تتجدد الإثارة في بطولة كأس العالم 2022، اليوم الثلاثاء، على استاد لوسيل، من خلال مواجهة من العيار الثقيل في الدور نصف النهائي، حيث يلتقي المنتخب الأرجنتيني نظيره الكرواتي في الخطوة قبل الأخيرة للوصول للقب.
ووصل المنتخبان إلى المربع الذهبي بواسطة ضربات الترجيح، فأطاح منتخب التانغو بالطواحين الهولندية، وأقصت كرواتيا منتخب البرازيل أبرز المرشحين للقب.
وفي هذا السياق، رأى نجم كرة القدم الجزائري السابق رابح ماجر، أن مدرب الأرجنتين ليونيل سكالوني استفاد كثيرًا من الخسارة أمام السعودية خلال الدور الأول في كأس العالم لمعالجة الأخطاء وسد الثغرات، واتخاذ منحى تصاعدي في الأداء وصولًا إلى مباراته الأخيرة.
"طموح كبير"
وأشار ماجر في حديث إلى "العربي"، إلى أن منتخب الأرجنتين يمتلك حافز الطموح بقوة، وذلك بوجود ليونيل ميسي، آخر الأساطير المتبقين في البطولة، الساعي لتحقيق الحلم الذي انتظره طوال مسيرته المذهلة كرويًا، وهو يتطلع لتقديم كأس العالم لبلاده وتتويج نفسه كأفضل اللاعبين في تاريخ الأرجنتين، بعد أن تفوق على الأسطورة مارادونا في سجل الأهداف، وبات ينقصه لقب المونديال فقط، الذي أهداه الأخير لبلاده عام 1986.
وحذر ماجر خلال مداخلته من قوة الكرواتيين، بقيادة النجم لوكا مودريتش، منوهًا بالمفاجآت العديدة التي شهدتها البطولة منذ بداياتها، وكانت كرواتيا أحد أبطالها بالإطاحة بمنتخب "السامبا"، مضيفًا أن أبرز مهام سكالوني اليوم تتمثل بكيفية التعامل مع طريقة لعب الكرواتيين.
مودريتش
وقال قائد منتخب كرواتيا، مودريتش إنه يجب على المنتخب أن يلعب مباراة العمر من أجل تحقيق الفوز على نظيره الأرجنتيني، محذرًا في تصريح متلفز من أن يكون التركيز في المباراة على لاعب واحد، في إشارة إلى ميسي.
وقال في هذا السياق: "أريد أن ألعب، ولكن ليس ضد لاعب واحد، بالطبع ميسي لاعب ممتاز، سنواجه مشاكل لإيقافه، ولكننا جاهزون وسنبذل قصارى جهدنا". ورأى نجم كرة القدم المصرية السابق، هاني رمزي، أن أحد السيناريوهات التي من الممكن أن يعتمدها المنتخب الكرواتي هو الذهاب بالمباراة إلى ضربات الترجيح.
لكنه أكد في حديث إلى "العربي"، أن المباراة ستكون صعبة جدًا على الفريقين، رغم الزخم الجماهيري الذي يصب لصالح منتخب "التانغو" ونجمه ميسي.
وقال رمزي إن الأرجنتين خسرت عاملًا مؤثرًا في تشكيلتها، وهو الظهير الأيسر ماركوس أكونيا بسبب توقيفه إثر نيله بطاقتين صفراوين، رغم أن كل الأنظار ستكون متجهة إلى ميسي "حامل الأحلام"، والطموحات الكبيرة رغم أن ذلك يشكل ضغطًا كبيرًا عليه.
بين مدربين
وكان سكالوني قد أشار في مؤتمر صحافي أمس، إلى أن نجمه ميسي "يريد اللعب من أجل الفوز للمنتخب".
وقال: "يتعين علينا أن نركز في المباراة ونكرس كل جهدنا على الفوز، ونعلم أن تغيرات حاسمة تحصل في تلك النوعية من المباريات في البطولات الكبيرة، لكن يتعين أن نتعاطى معها ونعرف كيف يمكن أن تتغير تفاصيلها، لا سيما احتساب الوقت الضائع في هذه البطولة الذي قد يصل إلى نحو 10 دقائق في بعضها".
واعتبر رمزي أن التبديلات التي قام بها سكالوني خلال المباراة الأخيرة ضد هولندا، لا سيما في الشوطين الإضافيين، كنزول النجم دي ماريا إلى الملعب، أدت لتخفيف الرقابة على ميسي، وقد يلجأ المدرب إليه منذ بداية المباراة للإضافة الهجومية.
وكان زلاتكو داليتش، مدرب المنتخب الكرواتي، قد أكد صعوبة المباراة، في مؤتمر صحافي أمس، لكنه أعرب عن ثقته بالفوز.
وقال: "أنا متفائل، وأثق في لاعبي المنتخب وفي الفوز على منتخب الأرجنتين القوي، ولقد استعددنا جيدًا لخوض اللقاء بعد أن لعبنا أشواطًا إضافية في المباراتين السابقتين، ولدينا روح قتالية عالية ولياقة بدنية جيدة".
يذكر أن المباراة هي الثالثة بين الأرجنتين وكرواتيا في تاريخ البطولة، حيث حقق منتخب "التانغو" فوزًا في مونديال فرنسا 1998 خلال دور المجموعات بهدف دون مقابل، وتكرر اللقاء في مونديال روسيا 2018 بالدور نفسه ففاز الكرواتيون بثلاثية نظيفة.