ساهمت بهدم مباني غزة.. هل جمدت أميركا صفقة جرافات لإسرائيل؟
أفاد الإعلام العبري بأن "الولايات المتحدة جمدت تزويد الجيش الإسرائيلي بـ130 جرافة على خلفية استخدامها في هدم المنازل بقطاع غزة".
وتقدم الولايات المتحدة منذ بداية الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة دعمًا سياسيًا وعسكريًا لإسرائيل، كما يستمر تدفق السلاح الأميركي إلى تل أبيب، رغم إعلان إيطاليا وفرنسا ودول أوروبية أخرى وقف تصدير السلاح.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الأحد، إن وزارة الأمن الإسرائيلية وقعت صفقة ضخمة لشراء نحو 130 جرافة من طراز "دي 9" من مصانع "كاتربلر".
احتجاجات وضغوطات
ونقلت الصحيفة عن مصدرين أمنيين إسرائيليين (لم تسمّهما) قولهما: إن "واشنطن جمدت الصفقة مؤخرًا بسبب استخدام الجرافات في هدم المنازل بغزة"، على حد تعبير المصدرين.
وبحسب المصادر، فإن إسرائيل دفعت ثمن هذه الصفقة، وفي انتظار تصريح التصدير من وزارة الخارجية الأميركية.
وأضافت الصحيفة: "استخدام هذه الجرافات، بشكل أساسي لهدم المباني في قطاع غزة، أدى إلى انتقادات داخلية كبيرة في الولايات المتحدة، ومظاهرات احتجاجية وضغوط هائلة على إدارة (الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو) بايدن التي استسلمت، وجمدت هذه الخطوة منذ عدة أشهر".
وأشارت إلى أن "تجميد واشنطن نقل الجرافات لإسرائيل، جاء في وقت تحتاج فيه الأخيرة عشرات الجرافات من طراز "دي 9"، والتي كانت أكثر نشاطًا في مناورة الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، قبل خروجها للصيانة".
وتابعت الصحيفة: "بالإضافة إلى ذلك، لدى الجيش الإسرائيلي منذ شهر تقريبًا ساحة قتال برية جديدة في جنوب لبنان، حيث يحتاج أيضًا إلى هذه الجرافات". ونقلت عن قادة عسكريين قولهم: "في ذروة القتال في غزة، قبل حوالي عام، كان قادة الكتائب يتشاجرون على جرافات D9، والآن تحتاج لإجراء الصيانة".
وقالت الصحيفة: "يمكن الافتراض أن تجميد تسليم الجرافات يؤخر تحركًا مهمًا آخر للقيادة الجنوبية لم يكتمل بعد، وهو إقامة منطقة عازلة بين قطاع غزة والنقب الغربي، بعرض كيلومتر في المتوسط، على الجانب الغزي من الحدود بما يشمل تسوية مئات المباني الفلسطينية والمناطق الزراعية بالأرض".
من غزة إلى لبنان
وقد تم بالفعل تدمير جزء كبير من هذه المباني وتسويتها بالأرض، لكن العملية لم تكتمل بعد، وفق ذات المصدر.
وتابعت "يديعوت أحرونوت": "في الولايات المتحدة عارضوا هذا الإجراء بشدة، على غرار الغضب الذي تراكم بسبب هدم آلاف المباني الفلسطينية في القطاع بشكل يومي".
ووفق الصحيفة: "يقولون في الجيش الإسرائيلي إنه ليس من المفيد على الإطلاق وجود مقاطع مصورة لجرافات D9 الأمريكية، وهي تدمر المنازل في غزة، لكن هذا واقع، لأن المخربين يستخدمون هذه المنازل".
وفي ظل غياب الجرافات تجد القوات الإسرائيلية صعوبة في الكشف عن آلاف الدونمات من الشجيرات الكثيفة في شمال لبنان، التي تقول: إن "حزب الله" يستخدمها لإخفاء المخابئ القتالية، ومستودعات الذخيرة تحت غطائها، على مسافة قريبة من المستوطنات الإسرائيلية، بحسب "يديعوت أحرونوت".
ومع النقص الحاد في الجرافات، لجأ الجيش الإسرائيلي إلى استخدام بدائل أخرى لهدم المنازل بغزة بعضها أكثر تكلفة، مثل التفجيرات الهندسية بآلاف الأطنان من المتفجرات بمختلف أنواعها، والقصف الجوي، وفق ذات المصدر.
وبالإضافة إلى ذلك، تقوم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بتأجير الأدوات الهندسية للقوات الميدانية من مقاولين خاصين.
تجاهل أميركي
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تجمد تسليم مئات القنابل الثقيلة إلى القوات الجوية الإسرائيلية، حيث اشترت إسرائيل من شركة بوينغ حوالي 1300 قنبلة. ولفتت إلى أن القنبلة الواحدة من هذه القنابل تزن ما يقرب من طن، وقد أوقفت واشنطن تزويد إسرائيل بها "مع ادعاء مماثل بأن الجيش الإسرائيلي يمكن أن يستخدمها لإيذاء السكان" وفق الصحيفة.
وقالت: "نصف هذه الشحنة التي جمدتها الإدارة الأميركية قبل نحو 6 أشهر وأثارت ضجة، تم الإفراج عنها ووصلت إلى الجيش الإسرائيلي، لكن نصفها تقريبًا لا يزال عالقًا في المستودعات في الولايات المتحدة".
وتابعت أن "التأخير في نقل الجرافات والقنابل الثقيلة ينضم إلى "التجاهل" الذي تلقته إسرائيل من الولايات المتحدة أيضًا فيما يتعلق بشراء مروحيات أباتشي القتالية".
وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
كما أسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 3 آلاف و136 شهيدًا و13 ألفًا و979 جريحًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلًا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وفق البيانات الرسمية اللبنانية المعلنة حتى مساء أمس السبت.