موسكو تدعو الجيش الأوكراني إلى "تسلم السلطة".. هل سقط خيار المفاوضات؟
في تطور لافت رغم ضراوة المعارك بين روسيا وأوكرانيا داخل أراضي الأخيرة لليوم الثاني على التوالي، أفاد الكرملين، اليوم الجمعة، أنه عرض إجراء محادثات مع أوكرانيا في مدينة مينسك عاصمة بيلاروسيا الحليفة لموسكو، بعد أن أبدت كييف، استعدادها لبحث إعلان بلادها دولة محايدة، لكنه قال إن أوكرانيا اقترحت بدلًا من ذلك وارسو كمكان للمحادثات.
وتزامن ذلك مع، دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة العسكريين الأوكرانيين "إلى تولي السلطة" في كييف.
وأوضح ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن الأوكرانيين أخذوا بعد ذلك ما وصفه بوقت طويل للغاية وإن الاتصالات توقفت الآن.
أضاف أنه خلال هذا التوقف نشر القوميون الأوكرانيون أنظمة صواريخ في مناطق سكنية بالمدن الكبرى. وقال إنه تطور خطير للغاية.
ولم تعلق السلطات الأوكرانية بشكل فوري على ذلك.
بوتين يدعو الجيش لتولي السلطة
وفي سياق متصل، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة العسكريين الأوكرانيين "إلى تولي السلطة" في كييف من خلال الإطاحة بالرئيس فولوديمير زيلينسكي، وأوساطه الذين وصفهم بأنهم "زمرة مدمنين ونازيين جدد".
وقال بوتين مخاطبًا الجيش الأوكراني في كلمة نقلها التلفزيون الروسي: "تولوا السلطة. يبدو لي أن من الأسهل التفاوض بيني وبينكم".
وأكد أنه لا يحارب وحدات من الجيش الأوكراني بل تشكيلات قومية تتصرف "كإرهابيين" وتستخدم المدنيين "دروعًا بشرية".
ووصف بوتين أيضًا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي ووزراءه بأنهم "زمرة مدمني مخدرات ونازيين جدد، نصبوا أنفسهم في كييف وأخذوا الشعب الأوكراني بأكمله رهينة".
وتصف موسكو السلطات الأوكرانية بـ"النازيين الجدد" أو "الطغمة الحاكمة" منذ عام 2014 واندلاع الحرب في شرق أوكرانيا الناطق بالروسية بين الانفصاليين وقوات كييف رغم أن زيلينسكي له أصول يهودية.
والاتهامات بـ"إدمان المخدرات" تستعيد تلك التي أطلقها معارضو زيلينسكي خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2019 والتي فاز فيها بسهولة.
وتنتقد روسيا أوكرانيا لأنها ضمت في قواتها المسلحة، وحدات مقربة من اليمين المتطرف وتشير إلى "نزع الطابع النازي" عن أوكرانيا كأحد أهداف غزو البلاد.
سلوك "ألمانيا النازية"
من جهتها شبهت أوكرانيا تحركات روسيا بسلوك "ألمانيا النازية" خلال الحرب العالمية الثانية.
وأطلقت روسيا، فجر الخميس، عملية عسكرية في أوكرانيا، واعتبر أكبر هجوم في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، مما دفع عشرات الآلاف من الأوكرانيين إلى النزوح من ديارهم.
وبعد يوم من الهجوم العسكري الروسي على الجارة أوكرانيا، اتفقت دول الاتحاد الأوروبي بالإجماع، اليوم الجمعة، على تجميد أصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف في دول التكتل.
وردًا على الهجوم، فرض الرئيس الأميركي جو بايدن مجموعة عقوبات أمس الخميس، وهي إجراءات تهدف لعرقلة قدرة روسيا على استخدام العملات الرئيسية، فضلًا عن عقوبات على بعض البنوك والمؤسسات المملوكة للدولة.
وتدور حاليًا معارك في شمال كييف وإلى الشمال منها، وتؤكد القوات الأوكرانية أنها تقاتل دبابات روسية في منطقتي ديمير وإيفانكيف على بعد 45 و80 كيلومترًا تواليًا.
وشدّد أن الجيش الأوكراني يعمل على القضاء على مجموعات تخريبية روسية؛ مستدركًا أن بعض هؤلاء التخريبيين نجحوا في دخول العاصمة كييف.