الخميس 21 نوفمبر / November 2024

ميا خليفة تروي تفاصيل تجربتها: تعرضت للاستغلال الجنسي وأريد حماية الأخريات

ميا خليفة تروي تفاصيل تجربتها: تعرضت للاستغلال الجنسي وأريد حماية الأخريات

شارك القصة

تأمل ميا خليفة أن تسهم قصتها في تحذير النساء الأخريات من الوقوع في فخ عالم صناعة الأفلام الجنسية (حسابها على إنستغرام)
تأمل ميا خليفة أن تسهم قصتها في تحذير النساء الأخريات من الوقوع في فخ عالم صناعة الأفلام الجنسية (حسابها على إنستغرام)
عندما تستعيد ميا خليفة تجربتها في صناعة الأفلام الجنسية، ترى أنها كانت "امرأة ساذجة وضعيفة"، وهي تكافح الآن لإزالة ماضيها الإباحي عن الإنترنت.

في عمر الـ21 عامًا، دخلت ميا خليفة عالم صناعة الأفلام الجنسية، ولعبت دور البطولة في 12 فيلمًا، وحصدت أكثر من مليار مشاهدة على موقع "بورن هوب". كان صعودها في الصناعة سريعًا، وكذلك اعتزالها.

واليوم، عندما تستعيد ميا خليفة شريط حياتها السابقة، ترى أنها كانت "امرأة ساذجة وضعيفة" تسعى إلى الحصول على الثقة بالنفس، وقد تمّ استغلالها جنسيًا، وهي تكافح الآن من أجل إزالة ماضيها "الإباحي" عن الإنترنت.

وعن تلك المرحلة من حياتها، تقول ميا خليفة لموقع "ياهو نيوز" إن تجربتها بدأت باختيارات خاطئة. وتضيف: "آمل أن تكون قصتي تحذيرية لحماية النساء الأخريات من الوقوع في تجربتي".

تدني احترام الذات

انتقلت خليفة، اللبنانية الأصل، للاستقرار مع عائلتها في الولايات المتحدة، حيث تقول إنها كافحت من أجل التأقلم، بخاصة بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 التي غيّرت نظرة الأميركيين إلى سكان الشرق الأوسط.

وتقول: "حاولت جاهدة أن أكون بيضاء لفترة طويلة. كان من الصعب علي أن أعيش بصفتي الشرق أوسطية في الولايات المتحدة، لذلك لجأت إلى العلاج النفسي في عمر الـ25".

عانت خليفة من تدني احترام الذات في المرحلة الثانوية. وتضيف: "كنت بدينة، ولم يكن لدي الكثير من الأصدقاء". قادها الأمر في النهاية إلى "علاقة لم يكن يجب علي الدخول فيها. وكانت تلك هي الخطوات التي قادتني إلى صناعة الكبار"، أو صناعة "أفلام البورنو".

الحق في إزالة المحتوى

مقارنة بالأموال الطائلة التي كسبتها شركات الإنتاج من أفلامها، حصلت خليفة على مبالغ زهيدة، بسبب العقد الذي وقّعته. كما أنها لا تملك حقّ ملكية أي من مقاطع الفيديو والصور الموجودة على الإنترنت. وهو المحتوى الذي تكافح الآن من أجل إزالته.

ففي مقابل ملايين الدولارات التي ذهبت لصناع "أفلام البورنو"، حصلت خليفة على 1000 دولار فقط مقابل كل فيلم من "أفلام البالغين" التي أدّت فيها دور البطولة، أي ما يصل مجموعه إلى 12 ألف دولار فقط.

وتشرح: "من لا يملك خلفية قانونية لن يفهم البنود المذكورة في هذه العقود، نظرًا إلى تضمّنها الكثير من المصطلحات اللغوية والثغرات والطرق الملتوية، والتي تجعل الموقّعين عليها ضحايا".

وتُضيف خليفة أن الاستغلال الذي تعرضت له يجعلها الآن تشعر بالغضب، محذرة الفتيات من الوقوع في التجربة نفسها التي يصعب التخلص من نتائجها، ولا سيما مع عدم امتلاك حق التحكم في المحتوى المنشور. وتضيف: "هناك الكثير من القتال الذي أريد أن أخوضه من دون التضحية أيضًا بصحتي العقلية".

تقول ميا خليفة إنها تشعر بالخجل من ماضيها وهي غير قادرة على العودة إلى الوراء، ولا يمكنها تغيير مسارها (حسابها على إنستغرام)
تقول ميا خليفة إنها تشعر بالخجل من ماضيها وهي غير قادرة على العودة إلى الوراء، ولا يمكنها تغيير مسارها (حسابها على إنستغرام)

الاستغلال الجنسي

ولجأت خليفة إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتفاعل مع نساء أخريات يشاركن تجربتهن بـ"الاستغلال"، وهي تتماهى مع مبادرات نسوية في بلدها الأم للدفاع عن النساء المُستغلات جنسيًا.

وتقول: "أستمد ثقتي من النساء اللواتي مررن بأمور أسوأ بكثير مما مررت به ونجحن في التغلب على مشاكلهن، ولا سيما اللواتي يتمتعن بالشجاعة الكافية لإظهار وجوههن على الإنترنت ومشاركة تجاربهن".

ووجّهت خليفة نصيحة للفتيات لحمايتهن من الإنترنت، قائلة: "التواجد على الإنترنت ليس ساحرًا، ولا عبارة عن أقواس قزح، ووقت رائع وشهرة. هناك الكثير وراء ذلك"، محذرة من أن قرار العمل في مجال الجنس لا ينبغي أن يظهر "بهذه البساطة".

وتحكي خليفة عن الشعور بالخجل من ماضيها الذي تحول إلى عبء تحمله كل يوم، فهي غير قادرة على العودة إلى الوراء، ولا يمكنها قلب مسارها، لكنها في المقابل، تقول إنها تنخرط في العمل الشخصي للتعلم والنمو.

وتضيف: "مسؤوليتي الآن هي تسليط الضوء على الأشياء التي تهمني والأشياء التي يجب أن نولي اهتمامًا بها في العالم".

عالم من الانتهاكات

ويثير عالم صناعة الأفلام الجنسية الكثير من الانتقادات الحادة، مع الكشف عن المزيد من الجوانب المظلمة من كواليسه.

فإلى جانب الاستغلال المالي، من خلال احتفاظ المنتجين بالأرباح الفعلية الهائلة من "صناعة البورنو" مقابل حصول "نجومه" على مبالغ ضئيلة، ظهرت مبادرات دولية كشفت عن مدى اتساع ارتباط هذا العالم بـاستغلال الأطفال. كما ربطت دراسات عدة بين مضمون الأفلام الجنسية المعروضة وبين بعض الظواهر الاجتماعية، مثل انتشار العنصرية وارتفاع نسب التحرش والاعتداء اللفظي والجسدي.

وقد برزت في السنوات الأخيرة اعترافات عدة لنساء شاركن في صناعة الأفلام الجنسية، كشف بعضها عن تعرضهن للاغتصاب أثناء فترة عملهن. 

وفي أغسطس/ آب الماضي، وجّهت هيئة محلفين في المحكمة العليا بلوس أنجلوس أكثر من 30 تهمة اعتداء جنسي لممثل الأفلام الإباحية الشهير رون جيرمي، طالت 21 امرأة وفتاة (تراوحت أعمارهن بين 15 و51 عامًا) على مدى أكثر من عقدين من الزمن.

مخاطر المشاهدة وانعكاساتها

في عام 2019، صنفت منظمة الصحة العالمية السلوك الجنسي القهري كأحد الأمراض التي تعترف بها. وبحسب المنظمة، يحدث السلوك الجنسي القهري، بما في ذلك إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية عبر الانترنت، عندما تهيمن الأنشطة الجنسية على حياة المرء لدرجة تجاهل الصحة الشخصية وغيرها من الأنشطة والمسؤوليات.

ويثير تدفق المحتوى الإباحي على الإنترنت مخاطر عدة، ولا سيما على الأطفال والمراهقين. ولا يقتصر حضور هذا المحتوى على المواقع الإلكترونية الشهيرة، بل ينتشر أيضًا عبر التطبيقات والإعلانات التي تتضمن مضامين جنسية، وتظهر في "مساحات" يظنها الأهل آمنة، كالألعاب الإلكترونية ومواقع الفيديو والدردشة.

ولا تتوقف المخاطر عند ذلك الحد، بل إن مشاهدة الأفلام الإباحية، فضلًا عن مضامينها الخاطئة التي تتسرب إلى تفكير مشاهديها، تؤدي إلى نوع من الإدمان، يحتاج أحيانًا إلى معالجة نفسية.

وتبرز مشكلة مشاهدة المواقع الإباحية في العالم بشكل عام، وفي العالم العربي بشكل خاص، حيث كشفت عدة دراسات سابقة عن تصدر الدول العربية نسب الإقبال على تلك المواقع، ومنها دراسة نُشرت في موقع إسبانيول الإسباني عام 2019.

في هذا السياق، يوضح الاختصاصي في علم النفس عبد الله أبو عدس أن صناعة الأفلام الإباحية هي صناعة عالمية تمتلك أنظمة تمويل وتسويق كبيرة، وتقوم على دراسات نفسية، وتستهدف فئات معينة من المجتمع.

ويؤكد أبو عدس، في حديث إلى "العربي" من عمان، أن مشاهدة الأفلام تؤدي إلى تدني ثقة الفرد بنفسه، وزيادة انعزاله عن المجتمع، ومن ثم إدمانه على تلك الأفلام.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، ترجمات
تغطية خاصة
Close