قرر الاتحاد المصري لكرة القدم في اجتماع عقده يوم أمس الثلاثاء، تعيين المدرب واللاعب السابق حسام حسن مديرًا فنيًا للمنتخب الوطني خلفًا للبرتغالي روي فيتوريا، بعد إخفاق "الفراعنة" في بطولة كأس الأمم الإفريقية الحالية بساحل العاج.
وسجل منتخب مصر خلال البطولة القارية مسيرة لم تشهدها الكرة المحلية منذ 1992، حيث عجز عن تحقيق أي فوز في رحلته التي قادها فيتوريا، فتعادل في 3 مباريات خلال الدور الأول، قبل أن يخفق أمام نظيره الكونغولي بالدور الثاني، ويخسر بضربات الترجيح بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة، ويودع البطولة.
جهاز جديد للفراعنة
وقال الاتحاد المحلي ببيان نشره على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي: "قرر مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم، في اجتماعه تعيين حسام حسن مديرًا فنيًا للمنتخب المصري الأول، خلفًا للمدير الفني البرتغالي روي فيتوريا. كما قرر المجلس تعيين إبراهيم حسن مديرًا للمنتخب".
ولحسام وإبراهيم الشقيقين التوأمين، باع طويل في الملاعب المصرية على البساط الأخضر وخارجه. وفي هذا الإطار، قال وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي، إن حسام حسن "أسطورة كبيرة في تاريخ الرياضة المصرية"، داعيًا الجميع إلى "دعمه بقوة في قيادة المنتخب".
ونقلت وسائل إعلام مصرية عن اتحاد اللعبة أن طارق سليمان سيكون مدربًا في الجهاز الجديد لحسام حسن، ومعه سعفان الصغير مدربًا لحراس المرمى، ووليد بدر كمدير إداري.
السيرة الذاتية
وتولّى حسام حسن (57 عامًا) تدريب عدد من الأندية المحليّة أبرزها المصري، الإسماعيلي، الزمالك، بيراميدز، ومودرن فيوتشر، كما درّب منتخب الأردن (2013-2014).
ولم يُحقّق حسن أي لقب خلال مسيرته التدريبية وإنجازه الأكبر كان الوصول بمنتخب الأردن إلى مباراة فاصلة على بطاقة التأهّل إلى مونديال البرازيل 2014 للمرة الأولى في تاريخ "النشامى"، حيث خسر أمام الأوروغواي 0-5 ذهابًا وتعادل معه سلبًا إيابًا في مونتيفيديو.
وكانت هذه السيرة الخالية من الألقاب، مصدر جدل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي بين المصريين، الذين أيد بعضهم تعيين مدرب محلي للمنتخب بعد تجربة طويلة من المدربين الأجانب، فيما رأى البعض الآخر أن الأخوين حسن يملكان مسيرة مليئة بالإشكالات.
وتُعدّ ولاية حسن الثالثة مع المصري البورسعيدي المحطة الأفضل في مسيرته التدريبة، حيث حقق خلالها المركز الرابع في الدوري مرتين والمركز الثالث مرة، وبلغ نهائي الكأس المحليّة كما السوبر، كذلك قاده إلى نصف نهائي الكونفدرالية للمرة الأولى في تاريخ النادي بمسماها الحالي، بالإضافة إلى تحقيق المركز الثاني مع الزمالك في الدوري موسمي 2009-2010 و2010-2011.
وبدأ حسن، هدّاف المنتخب تاريخيًا بـ68 هدفًا والأكثر مشاركة بقميصه (184)، مسيرته كلاعب مع الأهلي (1984-1990) ولعب لباوك اليوناني (1990-1991)، ثمّ نوشاتيل إكزاماكس السويسري، قبل أن يعود إلى الأهلي مجددًا، ومنه العين الإماراتي فالزمالك والمصري والترسانة والاتحاد السكندري حيث اعتزل (2008).
حسن وصلاح
من جانبه، شكر نجم "الفراعنة" وليفربول الإنكليزي محمد صلاح، المدرب السابق فيتوريا عبر حسابه على "إكس" قائلاً: "شكراً فيتوريا، أتمنى لك الأفضل في المستقبل،. شكرًا على كل شيء مدربي".
وكان حسن قد انتقد صلاح، ثاني الهدّافين التاريخيين لمنتخب بلاده (55)، عقب قراره ترك المنتخب والعودة إلى إنكلترا بعد دور المجموعات في البطولة القارية لاستكمال علاجه بشدّ في العضلة الخلفية خلال مباراة غانا (2-2) في الجولة الثانية.
وقال في تصريحات تلفزيونية: "لو كنت على رأس القيادة الفنية لمنتخب مصر، وطلب صلاح السفر للعلاج في إنكلترا فسأوافق، لكن لن أعيده مرة أخرى".
وأضاف: "إصابة الشد في العضلة الخلفية لا تحتاج الإمكانيات الطبية الكبيرة للعلاج. من الممكن أن يكون هناك عمليات استشفائية، أو الاستعانة بأحد أطباء ليفربول في ساحل العاج، تواجد صلاح كان ضروريًا مع مصر لأنه يؤثر على اللاعبين بشكل إيجابي كقائد للفريق، وإذا كنت مدربًا للفراعنة لسألته هل تريد الرحيل والعودة لإنكلترا؟ إذا أجاب بالموافقة سأقول له استمر هناك. فلدينا لاعبين كبارًا أيضًا".
وأشار حسن إلى أن صلاح من أفضل اللاعبين المصريين الذين حققوا إنجازات في الملاعب الأوروبية، لكن "منتخب مصر خط أحمر"، موضحًا أن دور نجم "ريدز" ليس فنيًا فقط، لكن له دور معنوي كأحد أفراد الجهاز الفني. وأردف: "لو كنت مدربًا للمنتخب لن يعود صلاح حتى إذا كنت سأخوض النهائي وسنخسره في غيابه".
بدوره طمأن الوزير صبحي الجماهير على مستقبل العلاقة بين صلاح وحسن، وقال في تصريحاته أمس التي نقلتها صحيفة "الأهرام" المحلية إن المدرب الجديد للمنتخب أكد تقديره الكامل لمحمد صلاح "نجم منتخبنا وكل محترفي مصر في الخارج".