السبت 16 نوفمبر / November 2024

من تداعيات الحرب المستعرة.. نحو نصف أطفال اليمن يعانون من التقزم

من تداعيات الحرب المستعرة.. نحو نصف أطفال اليمن يعانون من التقزم

شارك القصة

فقرة ضمن "شبابيك" تسلط الضوء على معاناة أطفال اليمن مع التقزم (الصورة: غيتي)
يعوق مرض التقزم النمو العقلي والبدني للمصابين به مستقبلًا ويؤثر على إنتاجيتهم مدى الحياة وهو ما يعرّض رأس المال البشري للخطر، بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية.

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن 46% من أطفال اليمن ممن هم دون سن الخامسة يعانون من مرض التقزم، وذلك بسبب سوء التغذية في البلاد.

ويتسبب هذا المرض بإعاقة نمو الأطفال العقلي والبدني وإنتاجيتهم مدى الحياة. كما يزيد من احتمالية إصابتهم بأمراض مزمنة أخرى.  

وتشير المعلمة بشرى حسين إلى أنها في كل صف دراسي تصادف حالتين على الأقل من المصابين بالتقزم، ولا تجد مشاكل في مداركهم العقلية ودرجة استيعابهم. وتقول في حديث إلى "العربي": "إنها تجد أن عقليتهم جيدة وشكلهم جيد لكن لديهم القليل من التقزم"، لافتة إلى أن تعامل المعلمات معهم طبيعي جدًا. 

واقع مراكز الرعاية

وتلقي النسبة المرتفعة من الأطفال المصابين بمرض التقزم بظلالها على واقع مراكز الرعاية التي تعاني عجزًا في تقديم الخدمات لهذه الفئة. 

من جهتها، قالت مديرة مدرسة التحدي للتربية الخاصة، هيفاء عفيفي: "إن حالات التقزم الموجودة هي نفسها التي كانت قبل أربع سنوات"، مشيرة إلى أن المدرسة تواجه مشكلة بالتعامل مع هؤلاء الأطفال، حيث يجب توفير كراسي خاصة لهم.  

ويعوق مرض التقزم النمو العقلي والبدني للمصابين به مستقبلًا ويؤثر على إنتاجيتهم مدى الحياة، وهو ما يعرّض رأس المال البشري للخطر، بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية.

وقد أكّد الاستشاري في طب الأطفال براق ناجي أن سوء التغذية يؤدي إلى التقزم. وقال: "إن مستقبل الأجيال القادمة يكون غير واضح من الناحية الذهنية ومن ناحية الإنتاج".

تأثير الصراع الدائر في اليمن

ويمثّل التقزم والتشوهات الخلقية وغيرها من المخاطر والأمراض جزءًا من تبعات الصراع الدائر في البلاد منذ 8 سنوات. 

من جهتها، أوضحت رئيسة مؤسسة سام للطفولة في اليمن بثينة القرشي أن ظاهرة الإصابة بالتقزم هي ظاهرة تحتاج إلى معالجات جذرية من أصحاب القرار، مؤكدة على دور سوء التغذية. 

وقالت في حديث إلى "العربي" من صنعاء: "إن الحصار الاقتصادي الذي تمر به البلاد لعب دورًا كبيرًا في نقص التغذية"، لافتة إلى غياب وعي الأسرة بتقديم الغذاء المتوازن للأطفال. ويعاني الأطفال الذين يشخصون بمرض التقزم المزمن بقصر في الساقين والذراعين وانتفاخ في البطن.  

وشددت على دور دور الرعاية التي تقدم خدماتها للأطفال الذين يعانون من التقزم بينها برامج رياضية. 

وإذ لفتت إلى أن بعض المنظمات الإنسانية تقدم حصصا غذائية للأطفال، أشارت القرشي إلى أن تقديماتها تقتصر على الغذاء ولا تشمل المستلزمات التي يحتاجها الأطفال في المدرسة مثل الكراسي والطاولات وغيرها.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close