حذّر مدير المعهد الوطني الأميركي للأمراض المعدية الدكتور أنتوني فاوتشي من ظهور متحوّر جديد من فيروس "كوفيد 19" خلال فصل الشتاء المقبل، مشدّدًا على ضرورة تلقّي الجرعات التنشيطية.
ولا تقتصر المخاوف من موجة كورونا جديدة على الولايات المتحدة فقط، حيث من المتوقّع أن تُواجه القارة العجوز موجة جديدة من كورونا مع قدوم الطقس البارد.
ولا تزال سلالتا "بي.إيه.4" و"بي.إيه.5" المتحورتان من أوميكرون، وراء غالبية الإصابات، إلا أن منظمة الصحة العالمية حذّرت، هذا الأسبوع، من أن العلماء يتتبّعون مئات الأشكال الجديدة من أوميكرون.
ونقلت شبكة "سي أن بي سي" عن فاوتشي قوله: "يجب أن نتوقّع ظهور متحوّر جديد أخطر من سابقيه، والذي قد يكون قادرًا على مراوغة الاستجابة المناعية التي حصلنا عليها من العدوى أو اللقاحات".
ورغم أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "سي دي سي" أشارت إلى انخفاض متوسط عدد الوفيات في الولايات المتحدة بسبب كورونا خلال الأسبوع الماضي إلى 323 وفاة مقارنة مع 2500 خلال مارس/ آذار الماضي، شدّد فاوتشي على ضرورة عدم "التخلّي عن الحذر" لأن هناك خطر دائم من زيادة مخاطر انتشار العدوى بشكل طفيف في أشهر الشتاء. وقال: "لا يمكن القول بشكل قاطع إننا انتهينا تمامًا من الوباء".
وذكّر فاوتشي بصيف عام 2021، عندما شهدت الولايات المتحدة تراجعًا في بيانات كورونا، إلى أن ظهر متحوّر أوميكرون في الشتاء الماضي، ما تسبّب في ارتفاع قياسي في حالات الإصابة.
ومنذ ذلك الحين، انتشرت العديد من المتغيّرات الفرعية من "أوميكرون"، وأصبحت مهيمنة في الولايات المتحدة.
وتظهر بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن الإصابة بمتحوّر "بي آي 5" من أوميكون يمثّل 81.3% من الإصابات الحالية بكورونا.
وتخوّف فاوتشي من أن أي متحوّر جديد قد يكون قادرًا على تجاوز المناعة التي اكتسبناها خلال الفترة الماضية، خاصّة وأن فعالية اللقاحات ضد المتحوّرات الأخيرة كانت أقلّ من المتحوّرات الأولى.
وذكرت الشبكة الأميركية أن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن بعض المتغيّرات الفرعية الجديدة، منها "BA.4.6"، تتهرّب من المناعة بشكل أكثر فاعلية من "BA.5"، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان أي منها سيتفوّق على سلالة "BA.5" المهيمنة في البلاد.
ولهذا، شدّد فاوتشي على أهمية تلقّي الجرعة المعزّزة من اللقاح الجديد الخاص بأوميكرون.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، أجازت وكالة الأدوية الأوروبية استخدام لقاحين "ثنائيي التكافؤ" من إنتاج شركتي "فايزر" و"موديرنا" يستهدفان الفيروس الأصلي الذي ظهر بمدينة ووهان الصينية عام 2019، والمتغيّر BA.1 الناجم من المتحور أوميكرون.
وفي هذا الإطار، أوضحت البروفيسورة ميس عيسى الباحثة في تطوير العلاجات، في حديث سابق إلى "العربي"، أن هذا اللقاح الثنائي، يحتوي على قسم يتعرف على النسخة الأصلية التي ظهرت في مدينة ووهان الصينية، والقسم الثاني يتعرف على المتغير BA.1 الناجم من المتحور أوميكرون.
