الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

موجة حر تضرب الهند وباكستان.. علماء يلقون باللائمة على التغير المناخي

موجة حر تضرب الهند وباكستان.. علماء يلقون باللائمة على التغير المناخي

شارك القصة

نافذة لـ "العربي" حول تأثير التغير المناخي على حياتنا (الصورة: غيتي)
تشهد الهند وباكستان موجة حر فاقم من آثارها انقطاع الكهرباء، ويلقي العلماء بلائمتها على التغير المناخي. وفي لاهور، قصدت العائلات أقنية المياه للتبرد.

فاقم انقطاع التيار الكهربائي اليوم الجمعة معاناة ملايين الأشخاص في غمرة موجة حر تضرب الهند وباكستان.

ويلقي العلماء باللائمة على التغيّر المناخي في الارتفاع الشديد للحرارة في بداية الصيف.

وحثّت شيري رحمن، الوزيرة الباكستانية المسؤولة عن مكافحة تغيّر المناخ، الحكومة الاتحادية وحكومات الأقاليم على اتخاذ إجراءات احترازية من الموجة الحارة الشديدة، والتي وصلت فيها درجات الحرارة في بعض مناطق البلاد إلى 47 درجة مئوية.

وقالت في بيان: "هناك توقعات بأن درجات الحرارة في باكستان قد ترتفع بمقدار يتراوح بين ست وثماني درجات مئوية عن المتوسط، معتبرة أن البلاد انتقلت للمرة الأولى إلى طقس فصل الصيف من الشتاء من دون أن تمر بفصل الربيع. ووفقًا لتقارير الأرصاد فمارس هو الأشد حرارة منذ 1961".

"أزمة طاقة"

واندلعت مئات الحرائق في ولاية هيماشال براديش شمالي الهند، وأتت على غابات صنوبر بما يشمل محيط دارمسالا مسقط رأس دالاي لاما.

وعادة ما تشهد هيماشال براديش تساقط أمطار وبرَد وحتى ثلوج في المرتفعات في هذه الفترة من العام، لكن مناطق عدة لم تسجل تساقط أمطار منذ شهرين ما فاقم وتيرة الحرائق الكبيرة.

وجاء انقطاع الكهرباء في كل من الهند وباكستان لأسباب منها نقص الفحم بعد تسجيل حرارة مرتفعة بشكل غير عادي في مارس/ آذار وأبريل/ نيسان، ما تسبّب في تزايد الطلب على الطاقة وأدى إلى نقص المخزون.

والأسبوع الماضي، انقطعت الكهرباء عن مدن باكستانية لفترات وصلت إلى ثماني ساعات يوميًا، فيما حصلت بعض المناطق الريفية على الكهرباء لنصف يوم فقط.

وقال وزير الطاقة خرام داستغير خان: "هناك أزمة طاقة في أنحاء البلاد"، مشيرًا إلى نقص الوقود "وأعطال فنية".

"احتمال وقوع فيضانات"

من جهتها، حذّرت سلطة إدارة الطوارئ في باكستان من احتمال وقوع فيضانات مفاجئة في المناطق الشمالية بسبب درجات الحرارة المرتفعة، ما قد يسرّع ذوبان الثلوج.

وفي لاهور، ثاني أكبر مدن باكستان، قصدت العائلات أقنية المياه للتبرد.

أما في مدينة نيودلهي الهندية الكبيرة، فقد وصلت الحرارة إلى 43 درجة مئوية الجمعة. وأفادت السلطات أن العديد من محطات الطاقة "بقي لديها من الفحم أقل مما يكفيها ليوم".

وحذّر رئيس وزراء نيودلهي أرفيد كجريوال، من أن "الوضع في كافة أنحاء الهند خطير"، محذرًا من احتمال انقطاع الكهرباء عن مستشفيات ومترو المدينة.

واستمر اليوم الجمعة حريق في مكب نفايات بارتفاع 60 مترًا في نيودلهي، كان قد اندلع قبل أربعة أيام.

وقطعت ولايات هندية من بينها راجستان وغوجارات وأندرا براديش الكهرباء عن مناطق صناعية لنقص الفحم في محطات توليد الطاقة.

كما ألغت الهند بعض رحلات القطارات سعيًا لتجنب أزمة شاملة، وفق بلومبرغ.

في كلكوتا، قُدم لركاب وسائل النقل العام ماء محلّى بعد تسجيل إصابات بضربات الشمس أخيرًا.

وتُعد العواصف الثلجية والارتفاع في منسوب البحار وذوبان القطب ودرجات الحرارة الحارقة التي لا تحتمل من آثار التغير المناخي الذي يشهده كوكب الأرض، ولا سيما في العقود الأخيرة.

وقد شهد المناخ عام 2021 تغيرات عدة، من موجات حرارة قاسية إلى فيضانات وحرائق مدمرة، حيث عاقبت الأحوال الجوية القاسية أجزاء من الكوكب في الأشهر الأخيرة.

وفي وقت سابق من شهر أبريل/ نيسان الجاري، حذّرت الأمم المتحدة من أن البشريّة تعاني من "تصور خاطئ للمخاطر" يفاقم الأنشطة والسلوكيات التي تسبب تغيّر المناخ وعدد متزايد من الكوارث في أنحاء العالم.

وخلص مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث في تقرير جديد، إلى وقوع ما بين 350 و500 كارثة متوسطة إلى واسعة النطاق على مستوى العالم سنويًا على مدى العقدين الماضيين. وقال التقرير إن ذلك يزيد بخمس مرات عن المتوسط خلال العقود الثلاثة السابقة.

وفي ظل تغيّر المناخ، من المتوقع أن تقع أحداث كارثية ناجمة عن الجفاف ودرجات الحرارة القصوى والفيضانات المدمرة بشكل متكرر أكثر في المستقبل.

وقدر التقرير أنه بحلول عام 2030 سنواجه 560 كارثة حول العالم كل عام، أي بمعدل 1,5 كارثة يوميًا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close