بضربة صاروخية جوية أميركية، لقي زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري حتفه في أفغانستان مطلع هذا الأسبوع، وهي أكبر ضربة للتنظيم منذ مقتل مؤسسه أسامة بن لادن عام 2011.
وتتهم الولايات المتحدة الظواهري- الطبيب الشخصي لبن لادن- بأنه العقل المدبر الحقيقي لعمليات القاعدة، ومن بينها هجمات 11 سبتمبر/ أيلول الشهيرة.
وحتى إعلان الولايات المتحدة عن عملية الاغتيال ليلًا، ترددت شائعات مختلفة عن وجود الظواهري في المنطقة القبلية في باكستان أو داخل أفغانستان.
وكشف مسؤول كبير في إدارة الرئيس جو بايدن لوسائل إعلام أميركية أن الظواهري كان مختبئًا منذ سنوات وأن عملية تحديد مكانه وقتله كانت نتيجة عمل "دقيق ودؤوب" لمجتمع مكافحة الإرهاب والمخابرات، وقد قدّم المسؤول الذي لم يُكشف عن هويته بعض التفاصيل عن العملية.
تحديد مكان إقامة الظواهري
كانت الحكومة الأميركية على علم ولسنوات عدة، بشبكة قدّرت أنها تدعم الظواهري. وعلى مدار العام الماضي بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، كان المسؤولون يراقبون المؤشرات على وجود القاعدة في البلاد.
وهذا العام، حدد المسؤولون أن عائلة الظواهري - زوجته وابنته وأطفالها - انتقلوا إلى منزل آمن في كابل قبل أن يحددوا أن الظواهري في المكان نفسه.
وعلى مدى أشهر عدة، ازدادت ثقة مسؤولي المخابرات بأنهم استطاعوا تحديد هوية الظواهري بشكل صحيح في المنزل الآمن في كابل. وفي أوائل أبريل/ نيسان الماضي، بدأوا في إطلاع كبار مسؤولي الإدارة. وبعد ذلك أطلع جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي، الرئيس جو بايدن.
وأوضح المسؤول: "لقد تمكنا من تحديد نمط حياة (الظواهري) من خلال مصادر معلومات مستقلة متعددة لتوجيه العملية".
وقال المسؤول: بمجرد وصول الظواهري إلى المنزل الآمن في كابل، لم يصل إلى علم المسؤولين أنه غادره ورصدوه في شرفته خلال مناسبات عدة، حيث استُهدف في نهاية المطاف.
وأشار إلى أن المسؤولين حققوا في طريقة بناء المنزل الآمن وطبيعته ودققوا في قاطني المنزل، للتأكد من أن الولايات المتحدة يمكن أن تنفذ بثقة عملية قتل الظواهري من دون تهديد سلامة المبنى وتقليل المخاطر على المدنيين وعائلة الظواهري، بحسب المسؤول.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، عقد الرئيس بايدن اجتماعات مع كبار المستشارين وأعضاء الإدارة لفحص معلومات المخابرات وتقييم أفضل مسار للعمل.
وفي أول يوليو/ تموز الفائت، أطلع أعضاء الإدارة، ومن بينهم وليام بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) بايدن على عملية مقترحة في غرفة العمليات بالبيت الأبيض.
بايدن طرح "أسئلة تفصيلية"
وقام الرئيس الأميركي بدوره بطرح "أسئلة تفصيلية عما عرفناه وكيف عرفناه"، وفحص عن كثب نموذجًا للمنزل الآمن الذي أعده مجتمع المخابرات وأحضره إلى الاجتماع.
وقال المسؤول إنه سأل عن الإضاءة والطقس ومواد البناء وعوامل أخرى قد تؤثر على نجاح العملية، كما طلب الرئيس تحليل التداعيات المحتملة لضربة في كابل.
كذلك، عمدت مجموعة منتقاة من كبار المحامين المشتركين بين الوكالات إلى فحص تقارير المخابرات، وأكدوا أن الظواهري هدف قانوني بناء على قيادته المستمرة للقاعدة.
وقال المسؤول: إن بايدن دعا في 25 يوليو/ تموز أعضاء إدارته الرئيسيين ومستشاريه لتلقي إحاطة أخيرة، ومناقشة كيف سيؤثر قتل الظواهري على علاقة واشنطن مع طالبان، من بين أمور أخرى.
وبعد التماس آراء الآخرين في الغرفة، أعطى بايدن الإذن لتنفيذ "ضربة جوية دقيقة" بشرط أن تقلل من خطر وقوع إصابات في صفوف المدنيين.
وفي نهاية المطاف، نفذت طائرة مسيرة الضربة عند الساعة 9:48 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (01:48 بتوقيت غرينتش) في 30 يوليو/ تموز باستخدام صواريخ "هيلفاير".
الإعلان عن العملية
وفي خطاب تلفزيوني أعلن من خلاله مقتل الظواهري، اعتبر بايدن أن "العدالة تحققت"، وأن الولايات المتحدة مستمرة في الدفاع عن نفسها "ضد أولئك الذي يسعون لإيذائنا".
وأضاف: "أوضحنا مرة أخرى أنه بغض النظر عن الوقت وأين كنت، لو كنت تهديدًا لنا، الولايات المتحدة ستجدك وتقتلك".
من جانبه، قال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية: إن الظواهري كان على شرفة منزله في كابل عندما تم استهدافه بصواريخ هيلفاير، بعد ساعة من شروق الشمس في 31 يوليو/ تموز، وأنه لم يكن هناك جنود أميركيون على الأرض في أفغانستان.