن طرق تصنيع قنابل المولوتوف، بعد أن طلبت وزارة الدفاع الأوكرانية من المدنيين المساعدة في مقاومة القوات الروسية، التي أصبحت على مقربة من العاصمة كييف.

وكتبت وزارة الدفاع الأوكرانية على صفحتها في فيسبوك: "احملوا الأسلحة، وأبلغونا بتحركات العدو، اصنعوا قنابل مولوتوف، شلّوا حركة المحتل!".

كما نشرت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية هنا ماليار، منشورًا على حسابها على "فيسبوك"، دعت فيه الشعب إلى المقاومة، وتصنيع أسلحة محلية وحمل السلاح والانضمام لقوات الدفاع الإقليمية".

وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن عمليات البحث عبر "غوغل" عن كيفية صنع قنابل مولوتوف، وصلت لمستويات قياسية خلال الساعات الـ24 الماضية، وتحديدًا من المناطق الشمالية الشرقية لأوكرانيا التي تعرّضت للهجوم من قبل القوات الروسية، بما فيها خاركيف ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا.

كما أظهرت عمليات البحث على "غوغل" تنوّعًا حول "كيفية صنع كوكتيل مولوتوف في الغابة".

وأوضح مراسل "العربي" من كييف شوقي أمين في ثاني أيام الهجوم الروسي أن جامعة "بولوتيك للكيمياء" في كييف تحولت إلى مركز لصناعة قنابل المولوتوف.

كما قدّم التلفزيون الأوكراني تعليمات للمواطنين بشأن كيفية صنع قنابل المولوتوف، لمواجهة الهجوم العسكري الروسي نحو عاصمة أوكرانيا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات