تقترب بطولة كأس العالم قطر 2022 من خط النهاية، حيث يفتتح غدًا دور النصف النهائي بمواجهة بين منتخبي كرواتيا الطامحة لتصل إلى النهائي للمرة الثانية على التوالي في تاريخها، والأرجنتين الحالمة بحمل اللقب للمرة الثالثة بتاريخها.
وكانت كرواتيا قد نجحت في إقصاء منتخب البرازيل بركلات الترجيح في دور ربع النهائي، بعد أن تعادلت معها بفضل هدف متأخر من برونو بيتكوفيتش عقب تقدم منتخب السيليساو بهدف للنجم نيمار في نهاية الشوط الإضافي الأول، ونجحت كرواتيا بعد ذلك في الفوز بركلات الترجيح بفضل تصديات الحارس دومينيك ليفاكوفيتش.
بالمقابل، نجحت الأرجنتين في تخطي فخ هولندا والعبور إلى مواجهة كرواتيا، بعد أن فرّطت في تقدمها بهدفين نظيفين في مباراة حملت سيناريو مجنونا، ومواجهات عنيفة، انتهت بتمسك الأسطورة ليونيل ميسي ورفاقه بالحلم في تكرار إنجاز غاب عنهم منذ 36 عامًا.
مواجهة ميسي- مودريتش
وقال ميسي حول اللقاء المرتقب مع كرواتيا: "لقد أظهروا أنهم فريق رائع وقد لعبوا الند للند مع البرازيل. لديهم لاعبون جيدون في وسط الملعب. هم أفضل مما كانوا عليه في النسخة الماضية ولم يصلوا لتلك المرحلة دون سبب".
وسيكون وسط الملعب ساحة لمواجهة بين "البرغوت" و"الساحر" الكرواتي لوكا مورديتش البالغ من العمر 37 عامًا، علمًا أن ميسي بلغ الـ35 عامًا، وهما لاعبان تواجها كثيرًا في صراع "الليغا" الإسبانية بين برشلونة وريال مدريد.
من جانبه، قال زلاتكو داليتش المدير الفني لمنتخب كرواتيا إنه سيعكف على دراسة أسلوب لعب الأرجنتين بشكلٍ خاص كما فعل أمام البرازيل في ربع النهائي، طامحًا في الوصول إلى خطة لإيقاف ميسي.
ويلعب مارسيلو بروزوفيتش الدور الأعمق بين ثلاثي الوسط، وسيتحمّل العبء الأكبر لإبطال فاعلية ميسي، لكن بعد تقديم ماتيو كوفازيتش مستويات دفاعية مميزة أمام البرازيل، من المرجّح أن يُطلب منه تكرار أدائه.
وقال داليتش: "سوف نولي اهتمامًا خاصًا لمسألة كيفية إيقاف ميسي بأي طريقة وبأي لاعبين، وماذا يمكننا أن نفعل حياله".
وأضاف: "نحن نعرف بأن رقابة رجل ضد رجل ليست جيدة، لم نفعل ذلك في المرة الأخيرة التي واجهنا الأرجنتين بها ولن نفعل ذلك اليوم أيضًا".
وعن أسلوب اللعب قال المدرب الكرواتي: "سنحتاج إلى تغطية التمريرات إليه وحرمانه من المساحة، يجب أن نكون مدركين لذلك في المرحلة الدفاعية".
حارسان عملاقان
ويدخل المنتخبان المباراة وسط تألق ملفت من حارسي المنتخبين، اللذين تألقا خلال ضربات الترجيح سواء الأرجنتين إيميليانو مارتينيز أو الكرواتي دومينيك ليفاكوفيتش.
وفرض ليفاكوفيتش نفسه بطلًا في ثمن النهائي حين فطر قلوب اليابانيين في ركلات الترجيح، حيث صد ابن الـ27 عاماً ثلاث ركلات للمنتخب الآسيوي، وحرمه من بلوغ ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه.
وعرف لاعبو المدرب داليتش كيف يتعاملون مع الضغط البرازيلي، ونجحوا في جر "سيليساو" إلى ركلات الترجيح، مانحين حارس دينامو زغرب فرصة جديدة للعب دور البطل، فكان على الموعد منذ الركلة الترجيحية الأولى التي نفذها نجم ريال مدريد الإسباني رودريغو.
هذه الركلة الترجيحية الضائعة تركت أثرها الكبير على لاعبي المدرب تيتي، فوصل ماركينيوس وهو تحت ضغط كبير إدراكًا منه بأن عليه التسجيل وإلا سينتهي الحلم بلقب أول منذ 2002.
لكن الرهبة التي خلفّها ليفاكوفيتش بدت جلية تمامًا على عيني المدافع البرازيلي الذي حطم آمال بلاده بمواصلة الحلم بعدما سدد في القائم الأيسر.
أما مارتينيز حارس أستون فيلا الإنكليزي البالغ من العمر 30 عامًا والملقب بـ"ديبو" تيمنًا بشخصية كرتونية شهيرة في الأرجنتين، فقال عقب تصديه لضربتي تريج من هولندا: "ما أفعله، أقوم به من أجل 45 مليون أرجنتيني يمرون بأزمة اقتصادية سيئة".
ووصف ميسي حارس مرمى منتخبه بالوحش، وخصصه بالاحتفال حين ركض كل لاعبي "التانغو" إلى المهاجم لاوتارو لتهنئته بتسجيل الركلة الأخيرة للأرجنتين.
ظاهرة " جمهور التانغو"
وسيغيب عن منتخب الأرجنتين كل من غونزالو مونتيل وماركوس أكونيا بعد حصولهما على بطاقتين صفراوين خلال المباريات السابقة في البطولة، وسط احتمالات كبيرة باستمرار غياب لاعب الوسط، رودريغو دي باول.
وفتح الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، يوم السبت، تحقيقًا انضباطيًا بشأن مباراة الأرجنتين وهولندا، والتي أشهر فيها الحكم الإسباني أنتونيو ماتيو 18 بطاقة صفراء، ليسجل رقمًا قياسيًا في المونديال.
ويملك منتخب التانغو عاملًا مؤثرًا لعب دورًا كبيرًا في تأهله إلى هذا الدور، وهو عامل الجمهور الكبير الذي يرافقه، حيث من المتوقع أن يساند على الأقل 40 ألف أرجنتيني منتخبهم، بالإضافة لآلاف من عشاق ميسي أفضل لاعب في العالم سبع مرات والراغب بتتويج مسيرته الرائعة بلقب عالمي أوّل.
المباراة هي الثالثة بينهما في تاريخ البطولة، حيث حقق منتخب "التانغو" فوزًا في مونديال فرنسا 1998 خلال دور المجموعات بهدف دون مقابل، وتكرر اللقاء في مونديال روسيا 2018 بالدور نفسه ففاز الكروات بثلاثية نظيفة.