يثير نشطاء البيئة جدلًا واسعًا بسبب تعمدهم الاعتداء على اللوحات الفنية العالمية وتلطيخها للفت انتباه العالم لمخاطر التغير المناخي.
وشهد متحف "ناشونال غاليري" في لندن، في 14 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، واقعة غريبة حين رمى ناشطون بيئيون، من حركة "جاست ستوب أويل"، حساء الطماطم على لوحة "دوار الشمس" الشهيرة لفان غوخ، والتي تعود لعام 1988 وتُقدّر قيمته بأكثر من 84 مليون دولار.
وتكرر استهداف لوحات عالمية في عدة متاحف دولية، حيث أثار ذلك علامات استفهام حول جدوى هذه الطريقة للتنبيه للقضية البيئية. وهناك من يرى أن هذه التصرفات تخصم من رصيد حركات البيئة.
رسائل واضحة
في هذا الإطار، قال إلياس مطر، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية، إن الفن هو أحد تعبيرات الثقافة الاجتماعية، وهو أحد عناصر الهوية الاجتماعية، لذلك فاللوحات الفنية تعكس قواعد سلوكية في العالم أجمع.
وأضاف مطر في حديث لـ "العربي" من بيروت، أن هؤلاء النشطاء هاجموا الاقتصاد العالمي الاستهلاكي الذي يقف وراء هذه اللوحات ويحميها، وبالتالي فهم أرادوا القول للدول، "كيف تريدون الحفاظ على صور الطبيعة بملايين الدولارات وأنتم تهملون الطبيعة الأصلية؟".
واعتبر مطر، أن خطوة هؤلاء الناشطين بات لها تأثير، لأنهم عرفوا كيفية استغلال عملهم لتوعية العالم إلى قضية الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية.
ولفت مطر، إلى أن استعمال حساء الطماطم في ضرب اللوحات من قبل النشطاء البيئيين، فيه دلالة كون العالم يستخدم اللوحات كقيمة اقتصادية مالية، بينما هم يريدون صرف هذه الأموال على الطاقة النظيفة.