أسفرت اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين ليل الخميس- الجمعة في القدس المحتلة عن سقوط أكثر من مئة جريح، وفق ما ذكرت مصادر طبية فلسطينية والشرطة الإسرائيلية صباح الجمعة.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن 105 فلسطينيين على الأقل جرحوا، نُقل نحو عشرين منهم إلى المستشفى، بينما ذكرت الشرطة الإسرائيلية أنها أحصت عشرين جريحًا في صفوفها واعتقلت 44 شخصًا في الاشتباكات، وفقًا لوكالة "فرانس برس".
وكان مئات المستوطنين الإسرائيليين نفّذوا مساء الخميس وفجر الجمعة، اعتداءات على الفلسطينيين ومنازلهم في عدة مناطق في مدينة القدس المحتلة؛ تخلّلتها مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي أسفرت عن إصابة 105 مقدسيين.
وحاول عشرات المستوطنين الإسرائيليين فجر الجمعة، الاعتداء على منازل الفلسطينيين في حيّ الشيخ جرّاح، برميّ الحجارة عليها، لكن السكان تصدّوا لهم، بحسب ما نقلت "الأناضول" عن شهود عيان في المنطقة.
وأفاد الشهود، أن مستوطنين حطّموا زجاج عشرات السيارات في شارع "المُطران" بالحيّ وأعطبوا إطارات أخرى.
كما اعتدى مستوطنون إسرائيليون على مقدسيين في حي التلّة الفرنسية بالقدس المحتلة، من دون وقوع إصابات.
وأفاد شهود عيان أنّ رقعة المواجهات شملت أحياء الصوانة والطور ووادي الجوز، القريبة من مركز مدينة القدس.
مستوطنون يشنون هجومًا على منازل المواطنين الفلسطينيين في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، وسط صراخ وترويع للأطفال#يتبع pic.twitter.com/5tdTzox5pw
— محمد سعيد #فلسطين (@MohamdNashwan) April 22, 2021
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنّ مئات المستوطنين الإسرائيليين الذين ينتمون لحركة "لاهافا" اليمينية حاولوا الوصول إلى منطقة "باب العامود" وسط القدس، هاتفين "الموت للعرب"، ومهدّدين بقتلهم.
لكنّ الصحيفة أشارت إلى أنّ الشرطة الإسرائيلية منعتهم من الوصول إلى منطقة "باب العامود" والمناطق العربية، في ظلّ وجود آلاف الفلسطينيين.
شباب القدس لم ينتظروا تهديدات المتطرفين التي أعلنوها بـ "الانتقام" من المقدسيين عند باب العامود غداً، بل خرجوا لهم الليلة إلى شارع يافا غرب البلدة القديمة ليوصلوا الرسالة بالدرس العملي أن القدس رغم كل شيء مسيّجة بشبابها.#باب_العامود#شباب_القدس pic.twitter.com/qKRNyHmh8d
— أدهم أبو سلمية #فلسطين 🇵🇸 (@adham922) April 22, 2021
وتأتي هذه المحاولات، استجابة لدعوات يمينية إسرائيلية انتقامية من الفلسطينيين في القدس، ردًا على ما وصفوه بـ"هجمات شنها فلسطينيون ضد إسرائيليين بالمدينة".
وداخل البلدة القديمة من القدس، اعتدى عدد من المستوطنين الإسرائيليين على منازل الفلسطينيين، بحسب لقطات تداولها ناشطون فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي.
وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ الحصيلة النهائية لإصابات المواجهات التي اندلعت مساء الخميس مع قوات إسرائيلية، وصلت إلى 105 إصابات، من بينها 22 إصابة متوسطة، تم نقلها إلى مستشفى المقاصد بالمدينة.
التجمّعات الرمضانية
وتشهد مدينة القدس عامة والمسجد الأقصى خاصة، اشتباكات ليلية في شهر رمضان. فمنذ بداية الشهر تكثّفت الاشتباكات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال، بسبب محاولات الأخيرة منع التجمعات والفعاليات الرمضانية السنوية وسط المدينة.
وأفادت "رويترز" أن فلسطينيين اشتبكوا مع الشرطة الإسرائيلية بسبب خلاف على تجمع بعد الإفطار عند باب العامود، وأطلقت شرطة الاحتلال الإسرائيلي قنابل صوت ورشت المياه لتفريق الفلسطينيين الذين ردّوا بإطلاق الألعاب النارية صوب الشرطة.
وتؤشر الأحدث الأخيرة إلى احتمال انتهاء فترة الهدوء النسبي في المدينة؛ التي تقع في مركز الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
ومنذ الليلة الأولى لشهر رمضان تشهد منطقة باب العامود اعتداءات متواصلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلين التي تمنع الشباب من الجلوس على مدرجات المنطقة في إجراء اعتبره المقدسيون "استفزازي".