الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

من نظام الأسد إلى مصر وفلسطين واليمن.. أرقام "مرعبة" لضحايا التعذيب

من نظام الأسد إلى مصر وفلسطين واليمن.. أرقام "مرعبة" لضحايا التعذيب

شارك القصة

تصف منظمة الأمم المتحدة التعذيب بأنه أحد أعنف الأفعال التي يرتكبها البشر في حق بعضهم بعضًا، ويُعَدّ جريمةً بموجب القانون الدولي.

أشارت عدة منظمات حقوقية، في اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، إلى أن مئات المعتقلين والمسجونين ما زالوا يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة في بعض الدول العربية، كما بيّنت أن الناجين من التعذيب يعانون من مشاكل نفسية جسدية واجتماعية صعبة.

وتصف منظمة الأمم المتحدة التعذيب بأنه أحد أعنف الأفعال التي يرتكبها البشر في حق بعضهم بعضًا ويعدّ جريمةً بموجب القانون الدولي.

التعذيب على يد نظام الأسد

وهذا الفعل البشري البغيض، والذي تجرّمه وتحاربه القوانين الدولية، ما يزال يعدّ حتى الآن سياسةً تنتهجها العديد من أنظمة العالم، ومن بينها نظام بشار الأسد في سوريا.

فقد ارتكب هذا النظام شتى أنواع جرائم الحرب منذ عام 2011، بدءًا باستخدام الأسلحة الكيميائية إلى الاعتقالات التعسفية والاغتصاب وقصف الأحياء السكنية، وصولًا إلى سياسات التهجير والحصار.

وقد وثّقت الأمم المتحدة وكثير من منظمات حقوق الإنسان العديد من جرائم الحرب التي ارتكبها النظام السوري.

ووفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد قتل نحو 14388 سوريًا تحت التعذيب في معتقلات الأسد بينهم نساء وأطفال، كما وثّقت وجود أكثر من 129 ألف معتقل عام 2020، 85% منهم قيد الاختفاء القسري.

التعذيب في اليمن

أما في اليمن، فلا يبدو الوضع أفضل حالًا إذ تتعدد أوجه معاناة المواطنين، وكشفت منظمة "رايتس رادار" لحقوق الإنسان ومقرها هولندا أن 334 ضحية تعرضوا للقتل جراء التعذيب في سجون اليمن خلال 6 أعوام، أو توفوا من جراء الإهمال الطبي المتعمد داخلها.

وتصدرت جماعة الحوثي قائمة المنتهكين بارتكابها أكثر من 200 حالة.

المعاناة في فلسطين

أما في فلسطين، فممارسات التعذيب والمعاناة وانتهاك حقوق الإنسان قديمة قدم الاحتلال، بحيث يخضع 95% من الأسرى الفلسطينيين للتعذيب في سجون المحتل الإسرائيلي.

كما يخضع الأسرى وفق "نادي الأسير الفلسطيني" لأساليب الضغط الممنهج والظلم وانتهاك حقوق الإنسان منذ لحظة الاعتقال وحتى اقتيادهم للسجن.

ووفقًا لإحصائيات السلطات الفلسطينية، يتجاوز عدد الأسرى في السجون الإسرائيلية حاجز الـ5 آلاف.

الانتهاكات في مصر

وتتهم منظمات حقوقية عديدة، النظام في القاهرة باستخدام التعذيب وسيلة لانتزاع الاعترافات أثناء التحقيق، ويتعرّض له كل من يقع في قبضة الأجهزة الأمنية سواء بالاعتقال التعسفي أو القبض العشوائي أو القانوني.

وقدّرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في تقرير لها، أن هناك نحو 120 ألف سجين، بينهم نحو 65 ألف سجين ومحبوس سياسي.

وخلال الفترة ما بين أعوام 2013 و2019، توفي نحو 917 سجينًا في أماكن الاحتجاز، من بينهم 136 نتيجة التعذيب، بالإضافة إلى الإهمال الطبي المتعمد، وفق "المنظمة المصرية لحقوق الانسان".

قراءة في الأرقام

وفي قراءة لهذه الأرقام "المرعبة"، تتحدث سارة العاطفي، المنسقة القانونية ببرنامج "سند" لإحاطة ومساندة ضحايا التعذيب التابعة للمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، لـ"العربي"، وتقول إنه بعد 10 سنوات من بداية ما يعرف بـ"الربيع العربي" والدول العربية التعذيب لا يزال متواصلًا في الدول المذكورة أعلاه وغيرها كتونس.

وتلاحظ  العاطفي أن التعذيب آخذ في الارتفاع سنة تلو الأخرى، ومنها الطرق التعسفية التي يمكن استخدامها  لفض الاحتجاجات أو عند التوقيف وفي مراكز الاحتجاز وقد تكون في بعض الأحيان عنيفة جدًا.

وتقول العاطفي في اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب، أن الناجين لا زالوا يعانون، والتعب موجود، فالتعذيب ليس أمرًا عابرًا ينسى بعد مدة بل يبقى لسنوات نتيجة الأفعال البشعة التي يتعرض لها الضحايا.

وتردف:"للأسف في الدول العربية لا نرى برامج أو طرق تنتهجها الدول المعنية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب، أو لمساندتهم على الأقل لتخطي جراح الماضي".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close