الأحد 1 Sep / September 2024

من صنع البشر أو الطبيعة.. ماذا يقول علماء آثار عن أحجار الهرم الأكبر؟

من صنع البشر أو الطبيعة.. ماذا يقول علماء آثار عن أحجار الهرم الأكبر؟

شارك القصة

يوضح خبيران في علوم المصريات أن الملك خوفو بنى الهرم كمقبرة له وأن مشروع البناء استغرق عشرين عامًا
يوضح خبيران في علوم المصريات أن الملك خوفو بنى الهرم مقبرة له وأن مشروع البناء استغرق عشرين عامًا - غيتي
ادّعت منشورات أن الأحجار التي استخدمت في بناء الهرم الأكبر فيها نتوءات هواء، ما يعني أنها من صنع البشر وليست طبيعية.

يستغل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي الاهتمام الكبير بالحضارة المصرية القديمة خاصة الأهرامات، والغموض الذي يلفها في كثير من الأحيان، لبث معلومات مضللة بهدف جذب التفاعلات.

وكانت آخر تلك المنشورات المضلّلة تدعي أن الأحجار التي استخدمت في بناء الهرم الأكبر (هرم خوفو)، "فيها نتوءات هواء" ما يعني أنها من صنع البشر وليست طبيعية.

إلا أن هذا الادعاء لا أساس له من الناحية العلمية، بحسب خبراء في علم المصريات.

المعلومات التي جاءت في  المنشورات مضللة بحسب ما أكد خبيران في علم المصريات
المعلومات التي جاءت في المنشورات مضللة بحسب ما أكد خبيران في علم المصريات

وكان قد جاء في المنشورات أن أحجار الهرم الأكبر "فيها نتوءات هواء، ما يدلّ على أنها مصنوعة وليست مقطوعة من الجبال".

وأضافت: "كيف صُنعت وكيف صمدت تلك المدة كلها، وكيف لم يتمكن أحد من اكتشاف ما بداخل الهرم الأكبر على الرغم من كل التكنولوجيا المتوفّرة…؟".

هل تختلف أحجار هرم "خوفو" عن أحجار هرمي "خفرع" ومنقرع"؟

وبحسب الموقع الرسمي لوزارة السياحة والآثار المصرية، فإن الهرم الأكبر بُني "من الحجر الجيري المحلي في حين كان مغطى قديمًا بالكامل بكساء من الحجر الجيري عالي الجودة، وقد تم جلب أحجار الكساء من محاجر طرّة عن طريق مراكب تصل حتى الهرم".

ويؤكد على هذه المعلومات خبير الآثار المصري أشرف محي الدين، وهو مدير عام منطقة آثار الأهرامات.

ويصف الخبير ما تروّج له المنشورات عن أن أحجار هرم خوفو تختلف عن الأحجار التي بني منها هرما خفرع ومنقرع بـ"الأكاذيب التي لا تعتمد على أي أساس علمي".

بُني الهرم الأكبر من الحجر الجيري المحلي حسب وزارة السياحة والآثار المصرية
بُني الهرم الأكبر من الحجر الجيري المحلي حسب وزارة السياحة والآثار المصرية - غيتي

ويتابع شارحًا أن "الأهرامات الثلاثة الشهيرة في مصر بُنيت من الحجر الجيري المحلي".

ويؤكد محيي الدين أن أحجار الهرم الأكبر لا توجد فيها أي نتوءات هواء، وأنها طبيعية ولم تصنع كما ادّعت المنشورات.

ويتفق مع محيي الدين، عالم الآثار والباحث في علم المصريات أحمد صالح، الذي شغل في السابق منصب مدير عام آثار أبو سمبل ومعابد النوبة.

ويشدد صالح على أن "الأهرامات الثلاثة بُنيت بالحجر الجيري المحلي"، واصفًا المنشورات المتداولة بأنها مجرّد "خيالات".

لغز بناء الأهرامات

ويوضح الخبيران في علوم المصريات أن الملك خوفو بنى الهرم كمقبرة له، وأن مشروع البناء استغرق عشرين عامًا.

ويشرح أحمد صالح أن من المرجح أن يكون ابن عم الملك خوفو والذي يدعى حم-أيونو هو الذي أشرف على بناء هذا الهرم البالغ ارتفاعه 146.5 مترًا. إلا أن عوامل التعرية واختفاء الهُريم الصغير الذي كان يعلو قمته قلّصت ارتفاعه فبات يبلغ اليوم 138.8 مترًا.

ويقول الخبيران: إن هرم خوفو يضم أكثر من مليوني كتلة من الحجر الجيري بالإضافة إلى نحو 8 آلاف طن من حجر الغرانيت، الذي أحضر من أسوان في صعيد مصر واستخدم في غرفة دفن الملك خوفو.

وفي السياق، يذكر أحمد صالح بأن نظريات كثيرة حاولت تفسير كيف بُنيت الأهرامات.

وسلّط الضوء على مشروع نفذته وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع كلية الهندسة في جامعة القاهرة ومعهد الحفاظ على التراث والابتكار في باريس؛ اعتمد على واحدة من بين هذه النظريات التي حاولت تفسير عملية بناء الهرم من خلال تصوّر يقول إنه كان هناك ممرات حلزونية داخل الهرم كانت تستخدم في رفع الأحجار إلى الأجزاء العلوية.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب

الدلالات