الأحد 17 نوفمبر / November 2024

من 3 إلى 35 ألف.. تاريخ طويل لانهيار الليرة اللبنانية مقابل الدولار

من 3 إلى 35 ألف.. تاريخ طويل لانهيار الليرة اللبنانية مقابل الدولار

شارك القصة

لتراجع الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي تاريخ طويل بدأ في يونيو من عام 1982 تزامنًا مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان - رويترز
لتراجع الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي تاريخ طويل بدأ في يونيو من عام 1982 تزامنًا مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان - رويترز
قد يكون انهيار الليرة اللبنانية اليوم الأقسى في تاريخها، ففي السابق تمكّن النظام المصرفي من الحفاظ على تماسكه، ولم ينقطع الدولار من البلاد على عكس واقع اليوم.

يعاني لبنان منذ صيف 2019 من انهيار اقتصادي فقدت خلاله الليرة اللبنانية أكثر من 90 في المئة من قيمتها. 

وصنف البنك الدولي الانهيار الاقتصادي في لبنان على أنه من بين الأسوأ في العالم منذ 1850. وبات أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر، ولامس معدل البطالة نحو 30%.

لكنّ ما لا يعرفه كثيرون أنّ تراجع الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي ليس جديدًا في الواقع اللبناني، بل له تاريخ طويل بدأ في يونيو/حزيران من عام 1982 تزامنًا مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

كيف أثّر الاجتياح الإسرائيلي للبنان على الليرة؟

منذ تأسيس مصرف لبنان في عام 1963 حتى بداية الثمانينيات، لم يتغيّر سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة كثيرًا، وإنما تراوح بين 3 و4 ليرات.

لكن بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في يونيو 1982، تراجعت الليرة ووصل سعر الدولار الواحد إلى 5 ليرات لبنانية.

عقب الاجتياح وما رافقه من معارك أهلية، انهارت العملة بشكل متسارع وبلغ سعر صرف الدولار عام 1987، في عهد أمين الجميل، ما يقارب 550 ليرة.

3000 ليرة مقابل الدولار الواحد

في عام 1991، أصبح سعر الصرف 880 ليرة، وبدأت الاحتجاجات الشعبية على الوضع الاقتصادي، ليضطر رئيس الوزراء عمر كرامي إلى الاستقالة في شهر مايو/أيار 1992، تحت ضغط الشارع، مع وصول سعر الدولار الواحد إلى 3000 ليرة.

مع تعيين رياض سلامة في الشهر نفسه حاكمًا لمصرف لبنان، تحسّن وضع الليرة لتسجّل في أغسطس/آب 1992، 1950 ليرة مقابل كل دولار.

في يونيو 1999، قرّر سلامة ضبط سعر الصرف عند 1507 ليرات ونصف للدولار الواحد، وحافظت العملة على مستوياتها حتى عام 2019، رغم تعثر الاقتصاد مرّات عدّة عامي 2001 و2006.

الانهيار الأقسى في تاريخ الليرة اللبنانية

عام 2019، وعقب الحراك الشعبي في لبنان في السابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول، بدأت الليرة تراجعها وبلغ سعر الصرف في بداية 2021، 15000 ليرة لكل دولار، للمرة الأولى في تاريخ البلاد.

لكنّ هذا المستوى القياسي الذي بلغته الليرة يومها سيُكسَر مرارًا وتكرارًا بعد ذلك، ليلامس في مايو/ أيار 2022 عتبة 35 ألف ليرة، وذلك بعد الانتخابات التشريعية، حيث استقرّ السعر قبلها لفترة من الزمن عند حدود 26 ألف ليرة.

ويأتي استمرار تدهور الليرة برغم اتفاق مبدئي بين الحكومة وصندوق النقد الدولي على خطة مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات دولار على أربع سنوات. لكنها مرتبطة أيضًا بالتزام الحكومة بتنفيذ إصلاحات مسبقة.

وقد يكون انهيار الليرة اليوم الأقسى في تاريخها، ففي السابق تمكّن النظام المصرفي من الحفاظ على تماسكه، ولم ينقطع الدولار من البلاد بسبب التمويلات القادمة من الخارج، على عكس اليوم الذي يشهد شحًّا للدولار في الأسواق واهتزازًا في النظام المصرفي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close